استبعدَ النَّائب حسن مراد أن تكون فرنسا قد تخلَّت عن اسم سليمان فرنجيَّة كمرشَّحٍ لرئاسة الجمهوريَّة، ولكن ثمَّة تغييرًا من قِبل الجانب الفرنسيِّ في التَّعاطي مع الملفِّ اللُّبنانيِّ بدا من خلال العدول عن السَّلّة المتكاملة إلى الكلام على مواصفات الرَّئيس، وفي ذلك تأييدٌ للموقف السُّعوديّ الذي لا يريد التَّدخِّل في الشأن الرّئاسيِّ اللُّبنانيّ. واعتبر مراد أنَّ اسم فرنجيّة يلبّي الطموحات التي يتطلَّع إليها مع فريقه كالحرص على بناء أفضل العلاقات مع الدُّول العربيَّة، ودعم المقاومة وتحرير الأرض. وعلّق بشأن الرُّؤية الاقتصاديّة التي يجب أن يحملها الرَّئيس الجديد بالقول: الوضع الاقتصاديّ في لبنان معقَّدٌ، ولبنان يحتاج إلى ساحرٍ لحلحلة الأزمة أو إلى سياسيٍّ جريءٍ في اتخاذ القرارات والانفتاح على الدُّول والتَّفاوض معها لمساعدة لبنان؛ لأنّ الغرب يعرقل ويهدِّد بفرض العقوبات. 

ورحّب مراد بالدَّعوة إلى الحوار بين الأقطاب السِّياسيّة اللُّبنانيَّة، متفهِّمًا المبادرة الفرنسيَّة التي تهدف إلى تسريع عمل شركة توتال لاستخراج النّفط، وتشكيل حكومةٍ، وحلحلة الملفات اللُّبنانيَّة الأخرى، منتقدًا في الوقت ذاته الدَّعم الفرنسيّ للقرار الأمميّ بالتَّمديد لليونيفل القاضي بعدم التنسيق مع الجيش اللُّبنانيّ. وطالب بدراسته لكيلا يمرَّ لأنه خطير، وقد أبلغنا عبر النائب فيصل كرامي لودريان اعتراضنا على القرار.      

وإذ كشف مراد رفضه اللامركزيّة الماليّة التي يجري النقاش فيها بين حزب الله والتَّيَّار الوطنيّ الحُر لأن الطائفة السُّنيَّة تعمل ضمن مؤسّسات الدَّولة واتفاق الطائف، اعتبر أنَّ من حقِّ الطرفين مناقشة الأمر، داعيًا في الوقت نفسه التَّيَّارَ والأفرقاء المسيحيِّين إلى قراءة اتفاق الطائف بتمعُّن؛ لأنه ضمانة لهم ونحن نريد العيش معًا. 

في الملفِّ التَّربويّ، شدَّد مراد لبرنامج "مع الحدث" عبر قناة المنار" على أنَّ لجنة التَّربية والتّعليم العالي والثَّقافة تتبنَّى مطالبَ الأساتذة المحقَّة، وهي بصدد إقامة ورشة عملٍ برعاية رئيس مجلس النُّواب نبيه برِّي في الأسبوع الأول من أيلول المقبل (٤،٥و٦) لمناقشة الهواجس التربوية ووضع الأطر العامَّة في إنقاذ العام الدِّراسيّ المقبل، وبحث التشريعات الضرورية لانجاحه، داعيًا الحكومة إلى وضع خطّة طوارئ، وتخصيص ضريبةٍ تستفيد منها المدارس الرَّسميَّة والجامعة اللُّبنانيَّة، ورفع موازنة وزارة التربية، عازيًا عدم استفادة الجامعة اللُّبنانيَّة من عائدات الـPCR إلى الفساد السِّياسيِّ والإداريّ. وقال: إنَّ أيَّ تشريعٍ تربويٍّ يحتاج إلى هيئةٍ عامَّةٍ وأغلبيّة نيابيّةٍ. ولم يسبتعد رئيسُ لجنة التَربية الذَّهابَ إلى تشربع الضَّرورة قي الملفات الملحَّة في ظلّ الفراغ الذي يعيشه لبنان.

وبشأن الطلاب السُّوريّين، حذّر مراد من خطر الدمج الطلابيّ؛ لأنه نوعٌ من أنواع التّوطين، في ظلّ إيقاف الجهات المانحة تمويل التعليم للفترات الصّباحية، مضيفًا: على البيئة اللُّبنانية الخاضنة أن ترتاح على مستوى المستوى البيئيّ والبنى التَّحتيّة وغيرها. ودعا النائب مراد الحكومةَ اللُّبنانيّةَ إلى الحوار الجدِّيّ مع الجهات المانحة لمساعدة الأهالي على الصّمود، في الوقت الذي حوَّل المجتمع الدَّوليّ أمواله إلى أوكرانيا.

وحذَّر مراد من المشاريع الخارجيّة التي تُساق إلى لبنان بهدف تشويه صورة المقاومة التي منحت لبنان انتصارًا حقيقيًا. وأضاف: هذا المشروع مرفوضٌ ولن ندعه يمرّ، وهو متزامنٌ مع الضغط على سورية بسبب الانفتاح العربي على دمشق من جهة، والسعودي الإيراني من جهةٍ أخرى، معتبرًا أنه من المرجّح أن تشهد المنطقة تحوّلاتٍ مع انضمام مزيدٍ من الدُّول إلى مجموعة الـ"بركس" والتأثير الاقتصاديّ والسُّياسيّ الذي ستتركه في المنطقة.