اخر الاخبار الرياضي يفوز على دينامو بنتيجة ٧٧ - ٧١ ويحرز "Snips" بطولة لبنان لكرة السلة / السيسي وأردوغان يقرّران في اتصال البدء فورًا برفع العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء / بايدن: أجريت محادثات مع أردوغان تناولت مسألة طائرات "F16" وانضمام السويد للناتو / لن نترك قضية اختطاف المواطن السعودي تمر دون حساب رادع / مولوي: المواطن السعودي المختطف بخير / مصادر للحدث: 4 أشخاص بلباس عسكري اختطفوا المواطن السعودي في بيروت / اتصالات عربية مكثفة للسفارات بلبنان للوقوف على قضية اختطاف المواطن السعودي / وزير الداخلية بسام مولوي: نحيط السفير السعودي بكافة التفاصيل حول قضية مواطنه المختطف / وزير الداخلية بسام مولوي: هاتف المواطن السعودي المختطف رصد في أكثر من منطقة ببيروت / الراعي يلتقي في هذه الأثناء في روما أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين / "الجديد": اجتماع في مجلس النواب بين نواب قوى التغيير والنائب غسان حاصباني لبحث الملف الرئاسي / لجنة المال والموازنة تُقرُّ قانون الطاقة المتجددة وكنعان سيرفع تقريره إلى رئيس المجلس النيابي / الجزيرة: عدد من سكان كييف يهرعون إلى الملاجئ بعد سماع دوي انفجارات / مجلس الوزراء يعقد جلسةً جديدة بعد غد الأربعاء عند التاسعة صباحاً / العربية: رئيس الوزراء الإسباني يحل البرلمان ويدعو لانتخابات جديدة في 23 تموز / اشتباكات كثيفة في العاصمة السودانية قبيل انتهاء أسبوع الهدنة / جرافات قوات الاحتلال الإسرائيلي تحفر خندقاً كبيراً بين الأراضي المحتلة والأراضي المحررة قرب موقع السماقة في تلال كفرشوبا الحدودية / العربية: إعلان حالة التأهب والإنذار الجوي في كييف ومحيطها / مصادر طبية فلسطينية: استشهاد فلسطيني متأثرا بجراحه عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين / لجنة معالجة الأوضاع الإنسانية بالسودان: نلتزم بتيسير إجراءات دخول المساعدات الدولية / السفارة السعودية لدى أستراليا تطالب المواطنين بالحيطة والحذر بعد زلزال فكتوريا / مستشار الأمن القومي العراقي يتوجه إلى طهران لبحث إجراءات تأمين الحدود بين العراق وإيران / "الشرق": وزارة خارجية كوريا الجنوبية تحث كوريا الشمالية للتراجع عن خطوتها بإطلاق قمر صناعي خلال الأسابيع المقبلة / دوي انفجارات عنيفة وأصوات أسلحة ثقيلة جنوب العاصمة السودانية / التحكم المروري: 9 جرحى في 6 حوادث خلال الـ 24 ساعة الماضية /
خاص الأفضل نيوز |
هادي بو شعيا - خاصّ الأفضل نيوز
لا شكّ في أنّ الرّئيس التركي رجب طيب أردوغان قرأ نتائج الجولة الأولى الرئاسيّة جيّداً، والأهمّ أنّه قرأ الخارطة السّياسية لبلاده، والتي تعكس مزاج الناخبين بشكلٍ دقيقٍ من خلال النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات البرلمانية.
غير أنّ ما يفوق نتائج جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسيّة التركية التي انتهت في الأمس هو التكتيك الذي لجأ إليه أردوغان، لضمان الفوز بهذه الجولة، لا سيما أنّ تقديرات المراقبين لم تكن تتوقّع فوزاً كاسحاً، لأن الجولة الأولى دلّلت بما لا يدع مجالاً للشّك أنّ الانقسام السّياسيّ في تركيا، يتعدّى شخص الرئيس التركي وأداءه، إلى شكل النّظام السّياسي الذي يعدّ محور هذا الانقسام.
عندما شعرَ أردوغان بتعرّض بقائه في السّلطة لخطر، خصوصًا عندما ذهب لجولة الإعادة، لم يدع بابًا إلّا وطرقه خلال حملته الانتخابية ليجتاز أصعب اختبار سياسيّ له حتّى الآن ويحمي إرثه من معارضة غير مسبوقة.
وكما هو واضح للقاصي والدّاني أنّ فوز أردوغان بهذه الانتخابات لم يستند على سجلّ من الحكم الجيّد بل على أساس واقع تفرضه سيطرة القوّات الموالية له على ما يزيد عن 90 في المئة من وسائل الإعلام التي منحت تغطيةً واسعة لحملة أردوغان الانتخابيّة، بينما لم يُولِ الإعلام الحكومي اهتمامًا يُذكر بمنافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو.
كما اعتمد أردوغان خلال حملته الانتخابية استراتيجية "الأمل والخوف" التي سبق له أن انتهجها عندما قاد حزب العدالة والتنمية، لأول مرة، إلى النصر قبل عقدين من الزمن. حينذاك كان قد وعد بنهضة اقتصادية وإنقاذ تركيا من السياسيين المتنافسين الذي جلبوا الفقر والمجاعة والجوع على حدّ وصفه.
أما اليوم، ورغم أن أردوغان حارب من أجل استمرار حكمه بينما تغرق البلاد في أزمة تكلفة معيشيّة عميقة والتي يتّهمه فيها كثيرون أنها من صنعه، إلّا أنّه تمكّن من خلال، ما يصفه أعداؤه بالخطاب الشّعبوي، إطلاق الخطابات ضدّ خصمه، واتهامه بتسريب الفضائح ضد خصومه، وآخرها كان شريط قال أردوغان إن كمال كليجدار جاء بشريط إلى منصبه الحالي، إثر صعوده لرئاسة حزب الشعب الجمهوري بعد انتشار شريط فاضح لرئيسه السابق دنيز بايقال ما أجبره على الاستقالة من منصبه.
وتركّزت تغطية وسائل إعلام تركية على هجمات من علمانيّين واعتداءات في الشوارع على نساء محجّبات أو على من يرتدين ملابس وأزياء ذات طابع دينيّ لتنجح بذلك مساعي أردوغان برفع مخاوف الإسلاميين من العلمانيّين لضمان جميع أصواتهم حتّى ممّن قد يختلفون معه ضمن التّيّارات الإسلاميّة.
لم تتوقّف تكتيكات أردوغان عند هذه الحدود بل ذهب في خطاباته إلى ربط مصير الأمة التركية بمصيره، وتخصيص العديد من الهبات الحكومية بما في ذلك رفع أجور القطاع العام قبل أيام فقط من التّصويت.
وفي وقت توقّع كثيرون أنّ الظّروف التي أوصلت أردوغان هي الظّروف ذاتها التي ستُطيح به اليوم بعد مرور عقدين على دخوله السلطة، استطاع الرئيس التركي استخدام حقائق التّضخّم المرتفع والاضطراب الاقتصادي المستشريَيْن في البلاد عبر اتهام المعارضة للاستفادة من أيّ كارثة، خصوصًا الزّلزال المدمّر الذي ضرب تركيا في السادس من شهر شباط/فبراير الماضي ليحرف بذلك الأنظار عن الانتقادات التي طالت حكومته متّهمةً إياها بالتّقاعس أمام نكبة الزّلزال، فضلاً عن إغراق البلاد بفوضى وإشكالات اقتصادية جراء سياسات اقتصاديّة أفقرت الأتراك وبينها الإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة رغم نسب التّضخّم المُرتفعة.
كما ملأ أردوغان وسائل الإعلام باحتفالات تروي إنجازات صناعية ومشاريع كبرى على غرار إطلاق أول سيارة كهربائية تركية وتدشين أول سفينة هجومية برمائية، إضافة إلى مروحيات هجومية وصواريخ باليستية. ومع تركيز المعارضة على غلاء الأسعار صوّر أردوغان حملة خصومه بأنها تواجه مشاريعه العملاقة بالبكاء على غلاء سعر البصل!
وفي سبيل تبرير وعوده الاقتصادية وبينها توفير الغاز الطبيعي في المنازل سرّع أردوغان في مسار تسليم أول شحنة من الغاز الطبيعي لمحطة بحرية من احتياطي مكتشف في البحر الأسود، وافتتح أول محطة تعمل بالطاقة النووية في تركيا خلال حفل شارك فيه، عبر الانترنت، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولم يغفل أردوغان في حربه على تحالف المعارضة الرئيسي من شنّ اتهامات بأن التحالف يتلقّى دعمًا من حزب العمال الكردستاني PKK المحظور في تركيا، مستغلاًّ بذلك تصريحات كليجدار أوغلو المدافعة عن حقوق الأكراد واتهامه أردوغان بمعاملة ملايين الأكراد كإرهابيين.
ولم يتوقف قطار أردوغان عند هذه المحطة بل مضى في عقد ما يشبه اتفاق مع المرشح المهزوم سنان أوغان لينالَ أصوات ناخبيه عبر التعهّد للاجئين السوريين لكن على طريقة أردوغان التي يصفها بالإنسانية والإسلامية وليس على طريقة المعارضة التي تقوم، وفق تصريحات مسؤوليها، على الترحيل القسري. ومن أجل استعادة شعبيته بين الناخبين المحافظين، ركّز أردوغان على الإدلاء بتصريحات مناهضة للمثلية الجنسية والتعهّد بمحاربتها.
وفي الشق الأمني، صوّر الإعلام المحسوب على أردوغان غيابه عن المشهد بأنه بداية الانجرار للفوضى لأنّ أحدًا، بحسب ما تمّ ترويجه لن يتوقّع ردّ فعل أنصاره في حال خسارته الانتخابات رغم أن التصريحات الرسمية لأردوغان كانت تؤكّد قبوله النّتيجة أيًا كانت.
في المُحصّلة، باتت النّتيجة واضحة بأنّ رياح أردوغان سارت كما تشتهيه سفنه وأن وجه تركيا لن يتغيّر كثيرًا كما كانت تروّج إليه المعارضة، بل سيبقى "إردوغانيًا" حتّى إشعار آخر.
كريستال النوّار - خاص الأفضل نيوز
بعد القمّةِ العربيّةِ، أُعلنت بُشرى للبنان وهي أنّ موضوعَ إعادة تصدير المُنتجات الصّناعية اللّبنانيّة إلى دول الخليج ولا سيّما إلى المملكة العربيّة السعوديّة، بات على السّكّة الصّحيحة، والعمل جارٍ وبشكلٍ جدّيّ ومُتسارعٍ حتّى يُعاد تأمين فتح الأسواق الخليجيّة أمام الصّناعات اللبنانيّة. وجاء هذا الإعلان نتيجة مُحادثات أجراها وزيرا الصّناعة والزّراعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان وعباس الحاج حسن، مع الوزراء المعنيّين الذين شاركوا في القمّة العربيّة في جدّة.
كيف يؤثّر هذا القرار اقتصاديًّا على لبنان؟ يُشير الخبير الاقتصادي أنطوان فرح إلى أنّ "أسواق دول الخليج العربي تُعتبر من أهمّ الأسواق بالنّسبة للمنتجات اللبنانيّة بالتّصدير، سواء الصّناعيّة أو الزّراعيّة. وبالتّالي، خسر لبنان الكثير عندما توقّفت إمكانيّة التّصدير إلى هذه الأسواق وتحديداً السعوديّة التي تُعدّ من أكبر الأسواق الأساسيّة في الخليج"، لافتاً إلى أنّ الخسائر من جراء توقّف التّصدير بلغت حوالى 250 مليون دولار سنويًّا.
ويُضيف فرح في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز": "فترة الانقطاع تسبّبت بمشاكل للمنتجات اللبنانيّة، لأنّ البضائع التّركيّة دخلت إلى الأسواق الخليجيّة وتحديداً الأسواق السعوديّة واحتلّت مساحةً واسعة، وبالتالي ستُواجه منتجاتنا صعوبةً في أخذ المساحة نفسها من جديد كالسّابق. أشكّ أن يتمكّن لبنان من التّصدير بالكميّات والمبالغ نفسها قبل الانقطاع، والسّبب أنّ المنتجات التّركيّة قادرة على مُنافسة المنتجات اللبنانيّة، لأنّ الدولة التركيّة تدعم التّصدير الصّناعي والزّراعي وثانياً لأنّ العملة التركيّة اليوم في حالة تراجع وبالتالي الكلفة التشغيليّة في تركيا انخفضت وباتت لدى الصّناعة والزّراعة قدرة تنافسيّة أكبر، وتُعتبر تركيا كأنّها "الصين في المنطقة".
ويُتابع: "هذا الأمر لا يعني أنّنا لن نستفيد بإعادة التّصدير إلى الخليج والسعودية، ولدينا مجالات أخرى بدأ الصّناعيّون بابتكارها منها الخروج من مصانع إلى دول أخرى والتصدير عبر هذه الدول إلى دول الخليج، على سبيل المثال سلطنة عمان، وهي نقطة جذب للصّناعيين اللبنانيين حيث عمد كثيرون إلى فتح مصانع لهم فيها وبدأوا بالتّصدير إلى أسواق الخليج، وهذه فرصة جيّدة للبنان لتحسين الإيرادات وتحسين الحركة الاقتصاديّة".
كذلك، يرى فرح أنّ "من أبرز أسباب توقّف الصادرات إلى الأسواق السعوديّة، عدم قدرة السلطات اللبنانيّة على مُحاربة تهريب المخدّرات إلى المملكة عبر لبنان"، لافتاً إلى وجود رهان اليوم على نجاح هذا الموضوع "باعتبار أنّه تبيّن أنّ هذا النّوع من التهريب يتمّ أحياناً بتنسيقٍ بين سوريين ولبنانيين، وهناك قسم يأتي من سوريا إلى لبنان، وبالتالي نترقّب ما إذا كانت السّلطات ستنجح في مهمّتها". ويُتابع كاشفاً: "عرفتُ من المعلومات المُتداولة، أنّ سوريا، ومن خلال القمّة والاتصالات مع العرب وعودتها إلى الجامعة العربيّة، أعطت وعداً للسعوديّة بوقف شحن المخدّرات إليها سواء منها مباشرةً أو عبر لبنان. وبالتالي هذا الموضوع سيكون تحت الاختبار في الفترة المُقبلة، وإذا فشل سنعود إلى نقطة الصّفر وستُقفل السعوديّة مُجدّداً حدودها أمام المنتجات اللبنانيّة".
ويشرح فرح أنّ "الخسارة الكبيرة بالنّسبة إلى الاقتصاد تكمن في أنّ الصّناعة اللبنانيّة، وعندما وقع الانهيار المالي في مطلع 2020، كانت أمام فرصة تاريخيّة لكي توسّع مجالات التّصدير إلى أسواق المنطقة باعتبار أنّ الكلفة التشغيليّة في لبنان تدنّت بشكلٍ كبيرٍ وأصبحت السّلع قادرة على المُنافسة، كذلك كانت لدينا سياسة دعم على مدى سنة أو سنتين ساهمت بدعم المواد الأوليّة للصّناعة وبالتالي الصناعة اللبنانيّة كانت في وضع قادرة فيه على المُنافسة، وكان بإمكانها أن تُضاعف حجم أعمالها بالأسواق الخليجيّة. ولكن للأسف، ضاعت هذه الفرصة"، لافتاً إلى أنّ حجم التّصدير إلى السعوديّة الذي وصل إلى 250 مليون دولار في السّنة، كان يُمكن أن يبلغ 500 أو 600 أو حتّى أكثر، لو لم نتعرّض لوقف تصدير منتجاتنا. وخسارة الصناعة والزراعة ترتبط بهذه الأرقام التي لم نتمكّن من تحقيقها، وقد لا نتمكّن من استعادة الرّقم السابق اليوم في حال أُعيد التصدير عمليًّا".
من جهته، يُشير رئيس تجمّع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم ترشيشي إلى أنّه تلقّى قرار فتح أسواق دول الخليج والسعودية أمام المنتجات اللبنانيّة "بغبطة وفرح.. ولكن هذا الأمر لا يتحقّق بكبسة زرّ، كما أُبلغنا من الوزراء. ولقد بُحث في هذا الموضوع ونجحت المُباحثات ولكن مع الإصرار لم نتلقَّ أيّ جواب بشأن تاريخ بدء إعادة التّصدير، ولذلك لا يُمكن معرفة متى سيتحقّق هذا القرار".
ويُضيف ترشيشي في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز": "نحن اليوم في ذروة الإنتاج وفي أمسّ الحاجة لتصريف المنتجات"، لافتاً إلى أنّه "إذا فُتحت الأسواق وزاد التصدير، كلّ الأمور تتحسّن ويتغيّر وضع المُزارع إلى حالة أفضل بكثير، وترتفع أرقام التّصدير من الحدّ الأدنى إلى الأقصى، خصوصاً أنّ أسواق السعوديّة تحديداً هي أسواق كبيرة جدًّا".
يُتابع ترشيشي: "الأفضل عندما يتمّ فتح الطّريق البريّة أمام السّيارات المُبرّدة المليئة لنقل البضائع. وعندما يصدر هكذا قرار، نتمكّن من المرور ترانزيت إلى الدول العربيّة كافة".
كما يُطلق صرخة قائلاً: "لحقت الأضرار بشكلٍ كبير بزراعة الخسّ التي كانت واعدة في البقاع، وكنّا ندخل بالخسّ على كلّ الأسواق لأنّه لا يُحمّل في البحر. فالخسّ إلى جانب الخضار عموماً، مثل اللوبياء والبندورة والخيار... الخسارة فيها كبيرة، وتليها الأشجار المثمرة. هذه هي الأصناف الأكثر تضرّراً، ولا ننسى أيضاً العنب والحمضيات التي تضرّرت بجميع أنواعها بالإضافة إلى قسمٍ كبير من التفاح، والدراق والكرز والمشمش، من جراء إقفال أسواق الخليج والسعودية أمام المنتجات اللبنانيّة".
ممتاز سليمان - خاصّ الأفضل نيوز
محظوظون حتمًا نحن الجيل أبناء الثّمانينات من القرن الماضي، حيث بدأ مع تشكّل وعيِنا وإدراكنا وثقافتنا زمنٌ جديدٌ لم يعهده آباؤنا وحتّى أجدادنا.
فالقرن العشرون من بداياته شهد انكسارات وهزائم واحتلالات ونكبات ونكسات أدخلت اليأس والقنوط على مدى عقود في نفوس العرب عامة.
فمن الاحتلال الفرنسي إلى احتلال الكيان الإسرائيلي المصطنع الذي جثمَ على صدر الأمّة منذ أواخر الأربعينات ونحن نعيش دوامة اليأس من حروب وتهجير واحتلال آراض وتدنيس مقدّسات حتّى رضيت الأغلبيّة بالأمر الواقع مُوقنة أنّ لا مجال للنّهوض والمبادرة.
ولعلّ خمسينات القرن الماضي شهدت ومضَة أملٍ وبارقة عزّة وكرامة تمثّلت بالقائد جمال عبد الناصر الذي التفّت حوله الأمة بأكملها من المحيط إلى الخليج، لأنّها وجدت فيه مثالًا لآمالها وتطلّعاتها للتّحرّر والتّحرير والاعتماد على الذّات، فأيّده الملايين من الناس في ظاهرة قلّما شهدها التاريخ الحديث مُتخطّيًا الحدود والحواجز والدول.
هذه الظّاهرة سرعان ما أرقت الغرب المُستعمر الذي رأى فيها صحوة تهدّد مصالحه وتطرده من أرض العروبة الغنيّة بالثّروات، فكان لا بدّ من إزاحته بمساعدة عملاء الداخل، وهذا ما حصل حيث تُوفّي في ظروف غامضة.
عاد الغرب وربيبته إسرائيل ليفرض السيطرة مجدّدًا على بلادنا العربية بمؤازرة حكّام مطواعين همّهم الأوحد الحفاظ على كراسي حكمهم وتقاسم مقدرات بلادهم مع مشغّليهم.
هذا الواقع عاد ليُحبط الجماهير العربية التي هالها أن ترى الكيان الغاصب ذو الخمسة ملايين مستوطن يتفوقون على 300 مليون عربي مع جيوش مجهّزة فقط لمراقبة الشعوب وقمعها.
لبنان كغيره من البلاد المُتاخمة لفلسطين المحتلة دفع أغلى الأثمان بمواجهة العدو الغاشم الذي كان يعيثُ حربًا وتخريبًا كلّما سوّلت له نفسه الدّنيئة التّعدّي حتّى احتلّ العاصمة بيروت قبل أن ينسحب منها إلى الجنوب خالقًا حزامًا أمنيًّا من خلال احتلال عشرات القرى الجنوبية.
إزاء هذا الواقع بدأت أولى بذرات المقاومة من قبل شبّان القرى المحتلة الذين تسلّحوا بالإيمان بالله وحبّ الوطن وعدم الرضوخ لسلطة المحتل، فبدأوا بمقارعته في مختلف القرى والبلدات وفي الأودية والجبال مُلحقين به أشدّ الأضرار، مسطّرين ملاحم في البطولة قلّما وجد العالم لها نظيرًا بمواجهة أعتى آلة حربية مدجّجة بأحدث الأسلحة والطيران.
ثمّ ما لبثت هذه المقاومة أن توسّعت وكبرت نتيجة أحقّية القضيّة لتستنزف العدو في عدّة حروب وتجعله يعيش حالة من عدم التّوازن والقلق الدائم حدَت به إلى الانسحاب خاسئًا من الجنوب، حيث كان أول أرض عربية ينسحب منها العدو تحت تأثير الهزيمة.
منذ ذلك الوقت وخلال تلك السّنوات أُعيدت للعرب كرامتهم وتمرّغ أنف العدو بالتّراب، ودخلنا عصر توازن الرّعب والحرب.
الخامس والعشرون من أيار كان تاريخ انتصار الدّم على السّيف، وكان تاريخ انتصار العين على المخرز لأنّها عين الحقّ وعين الله التي كسرت مخرز الظّلم والاحتلال، الذي مصيره الزّوال حتمًا من أغلى البلاد... فلسطين.
عماد مرمل- خاص الأفضل نيوز
بينما كان البحث الداخلي يتركز على تأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم بعد انتفاء الاسباب الأمنية لهجرتهم القسرية، استجد تطور لافت في هذا الملف تمثل في قرار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالموافقة على طلب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة دولرة المساعدات المالية التي تمنحها لهم في لبنان.
هذا القرار فاجأ أوساطا وزارية اعتبرت أن من شأنه أن يساهم في تثبيت بقاء النازحين حيث هم، بدل العمل في اتجاه حضهم على العودة من خلال وقف الحوافز المادية التي تشجعهم على البقاء او أقله إعطائها لهم في داخل سوريا.
وكشفت الأوساط الوزارية ل"الأفضل نيوز" أن مفوضية اللاجئين مهدت منذ أشهر لمسألة الدولرة "ولكن لم يحصل تجاوب معها آنذاك، وبالتالي ظلت التقديمات المالية للنازحين تعطى بالليرة اللبنانية، حيث كانت كل عائلة سورية تحصل على مبلغ يعادل ثمانية ملايين ليرة الى جانب الطبابة والتعليم المجانيين، ثم طرحت المفوضية لاحقا رفع المبلغ الى 12 مليون ليرة، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل جهات رسمية لانه يتجاوز الحد الأدنى الذي يتقاضاه اللبناني في المرحلة الحالية، وبالتالي سيكون من الصعب تبرير هذا الفارق للمواطنين الذين يعاني اغلبهم من تداعيات الازمة الاقتصادية، ووصل بعضهم إلى قعر الفقر."
وعندما ارتفع سعر الدولار قبل مدة إلى حدود ال 140 ألف ليرة عادت المفوضية لتطرح مطلب الدولرة، مقترحة على أحد المسؤولين الذين التقتهم منح كل عائلة سورية مبلغا مقطوعا من الدولار يتعدى ذاك الذي تناله العائلات اللبنانية الأكثر فقرا والمدرجة ضمن لوائح المساعدات الدولية، إلا أن هذا المسؤول كرر اعتراضه ولم يقبل الاقتراح.
وتشير الأوساط الوزارية إلى أنه بينما لم تُسلّم المفوضية حتى الآن داتا النازحين، ولم يُحسم بعد أمر تشكيل وفد وزاري رفيع المستوى لزيارة دمشق ومناقشة متطلبات معالجة قضية النزوح مع القيادة السورية، إذا باتفاق ملتبس يتم في هذا الوقت على تسديد الأموال للنازحين بالدولار، "ما يدفع إلى طرح عدد من علامات الاستفهام والتعجب حول توقيت هذا الاتفاق وغاياته، خصوصا أننا كنا نضغط قي اتجاه تخفيض الدفعات أو تحويلها إلى النازحين بعد عودتهم."
وتوضح الأوساط أنه بموجب الإجراء الجديد فإن كل عائلة نازحة ستحصل مجتمعة كل شهر على 25 دولار تضاف إليها، 20 دولار لكل فرد منها (على اساس خمسة أفراد)، مشيرة إلى أن عدد المستفيدين يناهز 230 ألف عائلة، أي أن المجموع الإجمالي لما سيُدفع للنازحين يناهز نحو 29 مليون دولار شهريًا.
وتلفت الأوساط الوزارية إلى أن المفارقة الموجعة تتمثل في أن المستفيدين اللبنانيين من المبلغ نفسه لا يتعدى 75 ألف عائلة فقط من الأكثر فقرا.
أكرم حمدان - خاص الأفضل نيوز
كثرت القراءات والتحليلات لنتائج ومقررات قمة جدة العربية وتوزعت بين التفاؤل والتشاؤم وبين السلبي والإيجابي، حيث ذهب البعض لتعداد ما أسماه هفوات وسقطات القمة مقابل نجاحاتها وإنجازاتها وما حققته من عناوين وشعارات رُفعت قبل إنعقاد هذه القمة.
فهناك من إعتبرها القمة العربية الأبرزمنذ رحيل الرئيس جمال عبد الناصر،التي خرجت بتوجهات تبعث على الأمل بغد عربي أفضل بعد سنوات عجاف في وقت يشهد فيه العالم تحولات كبيرة تؤسس لعالم متعدد الأقطاب بدل القطب الأحادي الواحد .
وأصحاب هذا الرأي، أنفسهم إعتبروا ما ورد في كلمات الملوك والرؤساء في إفتتاح القمة لجهة إعادة توجيه البوصلة على مركزية القضية الفلسطينية على رأس الأولويات العربية ومناصرة نضال الشعب الفلسطيني المظلوم داخل وخارج فلسطين لتحريرأرضه ومقدساته، من أهم إنجازات هذه القمة.
ولم ينسى هؤلاء العناوين التي بحثتها هذه القمة وأهميتها بدءاً من الحرب في السودان والإلتزام بوحدة ليبيا وإنتهاء بمأساة اليمن والترحيب بالرئيس السوري بشارالأسد وعودة سورية إلى موقعها الطبيعي بين العرب.
في المقابل، فهناك من وصفها بأنها قمة إعادة الجمع على طريق إعادة التكوين وقمة العودة إلى إعتبار قضية فلسطين هي القضية المركزية، وقمة العودة إلى مرحلة ما قبل العام ٢٠١١ ودفن ما سُمي بالربيع العربي والإطلالة "الحيادية" على الحرب الروسية-الأوكرانية .
وبمعزل عن الإختلاف المطلوب والطبيعي في قراءة نتائج القمة، وبإنتظارترجمتها (وقد بدأت) في أكثرمن مكان عملياً، فإن قمة جدة صححت معنى العروبة وأعادت بوصلة تحديد العدومن الصديق، وكانت فعلا قمة "لم الشمل العربي" وتوحيد الموقف العربي في مواكبة المتغيرات الدولية وتحقيق تموضع عربي موحد فيها السعي والعمل العربي المشترك الذي يجعل من العالم العربي قوة سياسية وإقتصادية وإجتماعية تنافس التكتلات الدولية الكبرى، وتكون شريكًا فاعلًا ، إنطلاقًا من موقعها الجيوسياسي،ومن مخزون الثروات الإقتصادية والبشرية والحضارية والثقافية الذي تملك.
لقد رسمت قمة جدة خارطة طريق للوضع العربي وكانت مفصلية بامتياز، ما يؤكد على أهمية موقع وحضورالمملكة العربية السعودية خليجيًا وعربيًا وإقليميًا ودوليًا، حيث إستطاعت أن ترسي المصالحات العربية.
لا شك بأن صناعة التاريخ تحتاج إلى وقت، وبعد قمة جدة يُمكن القول بأن ما كنا نحلم به من وعي العرب لمقدراتهم وإستقلالهم الحقيقي ووزنهم الإقليمي بدأ يتبلور.
إن المؤمنين بمقدرات الأمة وبأن العروبة الحضارية الجامعة، هي الحل لكل مشاكل هذه الأمة، سيما عند توحيد الطاقات وتنظيمها مع إحترام الخصوصيات، لا يُمكن أن يقيموا أي عمل عربي مشترك وجامع ، إلا بالناجح مهما حمل من هفوات أحياناً، لذلك، فهم مدعوون إلى تسليط الضوء على النقاط المضيئة من العمل العربي بثقة بالنفس والمستقبل ويقين أن هذه الأمة قادرة على النهوض وتشكيل وزن إقليمي ودولي يحسب له حساب.
نعم لقد حققت قمة جدة الكثير،أقله تعديل غيرمكتوب في آلية عمل الجامعة وإتخاذ القرارات التي كانت تحتاج إلى الإجماع وكانت تشل عمل الجامعة العربية،إضافة إلى إعادة بوصلة فلسطين إلى موقعها.
ويكفي ما كُتب وقيل عن نتائج القمة من قبل قادة وإعلام العدوالصهيوني، لكي تكون القمة ناجحة.
نعم العروبة هي الحل.
كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
التّوريثُ السّياسيُّ في لبنان، هو من التّقاليد اللّبنانية، ولا يقتصر على العملِ السّياسيّ، بل يذهب إلى المهنيّ أيضًا، وهو من الأعراف التي تعودُ إلى قرون، لوجود إقطاع سياسيّ وزراعيّ، وما عُرف ب "العائلات أو البيوتات السّياسيّة"، والّتي نشأت في زمن السّلطنة العثمانيّة، التي كانت توزّعُ الأراضي والألقاب والرّتب، لمن يُواليها، ويسيرُ مع حكمها، فيؤمّنُ نفوذَها، فظهرت الإمارات، وأبرزها المعنيّة والشّهابيّة، وتفرّعت منها أُسرٌ انتمت إلى هذه الإمارة أو تلك، أو ناصبَت العداء.
هذا العرضُ التّاريخيّ لواقع العائلات السّياسيّة، التي اندثرَ بعضها، وفي مناطق رحلَ الإقطاع السّياسيّ، إلّا أنّ الطّائفة الدّرزيّة، ما زالت محافظة على الإرثِ السّياسيّ لزعامتين الجنبلاطيّة والأرسلانيّة، بعد أن اختفَت عن ساحة العمل السّياسي أو الوطني عائلات درزيّة كآل عبد الملك وتلحوق ونكد وعلم الدين.
لذلك يستمرُّ التّوريث السّياسي، لدى آل أرسلان وآل جنبلاط، فالعائلة الأرسلانيّة التي حكمت منطقة الغرب (عاليه والجرد)، وكانت عاصمتها الشويفات، تُورث الزّعامة من الأجداد وصولًا إلى الأمير توفيق أرسلان الذي ورثَه مجيد ثمّ نجله طلال الذي نافسَهُ شقيقُه من أبيه فيصل، لكن الزّعامة الأرسلانيّة بقيت في خلدة، وقد برز من الأرسلانيين الأمراء شكيب وعادل وأمين.
وآل جنبلاط يتوارثون الزّعامة، منذ أيّام بشير، وهم قدّموا في القرن السّابع عشر ميلادي من شمال حلب، واستقرّوا في الشوف، كما أتى آل أرسلان من معرّة النعمان، للدّفاع عن الثّغور اللّبنانية، بوجه حملة الإفرنج (الصّليبيّون).
وليس غريبًا، أن يلبسَ كمال جنبلاط العباءة، بعد مقتل والده فؤاد، بعد أن قادت الزّعامة زوجته نظيرة لتسلّمها إلى ابنه كمال، كي لا تستقرّ عند آل جنبلاط في البرامية شرق صيدا، بعد انتخاب حكمت جنبلاط نائبًا، حيث تمكّنت السّت نظيرة، من أن تُعيدَ الزّعامة الجنبلاطية إلى المختارة، التي لبس عباءتها وليد بعد مقتل والده كمال في ١٦ آذار ١٩٧٧.
ولأنّ هاجسَ القتل يُرافق آل جنبلاط، فإنّ وليد أورث نجله تيمور الزّعامة في العام ٢٠١٧، وفي ذكرى اغتيال والده في ١٦ آذار، حيث حضرَ حفلَ التّوريث ممثّلون لأحزاب وقوى سياسيّة ومراجع دينيّة، وتنحى جنبلاط عن النيابة لصالح نجله البكر الذي حلّ نائبًا في العام ٢٠١٨ وفي العام ٢٠٢٢ مكان والده، وترأّس كتلة "اللّقاء الديمقراطي"، وبقي وليد رئيسًا للحزب التّقدمي الاشتراكي، وعلى تماس مع العمل السّياسيّ، الذي لم يتحمّس له تيمور كثيرًا، وتقدّم إليه بخجل، بل كان يقوم بما فُرض عليه وراثيًّا، فقد كان جدّه كمال لا يرغب في السّياسة، بل اتّجه نحو الفكر والفلسفة والماورائيات، إلى أن أجبرته والدته السّت نظيرة أن يحملَ علم الزّعامة الجنبلاطيّة.
فبعد ستّ سنوات من العمل السّياسيّ والنّيابيّ، كان تيمور في الظّلّ، ووالده خاطف الأضواء، حيث تسرّبت معلومات عن خلاف بين الوالد وابنه، حول السّياسة، لجهة توجّه تيمور نحو الشّباب وتغيير أسلوب العمل التّقليدي المُرتبط ب "البيت السّياسي"، الذي يراه وليد الأساس، ودعوته الدّائمة للحفاظ على "قصر المختارة".
فمن التّوريث السّياسي، وصلَ وليد إلى التّوريث الحزبي، فاستقالَ من رئاسة الحزب التّقدمي الاشتراكي، ودعا إلى مُؤتمر عامّ للحزب في ٢٥ حزيران المُقبل، لانتخاب خلفٍ له، حيث يتقدّم اسمُ تيمور الّذي أحال والده نفسه إلى التّقاعد مع بلوغه ال ٧٥ عامًا.
ورأى بعض المحلّلين، بأنّ استقالة وليد من رئاسة الحزب، مُرتبطة بالتّطوّرات الإقليميّة الأخيرة، ومنها الاتفاق السّعودي - الإيراني، والتّقارب السّوري - السّعودي، وأنّ جنبلاط الأب كان مُستاءًا من هذه العلاقات التي تمّت بسرعة، رأى أنّ رهاناته سقطت، فبقيَ الرّئيس السّوري بشار الأسد في الحكم، بعد ١٢ سنة من الحرب على سوريا، حيث لم ير جثّة عدوّه الأسد تمرُّ في النّهر وعلى ضفّته.
فهل عُزوفه عن العملِ السّياسيّ ثمّ الحزبيّ، هو لفتحِ الطّريق أمام تيمور لإعادة تَموضعِ الحزب الاشتراكي، مع التّطوّرات الحاصلة، ووصلِ ما انقطعَ من علاقات مع سوريا الّتي من المُبكر فتح الطّريق أمام خُصومها، سواء الدّوليّين أو الإقليميّين أو بعض الحكّام العرب، وكذلك سياسيّين لبنانيّين، خصوصًا من غاصَ في دمِ الشّعب السّوريّ.
وبانتظارِ مؤتمر الاشتراكي وانتخاباته، فإنّ من المُبكر الحديث، بأنّ تَخلّي وليد جنبلاط عن رئاسة الحزب، لصالحِ نَجله، هدفه قيام تيمور، باستعادة العلاقة مع سوريا، على خُطى ما فعلته السّعودية.
ليس في السّياسةِ خصومةٌ دائمةٌ أو تحالفٌ دائمٌ، فبعد السّين - السّين ذهبَ وليد إلى دمشق عام ٢٠٠٩.
أماني النجّار - خاصّ الأفضل نيوز
تُواجه المُواطن عوائق أثناء تنقلّه على الطّرقات في لبنان بشكلٍ يوميّ، وترتفع نسبة حوادث السّير لا سيّما القاتلة منها، نتيجة تدهور البُنى التحتية وعدم صيانتها، فيما فاقمت الأزمة الاقتصاديّة الوضع سوءًا، وغابت الصّيانة كليًّا، ومُلأت الطّرقات بالحُفر العميقة، الأمر الذي يدفع بالسائق إمّا السقوط فيها وتحمّل أعباء إصلاح ما يُنتج من أضرار بسيارته وإمّا الهرب منها والتسبب بحادث.
من الطّبيعي أن يتذمر المُواطنون من وضع الطّرقات، إلّا أنّ معالجة مشاكل السّير تبقى الأهم، فبعضهم يحمّل الدّولة مسؤوليّة غياب أدنى مقوّمات السّلامة وبعضهم يعتبرها تقصير في تطبيق القوانين. وفي الحالتين يسقط ضحايا بشكلٍ متكرّر، على سبيل المثال الخط المُمتد من بلدة المريجات إلى شتورة، توجد حفر متقاربة إلى بعضها البعض يصل عمقها إلى أكثر من ١٠ سم.
في هذا السّياق، تحدّث موقع الأفضل نيوز مع خبير السّير في زحلة خليل يونس الذي وجّه نداء لوزارة الأشغال العامّة والنّقل في هذا الخصوص وقال: "إنها مبادرة فردية ومن دون تنسيق مع أي أحد، وعلى وزارة الأشغال أن تستجيب مع هذا النداء بسرعة؛ لأنه يقع على عاتقها المسؤولية الأكبر لما يشكل هذا الطريق من خطر على السلامة العامة وخصوصًا الشاحنات وما يمكن أن تتسبب به، ويجب وضع إشارات المرور في الأماكن التي تحصل فيها الحوادث ".
وأضاف: "تسبّب وجود هذه الحفر والتشققات في الطريق تزايد في نسبة حوادث السير لأن السائق إذا تفاجئ فيها فإما أن ينحرف عنها وإما أن يتوقف ما يجعله يتعرض لاصطدام بسيارة أخرى".
العدّاد الأسرع للموت هو خط بيروت- المصنع، حيثُ تَكثر الأسباب التي تؤدّي إلى الحوادث المميتة رغم أنها ممرّات حيوية، لكن لا أحد يستنتج العِبر منها.
في هذا الصّدد، قال السّيد سامي المصري للأفضل نيوز: "يتملّكني الخوف عندما أعبر الطريق من بلدتي المريجات إلى عملي في تعنايل؛ بسبب الحفر في وسط الطريق وعلى جانبيها، خصوصًا في فصل الشّتاء، رغم أنني اعتدت على التعامل معها باحتراف وحفظت مكانها غيبًا، لكن أتأسف على حال العابرين عليها لأول مرّة".
عندما يُصبح الخروج من المنزل في لبنان مجازفة، وقيادة السّيارة مخاطرة، تُصبح حياة المُواطن على المحك. والسّؤال هنا للمعنييّن بالأمر، ماذا لو نعطي الأمر أهمية كبرى ونبدأ بشكلٍ فعلي في وضع استراتيجية لصيانة وإصلاح الطّرقات بطرقٍ مبتكرة وسريعة وتوفّر على الدّولة تكاليف باهظة، وينعم جميعهم بطرقات آمنة وسليمة؟
هنادي السمرا_خاصّ الأفضل نيوز
12 عامًا على النزوحِ السّوري إلى لبنان، ومنذ الحرب التي اندلعت في سوريا في العام 2011 وتحوّل الموضوع من قضيّة إنسانية إلى صراع نفوذ داخل لبنان وخارجه، وسط الخلاف الدّاخلي على توصيف النازح وعودته بين الآمنة أو الطوعية، وعلى ضرورة التّنسيق مع سوريا من عدمه والتّخوف من دمج النازحين، وبين الغموض الخارجي للدول المانحة أو المواقف الاممية، التي لا يبدو أنها تشجع على إيجاد حلّ جذري لمسألة النزوح، التي باتت تهدّد الكيان اللبناني أمنيا واقتصاديا، استنادًا لما قاله المتحدّث الإقليمي باسم الخارجيّة الأميركيّة سامويل وربيرغ، على أنه "لا يمكن عودة النّازحين السوريين بسبب الظروف غير المناسبة وقبل الحل السياسي والقرار يجب أن يكون بيد النازحين"، ما فتح الباب أمام هواجس جديدة حول قدرة لبنان على المضيّ بهذه المعضلة. ولا سيما بعد القرار الاخير الموقّع باسم مفوضية شؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الانسانية في 24 أيار الحالي لدولرة المساعدات، ويقول: بعد مشاورات حثيثة مع كل الوزراء المعنيّين والرسميّين في الحكومة اللبنانية والبنك المركزي في الاشهر الاخيرة عادوا - أي الامم المتحده وشركائها - ليعتمدوا المساعدات النقدية للنازحين بعملة مزدوجة".
أما التّخبط السّياسي والانقسام الحكومي حول الموضوع فيزيد الأمور تعقيدًا، فالرئيس نجيب ميقاتي قال أن هذه المساعدات في الاساس يتم تحويلها بالدولار منذ أيام الحكومات السابقة، وأشار أنه في صدد الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء تخصّص لملف النّازحين السوريين، تُطرح فيها كل النقاط استعدادًا للكلمة التي سيلقيها في مؤتمر الاتحاد الاوروبي في بروكسل في الخامس عشر من حزيران.
وما زاد الطين بلة، ما صدر عن وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هيكتور حجّار بأن الوزارة علمت بالصدفة بطلب المفوضية مؤكّدا أن لبنان يرفض الطلب، ، في ظل حصول 230,000 أسرة سورية على مساعدات بالليرة اللبنانية، قيمة هذه المساعدات شهريا، مليونين ونصف المليون للأسرة ولكل فرد مليون ومئة ألف ليرة حتى حدود خمسة أشخاص، بشكل أن العائلة مجتمعة تحصل على 8 ملايين ليرة لبنانية، (لتصبح مع الدولرة 40 دولارا للعائلة و20 للفرد لغاية خمسة أفراد اي 140 شهريا) ، فيما المساعدات التي تُعطى لجزء من اللبنانيين تحت عنوان دعم الأسر الأكثر فقرًا من قبل البرنامج الوطني تطال فقط 70,000 عائلة لا تتعدى 145 دولارا".
وبدوره، كشف وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين عن "لقاء تشاوري سيعقد في السرايا الحكومية في السابع من الشهر المقبل حول ملف النازحين السوريين"، موضحا أن "تكليفه بتحضير اللقاء والجلسة الوزارية المخصّصة لمعالجة قضية النزوح لا يعني حصر الملف به".مشيرًا إلى أن أعباء النزوح السوري تكلّف الدولة اللبنانية 3 مليار دولار سنويا.
وفي ظل هذا الانقسام، أعلنت نائبة المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، المنسق المقيم ومنسّق الشؤون الإنسانية عمران ريزا، وممثّل المفوضيّة الساميّة للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين إيفو فرايسن، وممثّل برنامج الأغذية العالمي عبدالله الوردات، تعليق تقديم المساعدات النقديّة للاجئين بالعملتين للشهر المقبل، في وقت تستمر فيه المناقشات مع الحكومة اللبنانية حول الآلية المناسبة الممكن اتباعها.
من هنا، ينبع السؤال التالي: هل تنعكس الفوضى الحاصلة على تأزيم الوضع والتسبب بالتوتر بين النازحين وبين اللبنانيين، وبالتالي دخول البلد إلى أزمة جديدة ليست في الحسبان، حسب ما حذّر أكثر من مصدر ، خصوصا وأن التّجارب السّابقة لا تبشر بالخير، في ظل تحويل كل قضية وطنية أم مصيرية كانت إلى مجرّد ورقة ضغط سياسية تستعمل من القوى السياسية لتمرير المصالح الخاصة؟ وهل يجب أن يتحمل المواطن اللبناني، أو حتى النّازح السوري مسؤولية فشل السياسات الحكومية بكل مندرجاتها؟.
أكرم حمدان -خاصّ الأفضل نيوز
ودعت بيروتُ العروبة ولبنان الوطنية بلا تعصب أو تحزب حارس العروبة الأمين والوفي ، رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني الأخ المناضل كمال شاتيلا الذي ترجل بعد أكثر من ستين عاما من النضال من أجل الحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية.
لقد بكته كل الشوارع والأزقة والأحياء التي كان أهلها ينتظرون أبناء وأخوة شاتيلا لتضميد جراحهم وتأمين المياه لهم أيام الحصار والقتل والتدمير الممنهج ، من قبل العدو الصهيوني تارة وفي جولات الاقتتال الداخلي تارة أخرى.
لا ولن تتسع المساحات والصفحات للكتابة عن هذا الرجل المتميز بوفائه ونضاله وتاريخه العروبي والوحدوي وكيف كانت قِبلته دائما فلسطين .
سيذكر التاريخ ومن عايش هذا المناضل، أنه من طينة مختلفة عن كل من مارس ويمارس العمل السياسي، فهو لم يساوم يومًا على المبادئ التي تربى واقتنع بها ، وتميز بشجاعة الموقف وحرية القرار واستقلاله، وهو من المنظرين لفكرة الحلفاء وليس العملاء أو التابعين وقد كلفته هذه القناعة أكثر من عشرين سنة من النفي خارج لبنان.
تربى على مبادئ ثورة ٢٣ تموز الناصرية ومواقف وتجربة القائد جمال عبد الناصر، لكنه نظر للعروبة الحضارية الجامعة وللوحدة العربية التكاملية ولم يهادن يوما على حساب قناعاته وفكره.
أسس العديد من المؤسسات الصحية والاجتماعية والشبابية والإعلامية والوطنية على مساحة لبنان من جنوبه إلى شماله وكان عابرًا للمناطق والطوائف عندما تمذهبت وتتطيفت الأحزاب.
عرضت عليه المناصب والاغراءات من مختلف الأنواع وصولا إلى رئاسة الحكومة لكنه رفض لأنها مشروطة وقبل الطائف .
مهما كتبنا عن هذا المناضل الكبير لن نَفيه حقه وما قدمه للوطن والأمة والعروبة ، ويكفي أن نستذكر نحن في منطقة العرقوب بأنه صاحب فكرة تأسيس هيئة أبناء العرقوب من أجل متابعة قضية تحرير الأراضي المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتنمية هذه المنطقة وتعزيز صمود الأهالي فيها لمواجهة الاحتلال الصهيوني وأطماعه.
سيبقى الأخ كمال حارسًا أمينًا للعروبة بشهادة الخصوم قبل الأصدقاء والحلفاء وسيبقى إرثه النضالي والفكري منارة لكل مناضل في مسيرة الوحدة والحرية والعدالة،وستبقى وصيته بأننا دعاة وأصحاب رسالة وفكر، منارة لكل المناضلين من بعده الذين عاهدوه على متابعة المسيرة مهما غلت التضحيات...
رحم الله حارس العروبة الأخ كمال شاتيلا الذي ترجل وهو يحاضر في القاهرة ومصر العروبة في ذكرى نكبة فلسطين التي كانت بوصلته الدائمة.
ليديا أبودرغم – خاصّ الأفضل نيوز
يحلّ عيدُ المقاومة والتّحرير في الـ 25 من أيار، من كل عام على لبنان وفلسطين ومحور المقاومة وأحرار وشرفاء العالم، يوم اندحار الغزاة وعملائهم عن أرض لبنان تحت وقع ضربات المقاومة الفاعلة.
وتزامنت الذكرى هذا العام، بعودة العلاقات السعودية مع إيران، وعودة الدول العربية إلى سوريا الأبية وتُوّجت بحضور الرئيس بشار الأسد اجتماع مؤتمر القمة في جدّة.
وشكّلت المناورات العسكرية التي أجرتها المقاومة جنوباً محاكاة لعمليات نوعية تحت عنوان "سنعبُر"، في إشارة إلى العبور إلى داخل فلسطين المحتلة. هذه المناورة الميدانية ودلالات توقيتها، وما تحمل من رسائل تحذيرية، شكلت محور متابعة وترقب من قبل العدو، بالتزامن مع انتهاكاته واعتداءاته على قطاع غزة والمسجد الأقصى، وحديث الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله عن أهمية معادلة "وحدة الساحات" على مستوى محور المقاومة، عقب المواجهة الأخيرة "ثأر الأحرار" التي خاضتها الفصائل الفلسطينية بكل شجاعة، والتي حققت أهدافها لجهة ردع العدو، وتأكيد فشله في تدمير أو لجم قوة المقاومة ووحدتها وقدرتها على الرّد، ما يثبت أن الكثير من العناوين وموازين القوى اختلفت من العام 2000 سياسياً واقتصادياً واجتماعياً كما مرت من الأحداث المحليّة والاقليميّة والدوليّة غيرت وجه العالم والمنطقة"، كما يثبت أن صورة الجيش الذي لا يقهر دُفنت إلى غير رجعة، وكذلك الأمر بالنسبة لمشروع "إسرائيل الكبرى" الذي دُّق في نعشه المسمار الأخير.
فمنذ العام 1982 الى اليوم محطتان أساسيتان رسمتا خريطة طريق المقاومة، فتتالت العمليات النّوعية والضربات المُوجعة للعدو: أولها خلال عدوان 1982، حيث أنّ أولى الضربات الحاسمة التي تلقّاها العدو، تمثّلت ببعدين أساسيّين: سياسيّ وميدانيّ، فعملية إطلاق صواريخ الكاتيوشا من سوق الخان في حاصبيا على مغتصبات الجليل (21 تموز 1982)، شكّلت ببعدها السياسيّ إسقاطاً لشعار الغزو المرفوع باسم "سلامة الجليل" أمّا في بعدها الميدانيّ فأكدت انتظام عمل المقاومة ضدّ الاحتلال.
والثانية كانت في قلب العاصمة بيروت، بسلسلة عمليّات نوعيّة أبرزها عملية الويمبي التي نفذها البطل القومي الشهيد خالد علوان والتي دفعت بقوات الاحتلال إلى الصراخ عبر مكبّرات الصوت، "يا أهالي بيروت لا تطلقوا النار، إننا راحلون".
فالمقاومة تؤمّن حماية لبنان، ضمن المعادلة الذّهبية وفي ظل الإنقسام الحاصل، وهذه الحماية أسس لها إنتصار في 25 أيار 2000، وستبقى لأن المقاومة التي صنعت الانتصارات مع شعبها لن تتراجع رغم محاولات إخضاعها بكل أشكال الضغوطات الدولية السياسية والاقتصادية، وهي جاهزة دائماً لأي عدوان وكأن الحرب واقعة غداً وإن كانت غير واردة الآن لتثبيت معادلة الردع التي حمت لبنان وحمت ثرواته.