د.زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
تعيش منطقة غرب آسيا حربًا إقليمية شرسة يقوم خلالها العدو الإسرائيلي بالتحالف مع الولايات المتحدة الأميركية ودول غربية بحيث يستشهد آلاف المدنيين بأيادٍ إسرائيلية ودعم أميركي غير محدود.
الشرخ القائم في لبنان بات يُشكل خطرًا كبيرًا على الداخل بحيث يعتبر بعض مَن يعتلون المنابر في واشنطن أنهم يحققون مكاسب في حقيقة الأمر هي وهمية.
الأميركي المتلاعب الأكبر بالسيادة
من منابر الولاء للولايات المتحدة الأميركية يتحدث بعض نواب الأمة، وفي أروقة الإدارة الأميركية يقدمون أوراق اعتمادهم الخارجية.
يستقبلهم الأميركي باستخفاف غير محدود، لأنه عندما تتبلور التسويات ستسقط المعادلات الركيكة التي يسعى البعض إلى ترويجها، وستصبح زياراتهم غير المدروسة محط عمالة مع سابق الإصرار والتصميم.
الأدوات التي وضعت نفسها في كنف الإدارة الأميركية لم يعد يحق لها أن تتبجح بالسيادة، فالسادة سقطت عنهم عباءة السيادة.
لا شك أن الأميركي يبحث عن هكذا نوعيات في مختلف الدول التي يعتبرها خرجت عن سيطرته المطلقة، ولكن المؤسف هو التوقيت المشبوه والمستفذ لشريحة كبيرة من اللبنانيين.
عناوين السياديين في واشنطن
بحسب الأخبار المتداولة فإن أصحاب السعادة ذهبوا إلى واشنطن لمناقشة ملفات سياسية متنوعة وذات أبعاد وطنية، فلماذا تتم مناقشتها لدى إحدى الجهات المشبوهة دوليًّا في هذا التوقيت.
لمَ تتم مناقشة نقاط داخلية لدى الإدارة الأميركية؟
يعتبر أصحاب السعادة هناك بأنَّ حل سلاح المقاومة يُبحث في واشنطن، في وقتٍ تكرس المقاومة معادلات ستساهم في تغيير مستقبل المنطقة!
أما في ملف رئاسة الجمهورية، فيبحث البعض لدى واشنطن عن إمكانية سحب مرشح المقاومة من السباق الرئاسي، فهل أعطتهم واشنطن وعودًا رئاسية؟
يقول مصدر مطلع إن جواب واشنطن في الملف الرئاسي واضح وصريح وهو أنَّ الرئاسة شأن لبناني وإن الرئيس يُنتخب في البرلمان اللبناني بالأرقام وليس بالتمنيات.
ويضيف المصدر أن النواب الموجودين في واشنطن سمعوا كلامًا مفاده أن الحوار اللبناني-اللبناني هو مدخل للحل، فهل يعودون من واشنطن إلى طاولة الحوار؟
أما ملف ترسيم الحدود فبات واضحًا للجميع بأنه مرتبط بالأزمة المحتدمة في المنطقة، فماذا يستطيع أن يقدم مجموعة من النواب العاجزون لواشنطن في هذا الملف؟
الجواب الصريح يأتي على لسان مصدر سياسي متابع لملف ترسيم الحدود بحيث يوضح أن النواب الذين ذهبوا إلى واشنطن ليسوا جزءًا من معادلة ترسيم الحدود.
ملفات عديدة قدم خلالها مجموعة من النواب السياديون أوراق اعتمادهم مرة جديدة للإدارة الأميركية ليسجلوا سقطة جديدة لهم في الداخل اللبناني، في وقتٍ لن يكونوا جزءًا من أي تسوية كبيرة تتبلور في المنطقة ليكرروا تجارب قديمة وضعتهم خارج المعادلات الداخلية والتهميش الخارجي.