عبدالله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
المسعى الكنسي الذي وصفه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بـ"طبخة بحص" في محاولته التقليل من شأنه، أثمر في النتيجة تضييعاً لفرصة على بكركي لإبرام "ورقة" أو تعهد" أو إنتاج "آلية عمل" أو توجه سياسي موحد بين الفرق السياسية المسيحية لقيادة المرحلة المقبلة التي تصفها بكركي بأنها "لحظة مفصلية".
عمليًّا، وبحسب أوساط مقربة من الكنيسة، أدى التنازع الحادُّ لاسيما الذي حصل مؤخراً، بين التيار الوطني الحر من جهة والقوات اللبنانية من جهة أخرى، فضلاً عن حادثة مقتل المسؤول القواتي باسكال سليمان وما أدت إليه وما نتج عن ذلك، إلى تجميد المباحثات في بكركي بشأن التوصل إلى ورقة عمل بين القوى السياسية المسيحية بهدف تنسيق الخطوات، وعلم "الأفضل نيوز" أن الاجتماعات باتت معلقة، لاسيما بعد "حفلة الجنون" التي واكبت الأسابيع الأخيرة بين التنظيمين المسيحيين الكبيرين. وكمحاولة لانقاذ المساعي الكنيسة، عمدت أوساط مقربة من الكنيسة مؤخراً، إلى تسريب ما سمي "مسودة ورقة العمل" التي اتفقت عليها القوى المسيحية. وفهم أن الكنسية رمت إلى إحراج هؤلاء لدفعهم للعودة إلى الطاولة مجدداً. لكن هؤلاء انشغلوا في خلافاتهم.
ولا تُخفي أوساط مقربة من الكنيسة، امتعاض بكركي من جملة أمور حدثت، كتصرف رئيس حزب القوات سمير جعجع المصنف على أنه القائد لأكبر كتلة نيابية مسيحية، إزاء المبادرة الكنسية، ووصفها بـ"طبخة بحص"، ما نَمَّ عن رغبة لديه بـ"تخريب" محاولة بكركي الرامية للتوصل إلى قواسم مشتركة بين القوى المسيحية المختلفة. وثمة اعتقاد أن محاولة جعجع تأتي في سياق استثماره في لحظة سياسية معينة، يفضل فيها الابتعاد عن التفاهمات السياسية، ويعتقد أن الجو ملائم أكثر لتسخين الملفات السياسية، تحضيراً ليوم التسويات الكبير. وثمة خشية من أن محاولات جعجع الأخيرة، تنمُّ عن رغبة لديه في الحد من حضور الكنيسة سياسياً، وهذا نابع من نزعة دائمة في محاولة تكريس أحادية مسيحية سياسية تنفرد فيها القوات بقيادة الجماعة المسيحية وربطها بآرائها.
وعلى الرغم من كل ما يجري، غير أن الكنيسة تستحضرها محاولات دائمة من أجل الاستمرار في المساعي، وهي تحضّر لجولة جديدة من التدخلات علها تعيد تفعيل المسار. يواكبها في مساعيها أطرافٌ مسيحيون آخرون يسعون إلى "لمِّ المسيحيين" مرة أخرى. وعلم في هذا الصدد أن الوساطة يقوم بها رجال دين، وأن التيار الوطني الحر أبدى رغبته في العودة إلى المباحثات مجدداً.