مفيد سرحال - خاص الأفضل نيوز
حفلت الأسابيع المنصرمة برسائل مُشفَّرة مُعفَّرة بالتهديد والوعيد للبنان حملها موفدون على أكثر من مستوى وقناة للمسؤولين اللبنانيين مشفوعة ومشبعة بتصريحات وتهديدات المسؤولين الصهاينة حول استعدادَات الدولة العبرية المارقة لحرب ضد لبنان لازالت حسب ناقلين الكفر مثار جدل العسكر والساسة حول عمقها واهدافها. بموازاة تصريحات الاميركيين وقلقهم المتزايد ونفاقهم المعهود من انفلات المواجهات على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة من عقالها إلى حرب شاملة في المنطقة.
وعلى قاعدة من فمكِ ادينكِ لفت قائد المنطقة الوسطى السابق وقطاع غزة اللواء المتقاعد غازي شمني(( إلى أن حزب الله نجح في استنزاف إسرائيل والاغتيال لا يشل قدرات حزب الله)) بدليل ان ما بعد اغتيال القائد الشهيد طالب سامي عبدالله(( يدل على أن الجيش الاسرائيلي غير قادر على الردع)).
العارفون ببواطن الأمور وجهوزية المقاومة وقدراتها وهمة رجال الله يدركون أن تكبير الحجر والجعجعة والتمريرات همسا" لا تعكس حقيقة ما يجري في الميدان فالقلق الاميركي المزعوم والرسائل الاوروبية يخفيان في طياتهما عهرا" جما" لا حرصا على لبنان.
فالغرب الجماعي يقينه صارخ من أن الاستنزاف المتناسل مقتل للدولة العبرية ومخالف جذريا لعقيدتها القتالية فيما توسعة الحرب الى مواجهة مع حزب الله ترتكز على اجتياح بري ليس مقتلا وحسب بل مشهدية تراجيدية على شاشات التلفزة كما وعد سماحة السيد حسن نصر الله لجيش مُشلَّع فوق حطام مئات الآليات المحطمة يجسد عمليا وتلقائي مناورة عبور أقسى من طوفان الأقصى وهزيمة ماحقة لجيش الاحتلال تؤسس عمليا لمرحلة حاسمة تحاكي استراتيجيا" تحرير فلسطين من البحر إلى النهر مع الأخذ بالحسبان أن كل قوى المحور ستدلي بدلوها في إسناد المقاومة في لبنان...
هذه القناعة لدى حماة الكيان راسخة ومن مفاعيلها جر اميركا لحماية الدولة العبرية في معركة لا تريدها لأسباب ذاتية واخرى موضوعية من عواقبها وضع القواعد الأميركية في دائرة الرمي في الإقليم....
بناء على هذه الحبكة المعقدة حول عنق الكيان الصهيوني وجيشها المنهك الذي لن تعينه القوة التدمرية في مثل هكذا مقامرة لان المقاومة قادرة على ملامسة عمق الكيان ومناطقه الحيوية وقطاعاته الاستراتيجية من مطارات وموانئ ومحطات كهرباء ومياه باختصار شديد 1200 كلم مربع او ما يعرف بغوش دان سيتحول في الساعات الأولى من اندلاع المعارك إلى (حوش أشباح).
بناء عليه تقول مصادر مطلعة أن المبعوث الاميركي هوكشتين العالق بين طاحونة الرئيس نبيه بري التفاوضية وقبضة حزب الله الصلبة في الميدان سيزور لبنان حاملات في عنقه قلادة أو ما يشبه تعويذة استنقاذ الكيان المتهاوي من جهة والقطع مع ارهاصات حتمية استجرار اميركا للحرب من جهة ثانية.. وسيعمد هوكشتين حسب نفس المصادر الى إغراق لبنان الرسمي بالإغراءات بما يكفل تحقق انتصارات معنوية للبنان عبر الإقرار والتسليم بحقوقه القومية بدءا من النقاط ال13 المطلوب تثبيتها وليس ترسيمها وانتهاء بضمانة دولية مؤداها انسحاب العدو الاسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين.
وتقول المصادر عينها أن هذه الأفكار جرى تداولها في الساعات الأخيرة والتي تعتبر مجرد افكار مستقاة من قنوات رسمية وغير رسمية في حين لم يرشح بعد عن لبنان الرسمي والمقاوماتي اي اشارات تؤكد او تنفي... هذه التوليفة يبدو انها خلاصة أمر واقع فرضته المقاومة بدم شهدائها الابرار شهداء سيادة وعروبة ووحدة واستقلال لبنان شاء من شاء وأبى من أبى خاصة وأن المقاومة التي ثبت أن بأسها وقوة شكيمتها وردودها الجامدة على القواعد الحساسة عقب كل اغتيال لقادتها برهنا انها جسم فولاذي ونسق تنظيمي تراتبي متماسك لا فراغ في هيكليته القيادية تحت أي ظرف بصورة جعلت منها محط أنظار العالم واكاديمياته العسكرية درسا معمقا واستنساخ تجربة ومصدر رعب دائم للكيان العبري المهزوز والمهزوم معنويا.
ان إشعال المقاومة للشمال بمواقعه التجسسية خاصة قاعدة ميشار المسؤولة عن الاغتيالات وقاعدة داود اي مقر القيادة الشمالية لجيش الاحتلال وقيادة اللواء المدرع النظامي السابع الذي يتبع فرقة الجولان 210اضافة إلى مرابض الزاعورة ومجمل مواقع تلال شبعا وكفرشوبا المحتلتين وست ثكنات عسكرية ضخمة في الجولان وميرون وغيرها من مواقع القيادة والسيطرة لا شك وعطفا على ما تقدم سيأخذ الكيان في ظل حرب مصيرية وجودية اما إلى التنازل المهين والإقرار بالحقوق كما في جعبة هوكشتين اذا صحت المعلومات او إلى الزوال المحتم. في كلا الحالين العين دائما على الميدان ..شمال في مهب النار لا بل كيان.....