ليديا أبودرغم - خاصّ الأفضل نيوز
أنهى المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين جولته في المنطقة تخللتها زيارتان لتل أبيب فصلت بينهما زيارة خاطفة للبنان عرض خلالها الصورة القاتمة للوضع على الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة، ونقل للكيان موقف المقاومة التي تربط وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية بوقف العدوان على غزة.
غادر هوكستين المنطقة خالي الوفاض بالرغم من تشديد الإدارة الأميركية على ضرورة تفادي حرب إقليمية واسعة على الحدود اللبنانية – الفلسطينية التي حضرت في كلمة الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله خلال إحياء الحزب لذكرى الشهيد أبو طالب، فأكد المؤكد وهو أنه في حال فُرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل فيها بكل الوسائل وعلى العدو الإسرائيلي أن "ينتظرنا في البر والبحر والجو وما وصل من "الهدهد" هو بعض مما لدينا والصواريخ التي نملكها تستطيع الوصول لكل مكان في الأراضي المحتلة."
والجديد في خطاب السيد نصرالله هو تنبيه الحكومة القبرصية من استخدام "إسرائيل" لمرافقها وأراضيها للاعتداء على لبنان، لأنه بذلك ستكون قبرص جزءًا من الحرب وسيتم التعامل معها وفقاً لذلك.
خمسة أسابيع صعبة تفصل لبنان عن إمكان انتقال حرب الاستنزاف بين "حزب الله" و"إسرائيل"، إلى حرب موسعة بين الطرفين، وفي جبهتي لبنان و"إسرائيل" فإن نصرالله أطلق مسيّرة استطلاع لاستدراج الموقف الإسرائيلي وإظهار عناصر قوة الحزب وجهوزيته، لكنه كان شبه واثق بأن العدو لن يذهب إلى خيار الحرب وهو مهزوم في الداخل، وكياناته مفككة والجيش فيها يشتبك مع نفسه ومع قيادته العسكرية، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقيم صراعاً مع أميركا، التي بدأ يظهر فيها صراع بين قادة البنتاغون بين الاستجابة لسحب حاملة الطائرات "آيزنهاور" ومجموعتها الضاربة من البحر الأحمر بسبب حالة الإرهاق التي أصابت طاقمها بعد خوضهم أعنف معركة بحرية جارية منذ الحرب العالمية الثانية وبين ضغوط القيادة المركزية لإبقائهم هناك لفترة أطول تحسباً لحرب موسعة لأنه بدون "آيزنهاور" سيحتاجون إلى المزيد من الطائرات المقاتلة الأميركية المتمركزة في البلدان العربية، التي تتخوّف وتضع قيوداً على الطيران والضربات على اليمن.
أغلقت المقاومة في السنوات الأخيرة فجوتين مع الكيان هما الأسلحة الدقيقة والطائرات المسيرة وهي اليوم تحقق الانتصارات في المواجهة بالرغم من عدم استخدامها لبنك الأهداف المتاح لها.
فبعد "الهدهد" ليس كما قبله، وهي رسالة للكيان بأنه لا يمكن الوصول إلى حل مع لبنان إلا بالوصول إلى اتفاق في غزة، وأن ما يهدد به العدو الصهيوني من الدخول في حرب واسعة لا قيمة له لأنه سيكون هو الخاسر والخسارة هذه المرة ستكون كبيرة.
بين الحرب واللا حرب الكلمة الأولى والأخيرة للميدان.