جو لحود - خاصّ الأفضل نيوز
"الدور الجامع"، هذا تحديداً ما تبحث عنه "بكركي"، فالبطريركية المارونية وعلى الرغم من بعض آرائها غير المحايدة، غالباً ما تُقدّم ما لديها من دون استفزاز وذلك إدراكاً منها أنّ صيغ "الطلاق" والتباعد بأشكالها المختلفة التي يطرحها البعض ويحاول الترويج لها غير قابلة للحياة.
وفي ما يتعلق بـ "الطلاق" اختار "حزب الله" ألا تصل الأمور بينه وبين "بكركي" إلى أيّ نوع من أنواع "الطلاق" المُطلق، فاعتمد صراحته نهجاً، مقاطعاً اللقاء الذي جمع المسؤولين اللبنانيين بأمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.
رفع صوته "حزب الله"، فوضع حداً لأيّ طريق مسدود ممكن بينه وبين البطريركية المارونية، لاسيما أنّ الأخيرة أظهرت حرصها على العلاقة مع الجنوب وأهله والمجلس الشيعي الأعلى و"حزب الله"، فجاءت الرسائل واضحة من "حارس" البطريركية، عضو "التكتل الوطنيّ المستقل" النائب فريد هيكل الخازن، الذي صوّبت زيارته الأخيرة إلى بكركي بعض النقاط العالقة وغير الواضحة.
وفي هذا السياق، أشار مصدر متابع لـ "الأفضل نيوز" أنّ " مساعي الخازن ليست يتيمة وغير جديدة، فلقاءات عديدة حرص النائب الكسرواني على رعايتها أو أقله استضافتها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين المختلفين وغير المتنازعين".
وأضاف " لن تقف الأمور عند حدّ التصريحات التي أوردها الخازن، لابل ّ من الممكن أنّ تعقد اجتماعات قريبة بين لجان التنسيق القائمة والخاصة بالعلاقة بين "الحزب" وبكركي"، وما تصريحات المسؤول الإعلامي وليد غياض سوى نوع من أنواع التمهيد للمزيد من التواصل بين الطرفين عبر لقاءات تعقد في كسروان أو في غيرها من المناطق اللبنانية".
واللافت في الموضوع وفقاً للمصدر عينه أنّ " تأكيد بكركي على أنها لم تتناول "حزب الله" بوصفه إرهابياً، جاء بتزامن مع تصريحات "الجامعة العربية" التي بدورها نطقت بالحق فأعلنت أنّ "الحزب" ليس إرهابياً".
وتابع المصدر عائداً إلى فكرة "الطلاق"، التي "مارسها "حزب القوات اللبنانية" مع الصرح البطريركي من دون أنّ يخجله حضور الزائر الفاتيكاني"، معتبراً أنّ " ما حصل وعلى الرغم من محاولة نواب "الجمهورية القوية" تبسيطه ولملمته، يبدو تطوراً ملحوظاً في علاقة "القوات" مع "بكركي"، لا بل في علاقتها مع كلّ نافذة من الممكن أن تحمل رياح الحلول إلى الداخل اللبناني".
ورأى المصدر أنّه "بعيداً عن كلّ النظريات التي يمكن أن تنسب إلى "القوات" بصفتها غير متحمسة للحلول، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ مقاطعة "بكركي" لن تمرّ مرور الكرام، والصرح المارونيّ الذي سارع إلى توضيح مسار العلاقة مع "حزب الله" سينتظر أنّ توضح "القوات" نفسها مسار العلاقة معه ومن خلفه مع الفاتيكان، وفي هذا السياق، قد يكون من غير المستبعد أن يزور وفد من "الجمهورية القوية" البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعد صعوده إلى المقر البطريركي الصيفي في الديمان، في محاولة للملمة التغيّب أو المقاطعة أو عدم الحضور وفقاً للأصول المتبعة".
وختم المصدر قائلاً: " إنها المرة الثانية على التوالي التي تغرّد فيها "القوات"، خارج سرب الإجماع، فبعد ليلٍ طويل في القاعة العامة لمجلس النواب، حضرت "القوات" جلسة التوصية المتعلقة بالنزوح السوريّ غير أنها غرّدت بما لم يُتفق عليه، وفي الأمس خرجت مرة جديدة "القوات" من المشهد الجامع في بكركي، فهل ما ذُكر يكون مقدمة لعدم التحاقها بأيّ حلّ ممكن متعلق بالقضايا اللبنانية العالقة، لاسيما رئاسة الجمهورية؟".