عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
مع انتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله يكون الحزب قد استكمل مسار الخروج من صدمة اغتيال الشهيد السيد حسن نصرالله وعدد من القادة الآخرين.
وبهذا المعنى، أتى اختيار الشيخ قاسم لخلافة السيد نصرالله كجرعة مقويات للحزب في مرحلة مفصلية يتوقف عليها ليس فقط مصيره بل مصير الشرق الأوسط الذي كان نتنياهو قد توعد بتغيير معالمه من البوابة اللبنانية، بعدما ظن أن اغتيال السيد نصرالله سيزلزل محور المقاومة وسيسمح لتل أبيب وواشنطن بأن تبنيا على ركامه منطقة مفصلة على قياس مصالحهما.
وقد بدا أن انتخاب قاسم تحت النار كان كناية عن صاروخ سياسي "دقيق" انطلق من منصة "الشورى" وأصاب حسابات الكيان الإسرائيلي الذي كان يفترض أن الحزب لن ينهض من ضربة اغتيال أمينه العام التاريخي، فإذا به لا يكتفي بإعادة ترميم قدراته وصفوفه فحسب بل بادر إلى انتخاب أمين عام جديد وسط دخان الحرب، الأمر الذي من شأنه تزخيم كل مفاصل الحزب وتقويتها.
ولم يستطع العدو الإسرائيلي أن يخفي وقع المفاجأة عليه، فبادر وزير حربه يوآف غالانت إلى التلويح جهارا وعلى الفور باغتيال قاسم في انعكاس متكرر لسلوك نظام "البلطجة" الذي يحكم الكيان.
ويحمل وصول قاسم إلى الأمانة العامة للحزب مؤشرات عدة من بينها:
_ يشكل "الشيخ" امتدادا لحقبة "السيد" من حيث الخيارات الاستراتيجية والنهج السياسي خصوصا أنه كان على تماس مباشر معه كنائب للأمين العام على امتداد عقود، وإن كان لكل منهما شخصيته وخصوصيته.
_ من المعروف بأن قاسم هو من مؤسسي حزب الله وينتمي إلى الرعيل الأول، وبالتالي فإن" شرعيته" الحزبية راسخة ومعرفته بـ"جينات" التنظيم وثيقة، ما يسهل إدارته له من دون المرور في فترة "روداج."
_ إنَّ انتخاب قاسم أمينًا عامًّا في وقت ترسم الجبهة المسار الدبلوماسي، سيعطي قوة دفع للمقاومة في الميدان وسيرفدها بمعنويات إضافية، كذلك سيسمح للمستوى السياسي في الحزب بتنشيط قواه وتفعيل دوره استنادا إلى ما تحدده المرجعية القيادية.
_ من شأن انتخاب قاسم أن يريح البيئة الحاضنة ويخفف من قلقها على الحاضر والمستقبل، خصوصا أن الفراغ يشجع على تمدد الهواجس والمخاوف.
_ إنَّ قاسم الذي يحمل شهادة ماجستير في الكيمياء يعرف جيدا "كيمياء" التركيبة اللبنانية والتوازنات الداخلية لاسيما أنه لطالما تولى إدارة الملفات والعلاقات السياسية المتصلة بالشأن الداخلي، الأمر الذي سيعزز الحضور اللبناني للحزب خلافا لتقديرات من كان ينتظر ضموره.