أبدى الرئيس نجيب ميقاتي تفاؤله “أنه بقيادة الرئيس جوزاف عون، سيصار إلى إحراز تقدم على صعيد تعزيز دور القضاء والجيش والقوى الأمنية والإدارات العامة لاستعادة ثقة اللبنانيين بمؤسساتهم”.
وقال أمام “مؤتمر ميونخ للأمن” المنعقد في دورته الواحدة والستين في ألمانيا، أننا "سنراقب عمل الحكومة الجديدة عن كثب، ونأمل أن تواصل العمل وفق الأسس التي أرسيناها”، معتبرًا، أن "لبنان قادر بدعم المجتمع الدولي المستمر، على الخروج من الأزمات التي يعاني منها أقوى وأكثر اتحاداً، وأن المستقبل سيكون أكثر إشراقاً”.
وأضاف: "وعلى رغم الانكماش الاقتصادي الحاد الذي سبق تولي حكومتنا المسؤولية، اتخذنا سلسلة خطوات حاسمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، حيث أوقفنا سياسة الدعم، وخفضنا الإنفاق العام، وثبتنا استقرار سعر صرف الليرة، وقد ساعدت هذه الإجراءات في تخفيف بعض الأعباء المالية عن كاهل اللبنانيين، مما أدّى إلى فائض في الموازنة وفي ميزان المدفوعات وإلى زيادة في احتياطي مصرف لبنان".
وتابع: "نحن ممتنون للولايات المتحدة وفرنسا لجهودهما في تأمين وقف إطلاق النار، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية، وعدم استمرار احتلال اي بقعة في الجنوب، وأن لبنان ملتزم بالعمل مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لحل النقاط الخلافية على الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة عند الحدود وتطبيق القرار 1701 بحرفيته، وندعو في المقابل إلى إلزام إسرائيل بتنفيذه".
وقال: لا يزال لبنان في حاجة إلى مساعدة خارجية لدعم الخدمات والتقديمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية. تتطلب “الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية” التي أطلقناها قبل عام التمويل اللازم لدعم الفئات السكانية الأكثر ضعفًا، وهناك أيضاً حاجة ماسة للمساعدات المخصصة لتعزيز المؤسسات المحلية ووضع أسس النمو والاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
وتناول ملف النازحين السوريين فقال: لقد استضاف لبنان أكثر من 1.5 مليون نازح سوري، لكن العبء على بنيتنا التحتية ومجتمعنا كلف ما يقدر بنحو 100 مليار دولار أميركي داعيًا المجتمع الدولي إلى مساعدة البلدين من أجل العودة السريعة.
وتوجه إلى المشاركين في المؤتمر بالقول: لبنان ملتزم بسلوك طريق التعافي، ولكننا بحاجة إلى الدعم المستمر والشراكة من المجتمع الدولي، بحيث يمكننا معًا التغلب على التحديات المقبلة وبناء مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا للبنان، داعيًا ميقاتي الجميع، إلى الاستمرار في التعاون مع لبنان لنعمل معًا نحو بناء غد أفضل.
وفي ختام كلمته استذكر الرئيس ميقاتي الرئيس رفيق الحريري في الذكرى العشرين لاستشهاده، مشيدًا بدوره الوطني الجامع للمكونات الوطنية كافة”.