كمال ذبيان – خاص "الأفضل نيوز"
إنّ تنظيم قيادة الجيش اللبناني جولةً للإعلاميين في القطاع العسكري جنوب نهر الليطاني هو ردّ على التشكيك الذي يحيط بالجيش بأنه لا يقوم بمهامه كما هو مطلوب في مسألة تسلّم مواقع "حزب الله" وتفكيكها وتدمير الأنفاق التي بناها عند الحدود مع الكيان الصهيوني.
وقد وصل هذا التشكيك إلى أعضاء في الكونغرس الأميركي ومسؤولين في الإدارة الأميركية، الذين اتّهموا الجيش بالتباطؤ في إنهاء وجود "حزب الله" العسكري، وبأنه متواطئ معه في مكانٍ ما. وهذا ما أثّر على زيارة قائد الجيش رودولف هيكل، الذي ألغى زيارته إلى أميركا قبل أسبوعين، بعدما أُلغيت لقاءات كان سيعقدها في واشنطن التي تنظر إلى الجيش اللبناني على أنه استثمار خاسر ولا ربح فيه، كما قال أحد أعضاء الكونغرس للسيناتور ليندسي غراهام وغيره، في قراءاتهم لما يقوم به الجيش تجاه سلاح "حزب الله".
فالجولة الإعلامية لقيادة الجيش أتت في محلّها، وهي تأكيد لما كان يقدّمه العماد هيكل إلى المسؤولين اللبنانيين قبل قرار الحكومة في 5 و7 آب بحصرية السلاح، إذ كان يرفع تقارير دورية حول آليات نزع السلاح جنوب نهر الليطاني عملًا بالقرار 1701 وبالتعاون مع القوات الدولية العاملة في الجنوب. وكان يؤكّد فيها ما تمّ إنجازه في انتشار الجيش، وعدد المخازن التي تسلّمها، وكمية الأسلحة التي صادرها، والأنفاق التي دمّرها.
وبعد قرار الحكومة بحصرية السلاح، قدّم قائد الجيش خطّةً تنفيذية لبسط سلطة الدولة على كامل أرض الجنوب، ولا سيما جنوب الليطاني الذي سيصبح منطقة خالية من السلاح. وقدّم العماد هيكل تقريره الشهري منذ الخامس من أيلول، وهو سيعرض تقريره الرابع خلال الأسبوع القادم في جلسة الحكومة، وكان قد أعلن سابقًا أنّ نحو 85% من خطّة الجيش قد نُفّذت، وأن الـ15% المتبقية هي المناطق التي يحتلها العدو الإسرائيلي في النقاط الخمس، إضافة إلى قضم أراضٍ ذكَرها بيان للقوات الدولية.
وقدّم قائد منطقة جنوب الليطاني العميد نقولا ثابت عرضًا أمام الإعلاميين، موثّقًا بالصور والأرقام، حول ما تمّ إنجازه، ما يدحض كل الادعاءات عن تقصير الجيش في مهامه. ثم جال ضباط من الجيش على أنفاق عسكرية ومواقع كان حزب الله يستخدمها قبل اتفاق وقف إطلاق النار، فتمّ نقل ما شاهده الإعلاميون بالصوت والصورة خلال الجولة التي نجح الجيش في إعدادها، كردّ واضح ودون لبس على أنه قام بمهامه كاملة، وهو سينهيها نهاية العام الحالي ليتفرّغ إلى أماكن أخرى بعد قرار السلطة السياسية في تحليل ما سيكون عليه السلاح شمال نهر الليطاني، الذي يصرّ العدو الإسرائيلي والإدارة الأميركية على أن تشملَه خطّة الجيش، فيما يلتزم الجيش بما نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار المستند إلى القرار 1701، والذي نفّذه منذ 14 آب 2006، لكنّ الإسرائيلي لم ينسحب من النقاط الـ13 عند الخط الأزرق ومن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ما أبقى "حزب الله" محتفِّظًا بسلاحه وتشرّعه الحكومات.

alafdal-news
