د.زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
أدخلت القوات المسلحة الإيرانية العالم في مأزق كبير عندما ردت بشكل غير مسبوق على العدو الإسرائيلي في عمق الأراضي المحتلة. ما لم يكن متوقعًا لدى جميع الباحثين في المعادلات التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بات واقعًا دقيقًا يجب التوقف عنده.
لقد أصبح الرَّدُّ الإيراني خلفنا، ونحن اليوم نبحث عن ما بعد الرد خاصةً أن التصريحات الإسرائيلية أدخلت كلَّ من ساند الإسرائيلي في صد الهجوم الإيراني في أزمة الهستيريا التي يقود بها نتنياهو الغرب.
حسابيًّا، الرد الإسرائيلي لا يجب أن يكون بعيدًا إلا إذا حصل حدث داخل إسرائيل يؤدي إلى إرباك داخلي مفتعل، حينها ستسقط جميع المعادلات وتتحول إلى نتائج غير مباشرة لتجنب الرد.
هذا الحدث بدأت إرهاصاته تظهر من تصريحات داخلية لدى العدو تظهر وكأنَّ تراجعًا بدأ يتبلور تجنبًا للانزلاق نحو صفعة جديدة من صفعات محور المقاومة والتي لا بد للتذكير بأهمها على الشكل التالي:
١- إنشاء طوق ناري محيط بالأراضي المحتلة من لبنان، العراق، سوريا واليمن.
٢- إدخال حكومة نتنياهو في أزمة المواجهة مع الجمهورية الإسلامية في إيران عبر تلقي صفعة جريئة في الضربة الأخيرة.
٣- ثبات المقاومة الفلسطينية داخل غزة لأكثر من ستة أشهر والحرب مستمرة دون إي إنجاز عسكري.
٤- التحدي الأخطر اليوم الذي تعيشه إسرائيل بعد التوقف أمام الضربة الإيرانية.
هذه العناوين الأربعة حساباتها كبيرة جدًا في الشق العسكري، خاصة بأنها باتت جزءًا من حسابات الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة التي لن تجد من يحفظ لها ماء الوجه إذا ما انطلقت الحرب المدمرة عند أي خطأ يؤدي إلى انزلاق المنطقة نحو الحرب.
من الواضح اليوم أن انزلاق المنطقة نحو حربٍ ضروس هو رهن الفعل الغربي المؤيد لإسرائيل لأن كل ما قد ينتج عنه سيكون عبارة عن رد فعل مشروع صرحت به الجهات الرسمية الإيرانية، بالتالي يمكننا أن نعتبر أن كرة اللهب بات فتيلها في أيادي من يقف إلى جانب قرارات نتنياهو، فهل يتجرأ نتنياهو بدون غطاء أميركي وغربي؟
للجواب على هذا السؤال يجب استحضار الضربة الإيرانية على إسرائيل والتي برهنت أن الغرب الداعم لإسرائيل هو من صد أغلب الصواريخ الإيرانية. هذا الأمر يؤكد بأنَّ حسابات الإسرائيلي لا يمكن أن تخرج عن الإطار الداعم لنتنياهو حاليًّا، مما يشير إلى أن كل من يقف خلف الضربة الإسرائيلية المحتملة عليه أن يتحقق من حساباته جيدًا، لأن الرد الإيراني هذه المرة سيكون مختلفًا في الكمية والنوعية والتوقيت.