عبدالله قمح- خاصّ الأفضل نيوز
يومًا بعد آخر يتضح أن جريمة قتل منسق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، جريمة جنائية بامتياز، ولا إشارة قضائية واحدة تشير إلى كونها سياسية. مع ذلك يستمر حزب القوات في الاستثمار بالقضية، وآخر ما وصلت إليه الأمور "فك سمير جعجع" عزلته الأمنية متوجهاً إلى منزل الفقيد لتقديم واجب العزاء.
تبين خلال قداس تأبين سليمان في جبيل، الأسبوع الماضي، أن عائلته غير متوافقة تماماً مع الأداء السياسي والحزبي للقوات اللبنانية، منذ الإعلان عن اختطاف الضحية ولغاية الإعلان عن مصيره. وكان لافتاً أن زوجة الفقيد، عبرت عن وجهة نظر العائلة من حيث رفضها في المبدأ لتسييس القضية، وربما هذا الخطاب والموقف العالي هما ما دفعا بجعجع إلى زيارة العائلة والتعبير عن وجهة نظر القوات وإعادة تصويب الأمور معها.
من جانب آخر، يمضي التحقيق لدى استخبارات الجيش اللبناني في الإجابة عن أسئلة أساسية ما زالت عالقة، الأساس فيها هل إن الجناة "كانوا يعلمون بهوية القتيل في أثناء مراقبتهم له قبل اختطافه والإقدام على نقل جثته إلى داخل سوريا"؟
هذه الفرضية، بالنسبة إلى التحقيق، سقطت كلياً بعدما تبين في المعطيات عدم وجود "تزامن مكاني" بين هواتف الجناة الأربعة الموقوفين وهاتف الضحية. إنما الاكتشاف الوحيد، يدور حول ملاحظة وجود "تزامن" في لحظة الاختطاف ونقل الجثة والعثور على هاتف المغدور في منطقة بعيدة، ما كرس نظرية واحدة تقول بفعل الجرم الجنائي لا الاغتيال السياسي.
بالإضافة إلى ذلك، هناك سبب آخر يزيد من احتماليات البعد الجنائي. فبحسب المعلومات، بينت التحقيقات أن الجناة لم يكونوا على دراية مطلقاً بشخصية سليمان، إنما رصده في لحظة الإطباق عليه كان متصلاً في الأساس بالسيارة التي يقودها. وبعد حصول مناوشة بين سليمان والجناة وإقدام أحدهم على ضربه بكعب مسدسه مما أدى لغيابه عن الوعي، وضع في صندوق السيارة، وقادوا السيارة إلى منطقة معينة، وهناك توقفوا لفحص سليمان حيث تبين لأحدهم أنه فارق الحياة. وبعد البحث في الأغراض الشخصية العائدة للضحية، عثر معه على بطاقة انتساب تعود لحزب القوات اللبنانية، ما حول الخاطفين إلى قضية ثانية، استدعت على الفور التواصل مع مشغلهم الذي طلب منهم التصرف وإخفاء الجثة بأي طريقة.