حمل التطبيق

      اخر الاخبار  وول ستريت جورنال عن مسؤول إسرائيلي: إسرائيل لن تسعى بالضرورة للحصول على موافقة أمريكية لاستئناف مهاجمة ‎إيران   /   هآرتس عن شقيق رهينة سابق: الحكومة الإسرائيلية لا تريد أي اتفاق على الإطلاق   /   وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: نحذّر الولايات المتحدة وحلفاءها من خلق تهديدات أمنية لروسيا وكوريا الشمالية   /   وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين: ترامب لا يعارض طلب نتنياهو لضرب إيران إذا استأنفت نشاطها النووي   /   وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين: نتنياهو أبلغ ترامب أن تل أبيب ستضرب إيران إذا استأنفت نشاطها النووي   /   التحكم المروري: قتيلان و٩ جرحى في ٧ حوادث سير خلال الـ٢٤ ساعة الماضية   /   الدفاع الروسية: دمرنا 33 مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق   /   مدفعية الاحتلال تستهدف الأحياء الشرقية لمدينة غزة   /   ‏"أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي رفيع: لم يتم تسجيل أي تقدم في المحادثات خلال الساعات الـ24 الماضية   /   نادي الرياضي بيروت يتوج ببطولة لبنان لكرة السلة   /   أكسيوس عن مصدر أمريكي: الأمريكيون اقترحوا التركيز حاليا على قضيتي قائمة الأسرى وتوزيع المساعدات الإنسانية   /   وصول نائب وزير الخارجية اليوناني إلى مطار بيروت   /   ‏البنتاغون: الخارجية توافق على بيع طائرات A-29 العسكرية للبنان   /   أكسيوس: الوفد الإسرائيلي لا يزال حاليا في ‎الدوحة والمبعوث الأمريكي ويتكوف لم يتوجه بعد إلى المنطقة   /   ‏الأونروا للحدث: الجيش الإسرائيلي لم يترك في رفح مبناً واحدا قائما   /   ‏مصدران للعربية: الرئيس الموريتاني التقى نتنياهو خلال زيارته لواشنطن   /   أكسيوس عن مصادر: خرائط الانسحاب التي عرضتها إسرائيل ما زالت تمثل نقطة الخلاف الأساسية في المفاوضات مع حماس   /   أكسيوس عن مصادر: واشنطن طلبت من حماس تأجيل بحث الانسحاب الإسرائيلي من غزة منعا لانهيار المفاوضات في الدوحة   /   حماس: ندعو أبناء شعبنا للانتفاض غضبا في كافة محافظات الضفة لردع المستوطنين وصد هجماتهم الإرهابية   /   مراسل الأفضل نيوز: قوات الاحتلال الإسرائيلية أفلتت عشرات الرؤوس من الأبقار باتجاه بلدتي رامية وعيتا الشعب عبر محلة خلة وردة   /   سرايا القدس: قصفنا بقذائف هاون تجمعات جنود وآليات العدو المتوغلين في منطقة السطر الغربي شمال خان يونس   /   قصف مدعي معادٍ يستهدف منطقة "الحدب" في أطراف بلدة عيتا الشعب   /   القناة ١٢ الإسرائيلية عن مصادر: جمود في محادثات ‎الدوحة لكنها ستستمر خلال يوم السبت   /   العربية: الحرائق المشتعلة في سوريا وصلت إلى الحدود التركية   /   ‏الإدعاء الفرنسي يفتح تحقيقًا مع منصة "إكس" بتهم التلاعب بالبيانات والاحتيال   /   

Dropsite news: كيف يكون النوم في خيام غزّة؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


ترجمة "الأفضل نيوز"

 

في صباح 28 من كانون الأول/ديسمبر، استيقظ يحيى البطران، وهو أب لخمسة أبناء وثلاث بنات، في خيمته المتهالكة في الجزء الغربي من دير البلح بالقرب من الشاطئ ليجد طفله الرضيع البالغ من العمر شهراً واحداً، جمعة، قد تجمّد حتى الموت. وقد تم نقل شقيقه التوأم إلى المستشفى بسبب انخفاض حرارة الجسم، ويواجه مصيراً مماثلاً. وقد نزح البطران من بيت لاهيا قبل عام. وقُتل شقيقاه والعديد من أقاربه أمام عينيه. ودُمر منزله تماماً بعد أن غزت القوات الإسرائيلية المخيم ودمرته.

 

لقد تجمّد ستة أشخاص حتى الموت في غزة خلال الأسبوع الماضي، حيث وصلت درجات الحرارة المنخفضة إلى نحو 8 درجات مئوية؛ وكان خمسة منهم من الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن شهر واحد. لن يكون مولودا البطران حديثا الولادة آخر من يموت من انخفاض حرارة الجسم مع استمرار تدهور الأوضاع في المنطقة المحاصرة.

 

قال البطران وهو يختنق من الألم: "استيقظت أنا وزوجتي في الصباح. فحصنا الأطفال كما هي العادة. لكن توأمي البالغ من العمر شهرًا واحداً لم تظهر عليه أي علامات حيوية على الإطلاق. عندما لمسته، كان جسده مثل زجاجة من الثلج. أخذته وهرعت إلى المستشفى سيراً على الأقدام إذ لم يكن لدي المال لسيارة أجرة أو حتى عربة تجرها الحيوانات. أخبرني الأطباء على الفور أنه توفي. لم أستطع تمالك حواسي وانفجرت في البكاء. بعد لحظات، اتصلت بي زوجتي لتخبرني أنّ التوأم الآخر لا يتنفس. أخذناه إلى المستشفى. هو الآن تحت أجهزة الإنعاش داخل العناية المركزة. ومع ذلك، أخبرني الأطباء أنه سيموت في الساعات القادمة"، وهذا ما حصل بالفعل.

 

وأضاف البطران: "أعيش مع عائلتي ووالدي المشلولين في خيمة صغيرة هشّة مصنوعة من البطانيات الممزقة وقطع النايلون بالقرب من البحر. ليس لدينا سوى أربع مراتب وأربع بطانيات. كلها ممزقة. ومع برودة الليل، أقوم بجمع بعض القمامة لإشعال النار لتدفئة الخيمة للأطفال. أنا وأطفالي نرتدي قطعة أو قطعتين فقط من الملابس القديمة. نحن نرتجف دائماً من البرد أثناء ساعات الليل. أنام معظم الليالي من دون بطانيات وأرتدي سترتي فقط".

 

كما ذكر: "لا تستطيع والدة الطفلين إرضاعهما لأنها تعاني من سوء التغذية الشديد وارتفاع ضغط الدم. لذلك، يبلغ وزنهما 1.6 كجم. بالكاد نأكل مرة واحدة في اليوم، ونحصل على وجبتنا من أحد مراكز توزيع الأغذية المجانية القريبة. تعاني إحدى طفلاتي من الصدمة. ليس لدينا طعام ولا ماء ولا ملابس ولا أدوية. لا شيء حرفياً.. لقد غمرت مياه الأمطار خيمتي وجرفتها الرياح. لا أستطيع تحمل المزيد من الآلام".

 

وتابع البطران: "أصعب شيء يمكن لأي شخص أن يتحمله هو رؤية أطفاله يموتون أمامه. لا توجد كلمات لوصف هذا الشعور. لكنني مررت به. رسالتي إلى العالم هي أننا فقدنا كرامتنا وكل شيء. نحن بحاجة إلى الدفء والسلام. يجب على شخص ما أن يوقف هذه الإبادة الجماعية".

 

الدكتورة سييد هي طبيبة طوارئ أميركية أمضت ما يقرب من شهر في غزة متطوعة في مستشفيات القطاع، ولا سيما مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح. تقول إنّها ليست مندهشة من موت الأطفال بسبب البرد، فالظروف المعيشية التي شهدتها قاسية وهؤلاء الأطفال يعيشون على شاطئ البحر حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير. كما تصر على أنّ حظر "إسرائيل" لمواد البناء، الذي يمنع بناء مساكن مناسبة، كان بمنزلة إعلان وفاتهم.

 

وقالت الطبيبة الأميركية لموقع "Drop site": "يجب أن تكون المساكن أكثر أماناً. المنطقة الآمنة الإنسانية ليست إنسانية ولا آمنة لأنّ معظم الضحايا الذين نستقبلهم هم من هناك. إذا أردنا إنهاء هذا، فنحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار فوري والسماح بدخول المساعدات والحاويات اللائقة ومواد البناء. إنه من الصعب للغاية على الأطفال حديثي الولادة الحفاظ على درجات حرارتهم عندما يعيشون في ظروف مروعة ومن دون احتياجات إنسانية أساسية".

 

وأضافت: "كنت في خيام بعض الناس، ويمكنني أن أتخيل المعاناة بسبب الرياح والأمطار الشديدة. كما أنّ الناس لا يملكون ملابس جيدة تحميهم من البرد. ولا يستطيعون توفير الأدوية اللازمة لمنع انخفاض حرارة الجسم. وبالتالي، هناك حاجة ماسة إلى توفير المأوى والتغذية المناسبة، وهو حق أساسي من حقوق الإنسان. يعاني كل طفل رأيته في المستشفى هنا من علامات سوء التغذية وبقع نقص التصبغ على جلده وشعره بالإضافة إلى نوع من الحالات الالتهابية المعدية، ناهيك بأمراض الجهاز الهضمي التي يصابون بها بسبب تلوث المياه الرهيب. لقد رأيت طفلاً رضيعاً كان يأتي إلى المستشفى باستمرار بسبب الإسهال نتيجة الظروف المعيشية نفسها. إنّ مستقبل الأطفال سيكون قاتماً للغاية. في الواقع لا يوجد مستقبل".

 

لقد أخذت هذه الحرب الإبادة الجماعية كل شيء منا، بما في ذلك منازلنا وأرواحنا. آمل أن يتمكن شخص ما من مساعدتي في التعامل مع هذا الواقع القاتم الذي لا مفر منه تماماً. ونحن نصلي من أجل نهاية هذه الحرب في العام الجديد".

 

ما دامت الحرب الإسرائيلية والحصار الإنساني مستمرين، فمن المتوقع أن يموت المزيد من الناس بسبب البرد. ويقول الدكتور خالد أبو حبل: "إنهم يحتاجون إلى مأوى مناسب، وتغذية متوازنة، وبيئة صحية، فضلاً عن الأدوية. ومع ذلك، فإنّ هذا غير ممكن لأنّ كل هذه الأشياء غير مسموح بدخولها. إنّ إنهاء الحرب على الفور من شأنه أن يحل الأمور. ولكن ما دام الطقس البارد يضرب غزة، فلا ينبغي لنا أن نتفاجأ بأن المزيد من الناس، وخصوصاً الأطفال، سيموتون بسبب انخفاض حرارة الجسم في الأسابيع المقبلة".