ملاك درويش - خاصّ الأفضل نيوز
"المستعربون" أو "المستعرفيم" مصطلحٌ يُشير إلى عملاء سرِّيِّين يعملون تحت غطاءٍ كمواطنين عاديين، ويُستخدمون لجمع المعلومات أو تنفيذ مهام استخباراتية أو أمنية.
يتنكر المستعربون عادة كأعضاء في الجمهور العادي للمجتمع، حتى يستطيعوا الاقتراب من الأهداف المستهدفة دون الاشتباه.
نشأت فكرة المستعربين في سياق النزاعات العسكرية والاستخباراتية، حيث استخدمت بشكل واسع خلال الحروب العالمية الكبرى والصراعات الإقليمية والحروب الباردة. يتم تدريب المستعربين على التمويه والتخفي والتأقلم مع البيئة المحيطة بهم، لتنفيذ المهام بفعالية وتجنب الكشف.
ظهرت فكرة المستعربين في القرن العشرين، وتم تطويرها وتوظيفها بشكل متزايد في العديد من الصراعات والنّزاعات في مختلف أنحاء العالم. وتُعتَبَر جزءًا من استراتيجيات الحرب النفسية والتجسس والاستخبارات.
في إسرائيل، تشكل وحدات المستعربين جزءًا أساسيًّا من الجهاز الأمني والاستخباراتي" للدولة"، ويمثّلون جزءًا من جهود الدفاع والأمن القومي لـ"إسرائيل"، ويتم توظيفهم في مجموعة متنوعة من المهام والأنشطة.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل مهام المستعربين في "إسرائيل" جمع المعلومات الاستخباراتية، والتجسس على الجماعات المعادية، وتنفيذ عمليات خاصة وغارات عميقة خلف خطوط العدو، ومحاولة التسلل إلى الجماعات "الإرهابية"، ومراقبة الأنشطة "غير الشرعية" على الحدود، والتصدي للتهديدات الأمنية.
بشكلٍ عام، تُعتبر وحدات المستعربين في "إسرائيل" جزءًا حيويًّا من استراتيجية الدفاع والأمن للبلاد، وتلعب دورًا مهمًا في حماية الأمن القومي ومكافحة التهديدات الداخلية والخارجية.
وفي غمار فرق الموت على الصعيد الخارجي لوحظ أن عناصر "المستعرفيم" يجب أن تكون ملامحهم شبيهة بالملامح العربية، أما على المستوى الإجرائي تخضع هذه المجموعة للتدريب والتكوين في معاهد خاصة كقرى صناعية مشابهة للقرى الفلسطينية في كل تفاصيلها، لتعلم تفاصيل الحياة الفلسطينية، وتعلم لغتهم وعاداتهم.
وتأسيسًا إلى ما سبق ذكره، إليكم أبرز عمليات هذه الفرق المدسوسة في فلسطين وبعض المجتمعات:
6 آب أغسطس 2000: حاولت وحدة "دوفدفان" اغتيال محمود أبو هنود قائد كتائب الشهيد "عز الدين القسام" شمال الضفة.
7 آب أغسطس 2002: اقتحمت وحدة من المستعربين الحي الغربي من مدينة طولكرم بالضفة مما أسفر عن استشهاد فلسطينيَين اثنين على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح.
9 تشرين الثاني نوفمبر 2004: أطلقت فرقة من المستعربين متخفية بملابس عربية الرصاص على 4 شبان فلسطينيين كانوا يستقلون سيارة في مدينة جنين شمال القطاع، ومن بين الشهداء اثنان من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.
عام 2013: كشف سكان بلدة طمون عناصر القوة "الإسرائيلية" الخاصة عندما تخفوا كتجار خضراوات، ورجموهم بالحجارة مما أدى لإصابة اثنين منهم، وجُرح حوالي 8 فلسطينيين، وبعد كشف هويتهم تدخلت قوة من جيش الاحتلال واقتحمت البلدة لإنقاذهم.
6 تشرين الثاني نوفمبر 2015: اعتقل مستعربون شابًّا فلسطينيًّا واقتادوه إلى مكان مجهول عقب مواجهات عند المدخل الشمالي لبيت لحم.
12 تشرين الثاني نوفمبر 2015: قامت وحدة "دوفدفان" بتصفية الشاب الفلسطيني "عبد الله شلالدة" (28 عامًا) في مستشفى بمدينة الخليل جنوب الضفة.
10 كانون الأول 2015: اعتقلت قوات من المستعربين الفلسطيني "باسم النعسان" داخل فندق الوحدة وسط مدينة رام الله بالضفة.
وأظهرت دراسة فلسطينية أن وحدات "دوفدفان" نفذت 54 عملية اغتيال في 4 سنوات من الانتفاضة الأولى و74 عملية اغتيال أخرى بالانتفاضة الثانية.
استخلاصاً لما سبق، إنّ هذا الكيان يتعمّد دائما اتباع سياسة الغموض من أجل إرباك من يحاربه، لكن برأي العديد من الخبراء والمختصين بالشأن الإسرائيلي فإنّ تشكيل مثل هذه الوحدات الخاصة للوصول إلى الأهداف المطلوبة هو بمنزلة إقرار كيان الاحتلال بالفشل. خاصةً أن الشعب الفلسطيني يقاوم، ويبتكر وسائل جديدة لمواجهة هذا الاحتلال الذي يحاول إشباع نزواته الأمنية من خلال إنشاء وحدات جديدة باستمرار، آخرها كان الحرس الوطني في الداخل المحتل.