طارق ترشيشي _ خاصّ الأفضل نيوز
استوقفت الأوساط السياسية والمتابعة للحرب الإسرائيلية على غزة والجنوب والمحاولات الدولية لوقفها ومنع تطورها الى حرب شاملة في المنطقة، الاجتماع العسكري السري الذي انعقد الإثنين من الأسبوع الماضي في البحرين وكشف عنه مراسل موقعي "والاه" "الإسرائيلي" و"أكسيوس" الأميركي باراك رافيد، وقد ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللواء هرتسي الى رؤساء أركان جيوش عربية لمناقشة التعاون الأمني الإقليمي برعاية قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال إريك كوريلا، ولم يتمّ الكشف عنه نتيجة الحساسيات السياسية الإقليمية المحيطة بالحرب في غزة، وفق تعبير رافيد.
وتقول مصادر متابعة أن هذا الاجتماع الذي شاركت فيه مصر والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين ( وقيل أن المغرب شاركت فيه أيضا) يأتي في خضم المساعي الأميركية والقطرية والمصرية الجارية لتحقيق وقف إطلاق النار في الجنوب منطلقه قرار مجلس الأمن الأخير بهذا المعنى ومن ثم معالجة ملف الأسرى وتحديدا هوية السلطة التي ستتولى إدارة قطاع غزة بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منها. حيث أن من الأفكار المطروحة أن يتم نشر "قوات عربية مشتركة" من الدول المشاركة في الاجتماع تتولى الأمن في القطاع بالتعاون مع سلطة فلسطينية البعض يقترح أن تكون مشتركة بين السلطة الفلسطينية وحركة "حماس"، والبعض الآخر يتحدث عن سلطة مؤقتة يتم الاتفاق عليها تتولى أمن القطاع في انتظار تنفيذ "حل الدولتين" الذي تعلن الولايات المتحدة الأميركية أنها تتمسك به.
وكذلك يأتي اجتماع المنامة في ظل التهديد الإسرائيلي بشن حرب واسعة على حزب الله لإبعاده الى شمال الليطاني بذريعة تأمين عودة المستوطنين النازحين البالغ عددهم أكثر من 120 ألف مستوطن إلى المستوطنات الشمالية التي نزحوا منها غداة عملية "طوفان الأقصى" في الثامن من تشرين الأول الماضي عندما فتح حزب الله حرب الإسناد ضد قوات الاحتلال الإسرئيلي لتخفيض ضغطها العسكري عن حركة حماس وأخواتها في قطاع غزة حيث شنت حربا انتقامية ضدها تحت عنوان القضاء عليها نهائيا.
غير أن سردية المعلومات والمعطيات التي أُعلن عنها بعد اجتماع المنامة دلت الى احتمال أن يكون المجتمعون بحثوا في ما يمكن أن تقوم الدول المشاركة فيه من دور لأن إيران أبلغت الى الولايات المتحدة الأميركية أنها ستتدخل مباشرة في القتال في حال نفذت إسرائيل تهديدها بشن حرب واسعة النطاق ضد حزب الله، تماما مثلما تدخلت وقصفت إسرائيل ردًا على قصفها القنصلية الإيرانية في نيسان الماضي. ما يعني أن إيران ستمطر إسرائيل خلال هذه الحرب بمئات بل بألوف من الصواريخ والمسيرات ومن كل الأنواع والأحجام التي كانت قدمت نموذجا منها في14 نيسان الماضي نموذجا مصغرًا عنه.
والجدير ذكره أن بعض الدول التي حضرت هذا الاجتماع السري في البحرين كانت شاركت في اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية التي عبرت أجواءها الى جانب الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين أعلنتا صراحة أن قواعدهما في المنطقة تصدت للرد الإيراني الشهير على تل أبيب وأسقطت العشرات من المسيرات والصواريخ الإيرانية.
وقد أشار مراسل موقعي "والاه" "الإسرائيلي" و"أكسيوس" الأميركي في سرديته عن الاجتماع الى أن "إحدى القضايا الرئيسية التي عملت عليها القيادة المركزية للجيش الأميركي والبنتاغون مع جيوش المنطقة في السنوات الأخيرة هي التعاون في مجال الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي"، ويُقول "يتخذ هذا الأمر أهمية خاصة في ضوء النجاح الباهر في التصدي للهجمة الصاروخية التي نفذتها إيران في 14 نيسان ضدّ "إسرائيل" وهو الأمر الذي تمّ بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن".
وينقل رافيد في سرديته نقلا عن المسؤولين الأميركيين قولهم "إن التعاون مع إسرائيل والدول العربية في المنطقة مكّن من جمع معلومات استخباراتية حول الهجوم (الإيراني" وتوفير إنذار مبكر في شأن إطلاق الطائرات من دون طيار والصواريخ، وأن هذا التعاون يشمل أيضًا المشاركة الفعّالة للأردن والسعودية في اعتراض الصواريخ والطائرات من دون طيار التي تطلق من إيران والعراق واليمن في اتجاه إسرائيل والمرور عبر مجالهما الجوي".
وينهي رافيد سرديته بالقول إن اجتماع المنامة "شكّل إشارة إلى أن الحوار العسكري والتعاون بين إسرائيل والدول العربية مستمر في إطار القيادة المركزية للجيش الأميركي، على رغم من الانتقادات العلنية والإدانات القاسية لأداء الجيش الإسرائيلي في غزة من دول المنطقة".
في أي حال فإن لبنان ينتظر زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الذي يفترض أن يكون وصل إلى إسرائيل مكلفا من الرئيس الأميركي جو بايدن معالجة الوضع على حدود لبنان الجنوبية ومنع توسع الحرب بين إسرائيل وحزب الله. وفيما استبق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصول هوكشتاين بحلّ "حكومة الحرب"، أعلن مسؤول إسرائيلي "أننا ننتظر ما سيطرحه مبعوث بايدن بشأن الجبهة الشمالية". ويضيف "نريد استنفاد وساطة أميركا للتهدئة في الشمال قبل الحل العسكري". مؤكدًا أن "التركيز سيتحول بالضرورة إلى لبنان في الأسابيع المقبلة".