مفيد سرحال - خاص الأفضل نيوز
عاد الهدهد من الشمال بنبأ هدَّ الجهاز العصبي لقادة العدو الصهيوني وأدخل المستويين العسكري والسياسي في الكيان غرفة العناية المركزة والترقب نظرا لحساسية المشاهد والتوثيقات التي حملها طائر حzب الله أثناء رحلته المكوكية للمواقع العسكرية ومنصات الصواريخ والقبب الحديدية والمنشآت الحيوية.
لقد عثر الهدهد على ينابيع التذخير والتحشيد والقبب والأمونيا والغاز وكل مادة قابلة للاشتعال والإشعال وهذا إن دل على شيء فعلى القدرات الاستطلاعية الاستعلامية الاستخبارية الفائقة الدقة والفاعلية ودرجة ارتقاء المقاومة إلى أعلى المراقي في الاستثمار التكنولوجي وحرب الأدمغة.
إن كل ما حمله في عينيه وتأبطه تحت جناحيه الهدهد من ناتج السياحة العسكرية صار تحت أسنان المقاومة قابلاً للطحن عند ساعة الصفر والعدو الصهيوني يدرك تمام الإدراك أو أنه لا يدرك لا ندري بأن الفارق بين الذكي والأحمق هو عامل الزمن فما يدركه الذكي في الوقت المناسب واللحظة الحاسمة لا يدركه الغبي الأحمق المتشاوف إلا بعد فوات الأوان.
الهدهد قدم لهوكستين وعبره للدولة العبرية طبقا" دسما من الأهداف ليمضغه جيدا ويبتلعه بسلاسة على مائدة التهويل التي استعرضها أمام أُلي الأمر في لبنان مذكرًا أن(الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل في غاية الخطورة ونريد تجنب مزيد من التصعيد بدلا من حرب مفتوحة..) وتراه يناقض نفسه عندما يقر بوجهة نظر المقاومة عند إعلانه:(وقف إطلاق النار في غزة سيضع نهاية للصراع عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل) وهنا بيت القصيد وهنا العقدة والحل بحيث تمارس أميركا ضغطا على نتنياهو للقبول بمبادرة الرئيس الأميركي وقف إطلاق النار بدل الاستمرار بمجازره والتعويل على انتصارات وهمية وسقوف عالية رسمها لنفسه ويصعب عليه ملامستها بعد ثمانية أشهر من العدوان.
اللغة التهويلية لهوكستين ليست لحنًا" أو معزوفة جديدة يسمعها المسؤولون اللبنانيون إذ قبلها تحدث صراحة أن أميركا( تستطيع تأخير الحرب على لبنان لا منعها )ونتنياهو المنفوخ وهم قوة ليس لكلامه قيمة قط عندما يطلق فقاعته (تراجع المقاومة شمالا أو الحرب) إنما يغذي نفسه بأمصال معنوية ليمتصها جمهوره وضجيج خُلَّبي لا طائل منه ولو كان قادرًا لفعلها وهو الغارق في وحل غزة حائرًا مرتبكا تائها بين وقف نار مع حماس يعني خسارته للحرب وإذا ما يمّمَ بعدها شطر الشمال فيحتاج إلى مضاعفة فرقه العسكرية الأربعة على هذه الجبهة وتجنيد المزيد واستدعاء الاحتياط دون أن ننسى التشظي الحاصل بين القيادات الصهيونية على وقع آراء قادة عسكريين أشهروا الهزيمة سلفا مع حزب الله معللين ذلك بما قد تواجهه الجبهة الداخلية من دمار سيعيد إسرائيل إلى العصر الحجري وليس لبنان ناهيك عن عجز الجيش الصهيوني من خوض حرب على جبهتين خاصة أن قوة حزب الله وما راكمه من خبرات وقدرات تسليحية وما يخفيه من مفاجآت سيجعل من الجيش الصهيوني لقمة سائغة لمقاتلين ينتظرون بفارغ الصبر توغلاً صهيونيًا حتى يقدم رجال الله أنموذجا لإبداعاتهم وبأسا"سخيًا" لصلابتهم وعرضا ميدانيا ساحقا ماحقا لعصفهم المقاوم في نسق الالتحام كون حرب الشرذم حرفتهم والكمائن والأفخاخ وظيفتهم القتالية الأصلية.
هوكستين بعد الهدهد يمشي على حد السكين ونتنياهو بعد الهدهد ارتعدت فرائصه جراء مسوحات هدهدية اهتدى حzب الله من خلالها إلى فريسته وطرائق اصطيادها وانكشاف ما ظنه العدو محظورًا ومغمورًا والأهم من منظور تكتيكي وعملياتي واستراتيجي أن الرسالة الهدهدية الردعية بمغزاها العسكري قالت لنتنياهو: نحن نعلم آخر مرة استخدمت فرشاة أسنانك ونوع العطر الذي تستخدمه.