ميشال نصر - خاص الأفضل نيوز
من الآخر ومن دون مقدّمات، انتهت زيارة هوكشتاين الحالية قبل أن تبدأ. فتحت حجة وقف التصعيد أو التخفيف من حدة الصراع على الحدود الجنوبية، خوفًا من تمدّده ليشعل المنطقة، يقوم الوسيط الأميركي بجولته "الانتخابية" الأخيرة، آملًا في تحصيل بعض النقاط لصالح الحملة الانتخابية الديمقراطية.
فوفقًا لمصادر على تواصل مع هوكشتاين، الذي بدأ بتوضيب أغراضه تمهيدًا لترك مكتبه، يبدو الأخير غير متفائل بتحقيق أي إنجاز، في ظلّ تشدّد الطرفين، من جهة، وكونه لا يحمل أي طرح جديد، من جهة ثانية، والأهم أنه يأتي مجرّدًا من "القوة" التي كان يتمتّع بها، رغم أن الرسالة التي يرغب في إيصالها تبقى أولاً وأخيرًا "إيرانية الهوى".
وفي هذا الإطار تكشف المصادر أن الورقة التي يحملها معه، غير قابلة للتطبيق، رغم أن قسمها الأول يصبّ بشكل كامل لمصلحة لبنان، وقد تبقى صالحة للفترة المقبلة، متى اتّخذ القرار بترسيم الحدود البريّة، علمًا أن هوكشتاين سبق ورفض اعتماد اتفاقية الهدنة كأساس لأي تسوية، موردة في هذا الإطار النقاط التالية:
- حل الخلافات المتعلقة بـ ١٤ نقطة حدودية متنازع عليها لصالح لبنان، وافقت إسرائيل على التسوية الأميركية بشأنها.
- نقطة الـ"بي١"، عند رأس الناقورة، والتي بترسيمها يحدد مصير الكيلومترات الخمسة البحرية العالقة، ليقفل معها ملف الترسيم البحري، حيث يقوم الطرح الأميركي على جعل تلك النقطة منطقة أمنية يتمركز فيها الجيش اللبناني، أو إقامة نقطة عسكرية لقوات اليونيفيل، ما يعطي إسرائيل مطلبها بحماية أحد منتجعاتها التي تقع تماما تحت الـ "بي١"٠
- منطقة الغجر، حيث ثمة أكثر من اقتراح وبحث، في ما خص هذه النقطة تحديدًا، تحظى بموافقة الطرفين.
- منطقة "مسكافعام"، النقطة الأصعب، نظرًا لارتباطها بمسألة ديموغرافية، إذ تمدّدت حدود المستعمرة إلى داخل الأراضي اللبنانية، مع إنشاء منازل على أراض لبنانية، وفي هذا الإطار تتحدث المصادر عن حل يقضي بتبادل الأراضي بمعدل الضعف عن كل متر لمصلحة لبنان.
في كلّ الأحوال تؤكّد المصادر أن المعضلة الكبرى والأساسيّة، تبقى في الإجراءات الواجب اتخاذها في منطقة عمل القوات الدولية، وما إذا كان القرار 1701، لا يزال قابلًا للحياة بشكله الحالي، ذلك أن سقف واشنطن مرتبط بقرار دولي مبرم بضرورة خلق منطقة عازلة تمامًا بحدود ما بين ٨ إلى ١٠ كيلومترا في منطقة جنوب الليطاني.
وتتابع المصادر، أن المطلوب في هذا الخصوص، أولًا، تدمير كافة المنصات الصاروخية والأنفاق وغرف العمليات والمنشآت، الموجودة بعمق ١٠ كيلومترات، وثانيًا، إعطاء قوات الطوارئ الدولية حرّيّة حركة كاملة داخل هذا الحزام، دون أيّ حركات اعتراضية شعبية، وهما أمران يستحيل على حارة حريك التسليم بهما، لما يعنيانه من "خسارة جزئية" لمبرّر وجود المقاومة.
وعليه فإنّ النّبرة العالية التي سيسمعها المسؤولون اللبنانيون من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، لن تقدّم ولن تؤخّر، فليس هناك أحد غير مستعدّ لتقديم أي ورقة لصالح رئيس وإدارة بدأت بتوضيب أغراضها للرحيل.
فالمعادلة الحاكمة لموقف تل أبيب هي نفسها الحاكمة لموقف حارة حريك، الذي نقلته بيروت بكلّ دقّة وأمانة، وصولًا إلى تبنّيه، ربما.

alafdal-news



