عبد الله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
مع اغتيال العدو الإسرائيلي لقائد وحدة عزيز في المقاومة الحاج محمد ناصر نعمة (أبو نعمة) يكون قد فتح باب التصعيد مع الحزب مجدداً تماماً كما سبق له أن فتح تصعيداً كبيراً ساعة اختار اغتيال قائد وحدة "نصر" الحاج طالب عبدالله (أبو طالب). واللافت أن عملية الاغتيال الجديدة تزامنت مع موعد اللقاء المزمع عقده بين المبعوث الأميركي إلى المنطقة عاموس هوكشتين والموفد الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان في باريس، ما أسس لفهم مختلف تبعات عملية الاغتيال وما قد يكون مطلوبًا منها.
ولا بد من الإشارة إلى أن هوكشتين، قد عبر خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت عن اعتقاده بأن إسرائيل تقوم بالتصعيد بعد كل عملية اغتيال، ما أوحى أن الفعل الإسرائيلي قد يكون مقصودا لقطع الطريق على أي احتمال لخفض التصعيد.
وفي الحديث عن خفض التصعيد، يرمي هوكشتين خلال لقائه مع لودريان في باريس، إلى أن تشارك باريس في مسألة لها علاقة بالتوسط لدى حزب الله لإقناعه بخفض تصعيده في الجنوب أو عمليا تخفيض منسوب ومستوى عملياته في الجنوب مع دخول العمليات العسكرية في غزة "المرحلة الثالثة" التي تريدها واشنطن معبرا إلزاميا لإعادة استئناف وساطات وقف إطلاق النار. غير أن حزب الله الذي يجاهر بضرورة وقف كلي لإطلاق النار في غزة كي يصار الى وقف لاطلاق النار في جنوب لبنان، وأعاد تكرار نفس المطلب في الظهور الأخير لنائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسيم، لا يقبل فرض الشروط عليه، على شكل دفعه صوب خفض تصعيده أو عملياته نزولا عند المطلب أو الشروط الإسرائيلية في الدخول في المرحلة الثالثة، علما أن الدخول في هذا المسار لن يترتب عنه أي خروج للقوات الإسرائيلية من غزة، أو وقف كامل للعمليات العسكرية، ما يراه الحزب خارج المنطق.
نظريا، سعى هوكشتين ويسعى، على مراحل، من أجل حصر النطاق الجغرافي للاشتباك بين الحزب وإسرائيل، وكان طمح في السابق بأن لا يتمدد النطاق إلى ما هو أبعد من الخط الحدودي على الجانبين اللبناني و "الإسرائيلي". غير أن الخطوة لم تنفع طالما أن العدو يمضي في سياسة الاغتيالات وتوسيع الاعتداءات ما يرتب على المقاومة توسيعا موازيا بدورها.
غير أن ذلك وعلى أهميته، لا يعني أن الفترة القادمة مقبلة على تصعيد واسع النطاق سواء من جانب العدو أو من جانب المقاومة على شكل "حرب مفتوحة" ما له أن ينقل المعركة إلى مستويات أخرى، لسبب بسيط، أن الولايات المتحدة لم تعط أي ضوء أخضر لنتياهو، ليس خشية منه على لبنان إنما لعدم دفع جنونه إلى أن يأخذه إلى موجة قتال يعتبر الأميركي أنها غير متكافئة مع حزب الله وسوف تجر على تل أبيب الويلات وسوف تكون بيروت نسخة عن تل أبيب تماماً.
تبعا لما تقدم، تنشط واشنطن على خط باريس و برلين، من أجل توظيفهما في سيناريو لإقناع حزب الله كي يضغط على حركة حماس وبالتالي تأمين وقف لإطلاق النار في غزة ينسحب على جنوب لبنان وذلك ضمن فترة الشهرين المقبلين كحد أقصى، مع الإشارة إلى أن تل أبيب قيدت نفسها بموعد حدده نتنياهو لإعادة المستوطنين إلى "بلداتهم" قبل حلول العام الدراسي المقبل )٢٠٢٤ - ٢٠٢٥( ويبدو أنه غير قادر على الالتزام فيه.