كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
مع اقترابِ الشّغور في رئاسة الجمهوريّة من عامه الثّاني، تحرَّكت عجلات الآلة اللّبنانيّة، للبحث في الدَّفع نحو التّوافق لانتخاب رئيس للجمهوريّة، من دون شروط مسبقة، ويقوم كلُّ طرف بتنازل من قبله، لتقريب المسافات حول اسم أو أكثر كمرشَّح لرئاسة الجمهوريّة.
فرئيس مجلس النّواب نبيه برِّي، لم يعد متمسّكًا باقتراحه الحوار ثمَّ الانتخاب والذي كان يعارضه كل من "القواتِ اللبنانيّة" والكتائب و"نوّاب تغييريّين"، ويدعون إلى فتح مجلس النّواب أمام جلسات انتخاب مفتوحة، والتي كان برِّي وعلى مدى ١٢ جلسة انتخاب يرفع الجلسة، بعد الدورة الأولى، لأنَّ أيًّا من المرشَّحين لم يحصل على ثلثي أعضاء مجلس النّواب، وكانت آخر جلسة عقدت في ١٤ حزيران ونال كلّ من الوزير السّابق جهاد أزعور كمرشّح لما سمّي المعارضة ٥٩ صوتًا، ورئيس "تيّار المردة" سليمان فرنجية ٥١ صوتًا، وهو مرشّح الثّنائي حركة "أمل" و"حزب اللّه" وحلفائهما.
وبدون مقدِّمات، وفي ظلِّ الحرب الإسرائيليّة المدمّرة على لبنان، انعقد في مقرِّ الرّئاسة الثّانية في "عين التينة"، لقاء ثلاثيٌّ، ضمّ كلًّا من برِّي والرئيس نجيب ميقاتي ورئيس الحزب التّقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط حيث فاجأ هذا الثلاثي، والذي اتَّسم بالطّابع الإسلامي، وأخذ عليه بعض القوى المسيحيّة، بأنّه لم يكن مرغوبًا في الشّكل، وإن كان المضمون مقبولًا.
لكن لقاء "عين التينة" الثلاثي، رفض توصيفه بالطَّائفي، وهو بادر فورًا، أن يقوم رئيس حكومة تصريف الأعمال بزيارة بكركي وإطلاع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، على ما جاء في بيان "اللّقاء الثّلاثي"، لا سيّما في وقف الحرب الإسرائيليّة على لبنان، بتطبيق القرار ١٧٠١، الذي يتمسَّك به لبنان، وهو من يطالب العدوّ الإسرائيليّ الالتزام ببنوده، والإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية بتوافق لبنانيٍّ وعدم انتظار الخارج، الذي لم يتمكّن عبر "اللّجنة الخماسيّة" من الوصولِ إلى تسوية رئاسيّة، كانت دائمًا تصنع خارجيًّا، منذ الاستقلال، إضافة إلى بند ثالث ويتعلَّق بالتَّضامن الوطنيِّ حول موضوع النازحينَ من كل المناطق التي تعرَّضت للقصف الإسرائيليِّ.
وحرّكت مبادرة الثلاثي، لا سيما في موضوع رئاسة الجمهوريّة، السّاحة السّياسيّة، التي كان أطرافها استسلموا، إلى أن الاستحقاق الرّئاسي مؤجل إلى أجل غير مسمّى، وبات مربوطًا بعوامل ونتائج الحرب على لبنان وغزة، لكن الرئيس برّي ومعه "حزب اللّه" ومنذ ما قبل الحرب، كانوا يفصلون الاستحقاق الرّئاسي، عن التأثير الخارجي، كما عن الوضع العسكري، بعد أن فتحت جبهة الجنوب من "حزبِ اللّه" مساندة لـ"غزّة".
وفي هذا الإطار، فإنَّ الجديد الذي طرأ على الملف الرئاسي، أنه فُتح من دون شروط مسبقة، ولم يعد مربوطًا بالحوار الذي يسبق الانتخاب، ولم يأت على اسم أي مرشَّح، بل ترك ذلك إلى ما يمكن أن يحصل من اتصالات بين الأطراف الداخلية، وأن الرئيس برّي أبلغ من التقاهم بأنه على استعداد للدعوة إلى جلسة انتخاب وبدورات متتالية.
وقام عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور بنقل ما جرى في لقاء عين التينة إلى الأطراف المسيحية، التي يقع عليها، أن تلاقي بيان الثلاثي بالتّرحيب، حيث ينقل أبو فاعور أجواء إيجابية عن لقاءاته التي عقدها مع كل من رئيس حزب"القوات اللبنانيّة" سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل وكتلة تجدد التي تضم النواب أشرف ريفي وميشال معوض وفؤاد مخزومي، وأن هؤلاء ركزوا في اللقاءات معهم، على اسم فرنجية، وهل ما زال "الثنائي الشّيعي" متمسّكًا به، إضافة إلى أن القرار ١٧٠١، يطلب من "حزب الله" تسليم سلاحه، كما ورد في القرار ١٥٥٩ الذي تضمَّنه القرار ١٧٠١، فلم يعط أبو فاعور أجوبة نهائية، وأن انتخاب رئيس للجمهورية يتقدَّم، ولا بدَّ من التَّلاقي على تسوية رئاسيّة، بالتّوافق على اسم لا يمثّل تحدِّيًا لأحد أو محسوب على طرف.