أماني النجّار - خاصّ الأفضل نيوز
الحيوانات الأليفة تغزو المنازل في لبنان عن طريق اقتنائها و تربيتها في الآونة الأخيرة؛ فالضائقة الاقتصاديّة التي يعانيها اللّبنانيون منذ بداية الأزمة، تسبّبت بتشريد أعداد كبيرة من الحيوانات الأليفة في الشّوارع خصوصًا القطط والكلاب نتيجة تخلِّي أصحابها عنها، إلَّا أنَّ هذا الأمر يتطلّب الخبرة والمسؤوليّة، لا سيَّما التعامل مع هذه الحيوانات والاهتمام بغذائها وصحتها، ما يرتِّب على من يأويها تبعاتٍ ماليّةً وجهودًا متعبة.
في هذا السّياق، تحدّث موقع الأفضل نيوز مع الفتاة ماري حدّاد وقالت: "أربّي كلبًا منذ ٤ سنوات أطلقت عليه إسم بابلو، ومع مرور الوقت تعلّقت به كثيرًا خصوصًا في فترة كورونا؛ لأنه كان أنيسي؛ فهو أشبه بوجود طفل يحتاج للرعاية والاهتمام، وقادر على فهم العديد من الكلمات التي نستخدمها، وعلى تفسير نبرة صوتنا أو لغة جسدنا، له فوائد كثيرة على صحتنا النّفسيّة والجسدية".
وأضافت: "تربية الحيوان في المنزل مسؤولية كبيرة، وأصبح الأمر أكثر من مجرد كونه موضة أو مظهرًا حضاريًّا، بل أصبح عادة طبيعية في حياة الناس".
قرار تربية الحيوانات الأليفة في المنازل ليس بالأمر السّهل، فهو يتطلَّب مصاريف إضافية ومتابعة لحالة الحيوان الصّحية والغذائيّة والنفسيّة.
في هذا الصدّد، تحدّث موقعنا مع الطّبيب البيطري الدّكتور وليد سعيد وقال: "ازدادت الرغبة مؤخرًا لاقتناء الحيوانات الأليفة لأسبابٍ عدّة أولها الكورونا والأزمة الاقتصاديّة، إضافة إلى استخدام بعضهم للكلاب الكبيرة الحجم في حراسة المنازل بعد ما فقد الناس الثّقة بالقطاع المصرفي، وباتوا يودعون أموالهم ومصاغهم في المنازل".
وأضاف: "إنّ تربية الحيوانات المنزلية مكلفة مادّيًّا، لكن إيجابياتها كثيرة، فهي تساعد في تحسين المزاج خصوصًا عند الأطفال، وتعلمهم المسؤوليّة وتبعدهم عن الأجهزة الإلكترونية، إضافة إلى أهمية بعضها في حراسة المنازل والممتلكات".
وتابع قائلًا: "إنّ تربية الحيوانات الأليفة في المنزل لها جوانب سلبية أيضًا، فهي تنقل الكثير من الأمراض لقاطني المنزل؛ فالقطط مثلًا تسبّب التوكسوبلازما خصوصًا للحوامل وحساسية الصّدر والأنف والجلد، أمّا عن الكلاب فهي تتسبب بداء الكلب إذا تعرضت لأحدهم بالعض".
وأشار إلى: "أنه يجب اتّخاذ تدابير احترازية لتجنب آفاتها، وفي طليعتها التطعيم بشكل دوري ومستمر، وغسل اليدين بعد اللمس، وتنظيف مكان الفضلات".
تعتبر تربية الحيوانات الأليفة من المواضيع الجدليّة، فبعضهم يرفض تربيتها ويعتبرها من الكماليات، إضافة إلى تحريم تربية بعضها لاعتبارات دينية كالديانة الإسلامية التي لا تستسيغ تربية الكلاب، وبعضهم يعتبرها هواية ومظهرًا اجتماعيًّا ومواكبة للموضة والتّقليد.
والسّؤال الذي يطرح نفسه هُنا، ألا يعتبر إصرار اللّبناني على استعادة حياته كما كانت في السّابق نوعًا من التّحدي والصمود؟.