إسلام جحا - خاص الأفضل نيوز
لليوم الـ79 بعد المئتين للحرب الصّهيونية على قطاع غزة، لا يزال الاحتلال يمارس حربًا نفسيةً على الأهالي لإفراغ المدن من سكانها؛ بعد فشله الذريع عسكريًا في السّيطرة على شبر واحد من القطاع أو تحقيق أهدافه في القضاء على المقاومة وتقسيم غزة وإقامة حكمه واستعادة الأسرى...
ولتنفيذ أجندته الواهية، مارسَ الاحتلال منذ عشرة أشهر سياسة التهديد والتفقير والتجويع.... فأكل الأهالي أوراق الشجر وظلوا صامدين في مدنهم...
ومارس جريمة الإبادة الجماعية فقتل 38295 فلسطينيًا وخلّف 88241 جريحًا وشطب أكثر من 500 عائلة بأكملها من القيود وبقي الأهالي صامدين هناك...
ومسحت صواريخه وقنابله 70٪ من البنى التحية بينها أحياءٌ كاملة؛ بعد أن ألقت مقاتلاته أكثرَ من 70 طنًا من المتفجرات على المدنيين الآمنين- وهي نسبة تعادل 3 قنابلَ نووية تفوق خلال 4 أشهر فقط تلك التي استخدمتها روسيا في حربها على أوكرانيا على مدى عامين، وتفوق تلك التي استخدمها هتلر خلال الحرب العالمية الثانية- وبقي الأهالي صامدين رغم كل شيء...
وبعد أسبوعين على عمليته في الشجاعية التي استبسلت فيها المقاومة وكبّدته خسائرَ كبيرةً في الدبابات والجرافات والأرواح، ألقى الاحتلال بثقل هزيمته من خلال منشورات يطلب فيها من أهالي الشمال إخلاء مناطقهم إلى الجنوب، في الوقت الذي تستمر قواته بارتكاب المجازر، وذلك استكمالًا لمشروع تهجير الفلسطينيين وتفريغ المناطق من سكانها..
بالغزاوي "مش طالعين" هكذا جاء ردّ أهالي غزة والشمال مدويًا على أوامر سلطات الاحتلال... فخديعة "الممرات الآمنة" لن تنطلي عليهم هذه المرة كما روّج لها العدو في موجة النزوح الأولى التي عانى فيها النازحون من ويلات العيش في الخيام التي لا تقيهم برد الشتاء ولا حرّ الصيف.. ولا تطعمهم من جوع ولا تأمنهم من خوف..
اللافت هذه المرة هو أن دعوات التهجير الصهيونية هذه، لم تحقق أهدافها بعد أيام على إطلاقها فوق المناطق الشمالية، وهي منشورات تكرس التذبذب في صفوف قيادته، في مقابل إصرار كثير من أهالي المناطق المستهدفة على البقاء والصمود، رغم ظروف بقائهم المحفوفة بالموت.
واللافت أكثر أن حملات التهجير جاءت بنتائجَ عكسيةٍ حيث رُصدت حركاتُ عودةٍ لنازحين من المناطق الغربية باتجاه مدينة غزة التي يعمل الاحتلال على إخلائها.
دعوات التهجير الصهيونية هذه تزامنت مع قصف مكثف ومجازرَ مروعةٍ نفذها جيش الاحتلالِ في مناطقَ متفرقةٍ من القطاع.
حركة حماس حذرت من انعكاس حملات التهجير والتصعيد العسكري على سير المفاوضات الحالية في سياق مناورات نتنياهو وألاعيبه المستمرة. كما حذّرت منظمات دولية، على رأسها الأمم المتحدة، من عمليات التهجير ووصفتها بالمروعة.
إذًا، يؤكد الشعب الفلسطيني مجددًا تمسكه بأرضه وذكرياته، وهو ردٌّ سيُفهمُ العدوّ والصديق أن غزة عصيةٌ عن الموت وأنّ أهلَها رغم الموت من الموت يولدون...