مريم حرب - خاص الأفضل نيوز
يمكن اختصار المشهد في لبنان وفي العالم بحالة التأهّب والترقّب، بانتظار ردّ إيران وحلفائها على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية والقائد العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر. اتخذت إيران قرار الردّ متوعدة إسرائيل، في وقت لم تفلح محاولات إقناع إيران بالعدول عن هذا الموقف خوفًا من تمدّد رقعة الحرب. سبق للحكومة اللبنانية أن أعدّت خطة طوارئ للتعامل مع أي تطوّر ميداني، وزّعت فيها المسؤوليات والأدوار. منذ بدء الحرب يعمل الدفاع المدني خصوصًا في البلدات الجنوبية على إخماد الحرائق الناشبة رغم خطر تعرّضه للقصف الإسرائيلي.
يؤكّد العميد ريمون خطار أنّ "جهوزية عناصر الدفاع المدني لمواجهة الكوارث والمخاطر على اختلاف أنواعها مؤمنة سواء أكان في حالات الحرب أو السلم وفق الإمكانات المتوفرة". ويضيف في حديث لموقع "الأفضل نيوز" أنّ "عناصر الدفاع المدني يتواجدون في المراكز المنتشرة على كافة الأراضي اللبنانية طيلة أيّام الأسبوع وعلى مدار ساعات الليل والنهار للإسراع لتلبية نداءات المواطنين والمقيمين على حدّ سواء".
لا ينفي خطّار أنّ "الدعم الذي تحظى به المديرية العامة للدفاع المدني من هبات عينية مقدمة من جهات مختلفة محلية وخارجية بموجب مراسيم تصدر عن مجلس الوزراء شكّل رافعة أساسية لتمكين المراكز من متابعة عملها بانتظام وتلبية نداءات الإغاثة والتدخّل الفوري لتقديم المساعدة، إلّا أنّ الآليات المتوفرة لدى مراكز الدفاع المدني قديمة العهد بغالبيتها وتحتاج إلى صيانة دائمة".
ويردف خطّار: "أدّت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية إلى عدم استقرار في توريد السلع والخدمات، الأمر الذي كان له تأثيرًا مباشرًا على جهوزية المعدات والآليات من ناحية التأخير في إنجاز أعمال الصيانة والتصليح المطلوبة بالإضافة إلى انخفاض القدرة على شراء معدات وآليات جديدة".
كما المعدّات والآليات تواجه المديرية العامة للدفاع المدني صعوبات في تأمين المحروقات اللازمة لتشغيل آلياتها. ويوضح خطّار أنّ "مؤسسة الجيش اللبناني تعمل على إمداد الدفاع المدني بكمّيات من المحروقات شهرياً". لكنّه لم يتلق أي وعود باستمرار تأمين هذه الكميّات.
وضعت المديرية العامة للدفاع المدني خطة طوارئ خاصة بها تقوم على إبقاء المراكز في جهوزيّة تامّة لتأمين سرعة التدخل لمساعدة المواطنين، لا سيّما المراكز الحدودية التي تقع في المناطق الخطرة التي تتعرض للقصف بشكل يومي. مع الإشارة إلى أنّ المراكز الموجودة في المناطق الأقل خطراً تؤمن الدعم للمراكز الحدودية الأكثر عرضة للقصف.
ويشدّد خطّار على أنّه في حال اندلاع الحرب شاملة في لبنان "فإنّ المراكز جاهزة في مرحلة معينة للتدخل بالرغم من الإمكانات المتواضعة"، وأنّ عناصر الدفاع المدني لن يترددوا بتلبية نداء الواجب الوطني والإنساني".