حمل التطبيق

      اخر الاخبار  ‏وزير دفاع إسرائيل: سنواصل العمل على تنفيذ التزام حكومة لبنان بنزع سلاح حزب الله   /   كاتس: لن ننسحب من قمة جبل الشيخ بسوريا   /   ‏وزير الحرب الإسرائيلي: المنظومة الأمنية تتابع عن كثب التقارير حول إيران   /   ‏نتنياهو: تمكنا من تحييد خطرين من إيران هما التهديد النووي وخطر الصواريخ الباليستية   /   مراد يعايد اللبنانيين بالميلاد: نأمل أن تكون المناسبة سانحة لخلاص لبنان   /   حركة المرور كثيفة على اوتوستراد ‎خلدة باتجاه ‎الناعمة   /   تحليق مكثف للطيران المسير الإسرائيلي فوق منطقة صور   /   موقع "واللا" الإسرائيلي: من المتوقع أن يطلب نتنياهو خلال زيارته لواشنطن من ترامب دعم اعتبار "الخط الأصفر" الحدود الرسمية الجديدة لإسرائيل مع قطاع غزة   /   حركة المرور كثيفة على اوتوستراد ‎ذوق مكايل باتجاه ‎جونية وصولا حتى مفرق ‎غزير   /   مكتب نتنياهو: حماس وقعت على إقصائها من الحكم ونزع السلاح   /   مكتب نتنياهو: يجب محاسبة حماس وسنرد على خرقها للاتفاق   /   مكتب نتنياهو: نوايا حماس العنيفة تأكدت بعد إصابة ضابط بالجيش بتفجير عبوة ناسفة   /   ‏مكتب نتنياهو: حماس تواصل انتهاك اتفاق وقف النار وخطة ترامب   /   الجيش الإسرائيلي: إصابة ضابط بتفجير عبوة ناسفة في رفح   /   ‏الخارجية الروسية: ‎لافروف والشيباني اتفقا على التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني   /   ‏"التحكم المروري": حركة المرور كثيفة على أوتوستراد الكرنتينا وصولا إلى نهر الموت   /   أردوغان: إسرائيل لا تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار وتعرقل دخول المساعدات إلى قطاع غزة   /   رئيس وزراء المجر: لا نستبعد اندلاع حرب في أوروبا عام 2026   /   أردوغان: التحقيقات بشأن سقوط طائرة الحداد بدأت وستتم بشفافية   /   مدفعية العدوّ الإسرائيليّ استهدفت منطقة اللبونة بقذيفتين   /   العدوّ الإسرائيليّ يقوم بعمليّة تمشيط من موقع الرادار باتّجاه أطراف بلدة شبعا   /   تمشيط من مركز الرادار الإسرائيلي باتجاه أطراف بلدة شبعا جنوبي لبنان   /   "سانا": الجيش الإسرائيلي يطلق قنابل دخانية على أطفال ونساء أثناء جمعهم الفِطر بين قريتي "العدنانية" و"رويحينة" قرب القنيطرة جنوبي سوريا   /   المفوضية الأوروبية تستنكر بشدة قرار الولايات المتحدة فرض قيود للسفر على 5 أوروبيين بينهم المفوض الأوروبي السابق تيري بريتون وتطلب توضيحًا لذلك   /   وزير الخارجية المصري يؤكد في اتصال مع نظيره اليوناني أهمية تضافر الجهود الدولية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803 وتمكين قوة الاستقرار الدولية بقطاع غزة   /   

رد نتنياهو: "بلّوه واشربوا ميتو!"

تلقى أبرز الأخبار عبر :


عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز

 

قبل أن يجفّ حبر البيان الأميركي - المصري - القطري الذي استعجل إبرام اتفاق على وقف إطلاق النار في غزّة، نفّذ العدوُّ الإسرائيليُّ مجزرة رهيبة في حقّ المدنيّينَ الفلسطينيين الذين نزحوا إلى مدرسة التابعين في غزة.

 

وإذا كان ارتكاب هذه المجزرة هو امتداد لسلوك عدواني متأصل لدى العدو الإسرائيليّ المتخصص في فنون الإجرام، إلا أن ما يجدر التوقف عنده هو توقيت تنفيذها، بعد ساعات قليلة من صدور البيان المشترك عن واشنطن والدوحة والقاهرة، الأمر الذي يعكس استخفافًا إسرائيليًّا به وبموقعيه، ونسفًا لجوهره وبنوده، قبيل معاودة انطلاق المفاوضات المفترضة، وكأن رئيس وزراء العدو يقول لأصحاب البيان: "بلّوه واشربوا ميتو!"

 

ويبدو واضحًا، أن نتنياهو لا يزال متفلتًا من أي ضوابط وأن أحدًا لا يستطيع ردعه، باستثناء الولايات المتحدة الأميركية التي تستطيع ولكنها لا تريد.

 

وبدل أن تعطي واشنطن إشارة ما إلى جدّيّة مسعاها للتوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار في غزة عبر الضغط الحقيقي على نتنياهو، إذا بالعكس يحصل مع قرارها بالإفراج عن 3.5 مليار دولار لإسرائيل كي تنفقها على شراء أسلحة ومعدات عسكرية أميركية، الأمر الذي يوحي بأن الغطاء الأميركي للعدوانية الإسرائيليّة لم يتقلص، عقب عشرة أشهر من الحرب، بمعزل عن بعض التباينات التكتيكية مع نتنياهو تحديدًا.

 

وحتّى عندما تختلف واشنطن مع نتنياهو فإن ذلك لا يكون مؤشّرًا إلى أي تحول في السياسات الاستراتيجية الأميركية، بل أن الولايات المتحدة تكون عندها في صدد حماية إسرائيل من نتنياهو نفسه، انطلاقًا من أنها أحرص عليها وعلى مصالحها منه.

 

ولعل ما فاقم من تهوّر نتنياهو وهمجيته، كما يُستدل من تصاعد الاغتيالات والمجازر، هو شعوره بأنه قادر على استباحة كل الخطوط الحمر في مرحلة انعدام الوزن الذي تمر فيه أميركا قبل فترة قصيرة من موعد الانتخابات الرئاسية، آملًا كما صار معروفًا، في أن يتمكن من جر أو استدراج واشنطن وطهران إلى مواجهة مباشرة، تحقق مبتغاه وتعيد ترسيم معالم الإقليم وتوازناته وفق ما يتناسب مع مصالحه وحساباته.

 

ولكن العارفين يشيرون إلى أن واشنطن تحاول قدر الإمكان تفادي الانزلاق إلى حرب شاملة في المنطقة، ليس لأنها داعية سلام ومبشرة به، بل لعلمها بأن مثل هذه الحرب ستشكل تهديدًا مباشرًا لمصالحها وقواتها في الإقليم، إضافة إلى أن الحرب الروسية - الأوكرانية، التي تشكل أولويّة استراتيجية لها، استهلكت جانبًا من طاقتها بفعل الدعم الذي تمنحه إلى كييف بغية التصدي لفلاديمير بوتين، وبالتالي فهي تسعى إلى تحاشي التورط في حربين معًا، واحدة في أوكرانيا وأخرى في الشرق الأوسط. 

 

من هنا، فإن مصلحة واشنطن تكمن في إبقاء الحريق المشتعل في غزة تحت السيطرة حتى لا يمتد نطاقه وتحرق أصابعها بألسنة لهبه، بينما طموح نتنياهو هو توسيع دائرة النار ليجبر الإدارة الأميركية على التدخل، حتى تنوب عنه في تصفية الحساب القديم مع طهران مفترضًا أن توجيه ضربة قوية إليها ستضعف تلقائيًّا كامل محور المقاومة كونها تشكل عموده الفقري.

 

والمشكلة هنا، أن عدم جدّيّة الإدارة الأميركية في الضغط على نتنياهو لوقف عدوانه على غزة، يترك الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات ويسمح لرئيس حكومة العدو بأن يواصل اللعب على حافة الهاوية والعبث بالأمن الإقليمي الهش الذي قد يفلت من السيطرة في أي وقت ما دام "الثور" لم "يُروّض" بعد.