حمل التطبيق

      اخر الاخبار  الحدث: هزة أرضية بقوة 5,8 درجات تضرب شمال مرسى مطروح شمال غرب مصر   /   وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير: انخفاض "العمليات الإرهابية" نتيجة إجراءاتي ضد المخربين في السجون دليل على نجاح سياستي والخطوة التالية قانون إعدام المخربين   /   جابر: كل مودع سيحصل على الـ100.000 دولار الأولى وسيتم تقسيط الباقي على سندات   /   جابر: هناك اعتمادات بحجم قدرتنا لدعم مجلس الجنوب في موضوع اعادة الاعمار والاهم هو الصندوق الذي أنشأه البنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار لترميم البنى التحتية   /   الجيش الإسرائيلي: الصليب الأحمر تسلم جثة أحد المختطفين وهي الآن في طريقها إلى قواتنا داخل القطاع   /   رويترز: زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب تركيا   /   الجيش الإسرائيلي: تم تسليم الصليب الأحمر جثمان محتجز وهو في طريقه إلى قوة من الجيش داخل قطاع غزة   /   مسعد: قرارات الحكومة اللبنانية لا تنفذ بالسرعة المنتظرة   /   ‏مسعد بولس مستشار الرئيس ترامب للحدث: سنمنح فرصة أخيرة لأطراف السودان قبل اتخاذ إجراءات   /   جابر: من مصلحة الجميع في لبنان وليس فريق دون سواه أن نصل الى اتفاق مع صندوق النقد وإخراج لبنان من الأزمة   /   جابر: لبنان أمام خيارين إما الذهاب وحده والقيام بأموره بنفسه وهذا انتحار وإما موقف الحكومة وهو السير باتفاق مع صندوق النقد   /   معلومات الجديد: يصل المبعوث السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى لبنان خلال الـ24 ساعة المقبلة   /   وزير المالية ياسين جابر لـLBCI: اكثرية القروض التي تم تمويلها هي من البنك الدولي وعلاقتنا ممتازة معه   /   ‏مستشار الرئيس عون: نتمسك بالدبلوماسية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية   /   ‏مستشار الرئيس عون للعربية: نتوجه نحو حل النزاعات وفقا للقانون الدولي   /   ‏حركة فتح للعربية: لجنة إدارة غزة يجب أن ترتبط بالسلطة وهي من ستحل مشكلة السلاح   /   الجيش الإسرائيلي: حماس لم تُحدّد هوية الرهينة الذي تعتزم تسليم جثمانه   /   الجيش الإسرائيلي: مركبات تابعة للصليب الأحمر في طريقها لتسلم جثمان رهينة إسرائيلي من غزة   /   ‏مسؤول إسرائيلي: سنصل قريبا إلى نقطة الحسم بشأن تنفيذ عملية في لبنان   /   هيئة البث الإسرائيلية: إسرائيل أبلغت واشنطن بتفاصيل تهريب حزب الله للصواريخ من سوريا إلى لبنان   /   ‏هيئة البث الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي أحبط جزءاً فقط من الصواريخ التي هرّبها حزب الله من سوريا إلى لبنان   /   البث الإسرائيلية عن مسؤولين: إسرائيل أبلغت واشنطن حاجتها لـ"مواصلة الهجمات في لبنان"   /   شركة لوك أويل النفطية الروسية: ننوي بيع أصولنا في الخارج بعد فرض عقوبات غربية علينا   /   ‏البث الإسرائيلية: نتنياهو سيبحث بمركز التنسيق الأميركي تطورات تنفيذ اتفاق غزة   /   هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو سيزور المقر الأميركي للتنسيق بجنوب إسرائيل الأربعاء   /   

مدينة التناقضات.. عندما يجتمع الرّقص والفرح مع أصوات المدافع وأزيز الطائرات الإسرائيليّة

تلقى أبرز الأخبار عبر :


لين محسن - خاص الأفضل نيوز 

 

هي مدينة صور إحدى أجمل المدن الساحلية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط. تجمع بين روعة الطبيعة وسحر التاريخ، الذي يتغنّى بآثارها القديمة وهي تروي لنا قصص الحضارات التي مرت عليها. من شواطئها الذهبية إلى مرافئها القديمة، مرورًا بمعالمها السياحية، تقف مدينة صور اليوم كالجبل الشامخ، متحدية الإرهاب الصهيوني اليومي بالجمع بين حب أهلها وزوارها الدائمين للحياة، وتمسّكهم بثقافة المقاومة والاستعداد الدائم للدفاع عن تراب الجنوب في مواجهة أي اعتداء صهيوني مستقبلي.

 

روّاد شاطئ صور: "من هون ما بنفل"

 

من على شاطئ صور الذهبي، يبدو الناس هناك وكأنهم في عالم آخر، لا يعرفون معنى الخوف، ورسالتهم الوحيدة للعالم وخصوصًا لإسرائيل هي أنهم صامدون، لن ترهبهم الاغتيالات أو الغارات على بلدانهم وقراهم. فمغادرة هذه الأرض المجبولة بدماء الشهداء الطاهرة هي بنظرهم خيانة، لذا تراهم يرددون عبارتهم الوحيدة "من هون ما منفل".

 

حتّى جدار الصوت الذي ينفّذه العدو الصهيوني لإرهاب الجنوبيين، أصبح بالنسبة لهم مصدر إزعاج عابر. إذ سرعان ما يتخطونه مع أطفالهم، ويواصلون السباحة، اللعب، الغناء، والرقص، مستغلين كل لحظات البهجة والسعادة الممزوجة بالإصرار على استمرار حياتهم العادية، فيحولون الشاطئ إلى رمز للفرح الذي يُفقد الصهاينة صوابهم، ويثير جنونهم وهم يشاهدون الجنوبيين غير آبهين لمحاولات الاحتلال تهجيرهم من أراضيهم رغم المصاعب الاقتصادية التي تواجههم. فقد أثّرت الأجواء المضطربة في الجنوب على أعمالهم ومصالحم، مما انعكس سلبًا على مصدر معيشتهم.

 

الخيم في مدينة صور بين الوضع الاقتصادي المتردي، والعدوان الإسرائيلي

 

في الحقيقة، عند زيارتك للخيم البحرية في صور، يذهلك المشهد. إذ لا تكاد تجد مكانًا لركن سيارتك، فجميع المواقف المخصصة للسيارات ممتلئة عن آخرها. وما إن تتقدم خطوات قليلة نحو الخيم، تتفاجأ أكثر فأكثر، فالمكان مزدحم بالزوار، بالرغم من أزيز طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي لا تفارق الأجواء.

 

لكن ما يلفتك أكثر، هو الطاولات الفارغة نسبيًّا داخل الخيم.

 

فبالرغم من المعنويات المرتفعة التي يتحلّى بها الجنوبيّون، يبدو الواقع الاقتصادي مظلمًا على الجانب الآخر. الناس باتوا يفضلون الجلوس في أماكن خاصة، بعيدًا عن الخيم بسبب أوضاعهم الاقتصادية المزرية وإمكاناتهم المادية المحدودة، وتراجع أشغالهم نتيجة الحرب القائمة في الجنوب، وهو ما انعكس سلبًا على أصحاب الخيم.

 

من هنا، أكدت أريج "لموقع الأفضل نيوز"، (وهي صاحبة الخيمة التي تحمل رقم 25 )، أنهم تأثروا اقتصاديًّا ومعنويًّا بنسبة 80% مقارنة بالموسم الماضي. وتوضح أريج أنهم في السابق كانوا يستقبلون زوّارًا من بعلبك ومناطق أخرى بعيدة، أما اليوم وفي ظل هذه الأحداث، فلا يقصدهم سوى الأشخاص الذين يعيشون في محيط مدينة صور خوفًا من وقوع حدث أمني، خصوصًا في الليل.

 

وتضيف أريج أنَّ أيامًا تمر عليهم  لا يعملون فيها إلا بشكل بسيط، ما يسمح لهم بالكاد بتأمين قوت يومهم. وقالت بتعبير مجازي: "إذا كنا نشتغل بـ20 ألف دولار، اليوم ما منعمل سوى 7 آلاف دولار".

 

وماذا عن شوارع صور؟

 

في مشهد متناقض ومثير للدهشة، ما زالت شوارع صور تضج بالحياة. فهي تعدّ مقصدًا لأهالي المدينة والجوار الذين يأتون إليها للترفيه عن أنفسهم، وللاستمتاع بالجلوس على الكورنيش الغربي، ومشاهدة لوحة الغروب حيث يعانق قرص الشمس الذهبي، صفحات المياه في مشهد خيالي مفعم بالجمال. 

 

وما يزيد الأمر إثارة هو أصوات الموسيقى المنبعثة من المقاهي والسيارات التي تجول طوال الوقت بمحاذاة الكورنيش، وبذلك تعلن المدينة للعالم أن نبضها لا ينقطع مهما علت التهديدات الصهيونية.

 

أكثر من ذلك، في المقاهي تجد الناس من جميع الأعمار: بعضهم يتناولون الطعام، والبعض الآخر يستمتع بكوب من القهوة أو العصير مع "أركيلة" بصحبة الأصدقاء أو العائلة، في أجواء حميمة مليئة بالضحك والأحاديث الدافئة، التي تقطعها أحيانًا أخبار استهداف مقاوم، أو قصف لمدينة أو بلدة أو قرية جنوبية. ومع ذلك تستمر الحياة.

 

وما هو موقف الأهالي في مدينة صور؟

 

عند الحديث مع أهالي مدينة صور وزوّارها، تكتشف أن فكرة الصمود والتّحدّي متجذّرة في نفوسهم. فهناك شريحة كبيرة لا تعرف الخوف أو الهلع، مؤكدين "لموقع الأفضل نيوز" أن "يلي الله كاتبه بدو يصير". في حين أن القسم الآخر من النساء يحاولن أن يقضين يومهن بشكل طبيعي، فتراهن يجُلنَ في الأسواق والأماكن العامة ويمارسن نشاطاتهن المختلفة، ثم يعدن إلى بيوتهنَّ في المساء، حيث يحرصن على أن يقضين وقتًا ممتعًا مع عائلاتهنَّ، متمسكات بروح الأمل والصمود، آملات أن تمر هذه المحنة قريبًا.

 

في المحصّلة، يبقى الجنوب بساكنيه ومدنه وقراه، رمزًا للقوة والعطاء والصمود وحب الحياة.

 

لذا يبقى الأمل أن تنجلي هذه الغمة عن هذه الأمة، وأن هذه الأرض الشريفة التي تحتضن شهداءها بفرح، لن يتجرأ أن يدوسها جندي صهيوني مرة أخرى، ما دام شعار أهل الجنوب هو: مقاومون حتى ينقطع النفس.