حمل التطبيق

      اخر الاخبار  وزارة الدفاع الروسية: إسقاط 94 طائرة مسيرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية خلال 3 ساعات   /   الأمين العام للأمم المتحدة: ندين الهجوم المروع الذي شنته طائرة مسيرة على قوات حفظ السلام في ‎السودان   /   براك: لن نتراجع حتى يتم القضاء على داعش تمامًا وأي هجوم على الأميركيين سيُقابل بعقاب سريع وحاسم   /   المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك: لا يزال عدد محدود من القوات الأميركية منتشرًا في سوريا لإتمام مهمة دحر داعش نهائيًا ومنع عودته   /   الخارجية السورية: نتقدم بالتعازي لعائلات الضحايا الأميركيين في هجوم تدمر   /   إعلام أوكراني: دوي انفجار في سومي شمالي البلاد   /   "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أميركي رفيع: أرسلنا بعد الهجوم مقاتلتي إف-16 للتحليق فوق تدمر في استعراض للقوة   /   الطيران الإسرائيلي المسيّر يُحلّق على علوٍّ متوسط فوق السلسلة الغربية وفي محيط قرى شمسطار وطاريا غربي بعلبك   /   يديعوت أحرونوت عن مصادر أمنية: المؤسسة الأمنية شهدت خلافات بشأن تنفيذ عملية اغتيال رائد سعد   /   مراسل الأفضل نيوز: قوة من الجيش اللبناني ستبقى لغاية الصباح في محيط المنزل الذي كشفت عليه في يانوح في حماية له من أي اعتداء إسرائيلي   /   حركة المرور كثيفة على اوتوستراد ‎كفرعبيدا باتجاه ‎البترون   /   الشرع: الدولة لا تحمل أي نزعات إقصائية أو ثأرية تجاه أي مكوّن   /   الرئيس السوري أحمد الشرع: ندخل مرحلة جديدة من إعادة بناء الدولة على أساس الاستقرار ومشاركة الشعب   /   ‏ترامب: الرئيس السوري أحمد الشرع أعرب عن غضبه الشديد واستيائه البالغ جراء هجوم تنظيم الدولة وأكد أن الرد سيكون حازماً   /   ترامب: القوات السورية تقاتل إلى جانب الولايات المتحدة   /   ترامب: ننعى فقدان "ثلاثة وطنيين عظام" في سوريا سقطوا في كمين وسنرد على داعش   /   زيلنسكي: الفرصة الآن كبيرة للوصول إلى سلام يليق بأوكرانيا وسأبحث مع ترامب اتفاقا سياسيا لإنهاء الحرب   /   القناة 12 الإسرائيلية: لقاء نتنياهو وبراك يهدف لمنع التصعيد مع لبنان ومن أجل التوصل لتفاهمات مع سوريا   /   مصدر حكومي رفيع لـ"الجديد": لم يعد هناك سجناء في سوريا بل مفقودون لبنانيون وسوريون لم يعرف مصيرهم بعد وتعمل الهيئتان اللبنانية والسورية للمفقودين والمخفيين قسراً على كشف مصيرهم   /   إعلام إسرائيلي: توم برّاك سيبحث في إسرائيل الإثنين منع التصعيد بسوريا ولبنان   /   الميادين: تحليق مستمر للطائرات المسيّرة الاسرائيلية في أجواء مدينة صيدا ومخيماتها الفلسطينية والجوار جنوبيّ البلاد   /   نتنياهو يطلب إلغاء جلسة محاكمته الإثنين للقاء مسؤول أميركي حول لبنان   /   مصادر عسكرية للجديد: الجيش اللبناني ما زال ملتزماً بالجدول الزمني الموضوع من دون أي تعديل   /   ‏وزير الاتصالات السوري لـmtv: دمشق تعرض على الشركات اللبنانية دوراً مباشراً ومشاركاً في بناء قطاع الاتصالات   /   معلومات الجديد: من المرجّح أن تُجرى الجولة يوم الاثنين أو الثلاثاء على أن يبقى الإعلان عن الموعد رهن الترتيبات الأمنية الخاصة بكبار الشخصيات   /   

مدينة التناقضات.. عندما يجتمع الرّقص والفرح مع أصوات المدافع وأزيز الطائرات الإسرائيليّة

تلقى أبرز الأخبار عبر :


لين محسن - خاص الأفضل نيوز 

 

هي مدينة صور إحدى أجمل المدن الساحلية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط. تجمع بين روعة الطبيعة وسحر التاريخ، الذي يتغنّى بآثارها القديمة وهي تروي لنا قصص الحضارات التي مرت عليها. من شواطئها الذهبية إلى مرافئها القديمة، مرورًا بمعالمها السياحية، تقف مدينة صور اليوم كالجبل الشامخ، متحدية الإرهاب الصهيوني اليومي بالجمع بين حب أهلها وزوارها الدائمين للحياة، وتمسّكهم بثقافة المقاومة والاستعداد الدائم للدفاع عن تراب الجنوب في مواجهة أي اعتداء صهيوني مستقبلي.

 

روّاد شاطئ صور: "من هون ما بنفل"

 

من على شاطئ صور الذهبي، يبدو الناس هناك وكأنهم في عالم آخر، لا يعرفون معنى الخوف، ورسالتهم الوحيدة للعالم وخصوصًا لإسرائيل هي أنهم صامدون، لن ترهبهم الاغتيالات أو الغارات على بلدانهم وقراهم. فمغادرة هذه الأرض المجبولة بدماء الشهداء الطاهرة هي بنظرهم خيانة، لذا تراهم يرددون عبارتهم الوحيدة "من هون ما منفل".

 

حتّى جدار الصوت الذي ينفّذه العدو الصهيوني لإرهاب الجنوبيين، أصبح بالنسبة لهم مصدر إزعاج عابر. إذ سرعان ما يتخطونه مع أطفالهم، ويواصلون السباحة، اللعب، الغناء، والرقص، مستغلين كل لحظات البهجة والسعادة الممزوجة بالإصرار على استمرار حياتهم العادية، فيحولون الشاطئ إلى رمز للفرح الذي يُفقد الصهاينة صوابهم، ويثير جنونهم وهم يشاهدون الجنوبيين غير آبهين لمحاولات الاحتلال تهجيرهم من أراضيهم رغم المصاعب الاقتصادية التي تواجههم. فقد أثّرت الأجواء المضطربة في الجنوب على أعمالهم ومصالحم، مما انعكس سلبًا على مصدر معيشتهم.

 

الخيم في مدينة صور بين الوضع الاقتصادي المتردي، والعدوان الإسرائيلي

 

في الحقيقة، عند زيارتك للخيم البحرية في صور، يذهلك المشهد. إذ لا تكاد تجد مكانًا لركن سيارتك، فجميع المواقف المخصصة للسيارات ممتلئة عن آخرها. وما إن تتقدم خطوات قليلة نحو الخيم، تتفاجأ أكثر فأكثر، فالمكان مزدحم بالزوار، بالرغم من أزيز طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي لا تفارق الأجواء.

 

لكن ما يلفتك أكثر، هو الطاولات الفارغة نسبيًّا داخل الخيم.

 

فبالرغم من المعنويات المرتفعة التي يتحلّى بها الجنوبيّون، يبدو الواقع الاقتصادي مظلمًا على الجانب الآخر. الناس باتوا يفضلون الجلوس في أماكن خاصة، بعيدًا عن الخيم بسبب أوضاعهم الاقتصادية المزرية وإمكاناتهم المادية المحدودة، وتراجع أشغالهم نتيجة الحرب القائمة في الجنوب، وهو ما انعكس سلبًا على أصحاب الخيم.

 

من هنا، أكدت أريج "لموقع الأفضل نيوز"، (وهي صاحبة الخيمة التي تحمل رقم 25 )، أنهم تأثروا اقتصاديًّا ومعنويًّا بنسبة 80% مقارنة بالموسم الماضي. وتوضح أريج أنهم في السابق كانوا يستقبلون زوّارًا من بعلبك ومناطق أخرى بعيدة، أما اليوم وفي ظل هذه الأحداث، فلا يقصدهم سوى الأشخاص الذين يعيشون في محيط مدينة صور خوفًا من وقوع حدث أمني، خصوصًا في الليل.

 

وتضيف أريج أنَّ أيامًا تمر عليهم  لا يعملون فيها إلا بشكل بسيط، ما يسمح لهم بالكاد بتأمين قوت يومهم. وقالت بتعبير مجازي: "إذا كنا نشتغل بـ20 ألف دولار، اليوم ما منعمل سوى 7 آلاف دولار".

 

وماذا عن شوارع صور؟

 

في مشهد متناقض ومثير للدهشة، ما زالت شوارع صور تضج بالحياة. فهي تعدّ مقصدًا لأهالي المدينة والجوار الذين يأتون إليها للترفيه عن أنفسهم، وللاستمتاع بالجلوس على الكورنيش الغربي، ومشاهدة لوحة الغروب حيث يعانق قرص الشمس الذهبي، صفحات المياه في مشهد خيالي مفعم بالجمال. 

 

وما يزيد الأمر إثارة هو أصوات الموسيقى المنبعثة من المقاهي والسيارات التي تجول طوال الوقت بمحاذاة الكورنيش، وبذلك تعلن المدينة للعالم أن نبضها لا ينقطع مهما علت التهديدات الصهيونية.

 

أكثر من ذلك، في المقاهي تجد الناس من جميع الأعمار: بعضهم يتناولون الطعام، والبعض الآخر يستمتع بكوب من القهوة أو العصير مع "أركيلة" بصحبة الأصدقاء أو العائلة، في أجواء حميمة مليئة بالضحك والأحاديث الدافئة، التي تقطعها أحيانًا أخبار استهداف مقاوم، أو قصف لمدينة أو بلدة أو قرية جنوبية. ومع ذلك تستمر الحياة.

 

وما هو موقف الأهالي في مدينة صور؟

 

عند الحديث مع أهالي مدينة صور وزوّارها، تكتشف أن فكرة الصمود والتّحدّي متجذّرة في نفوسهم. فهناك شريحة كبيرة لا تعرف الخوف أو الهلع، مؤكدين "لموقع الأفضل نيوز" أن "يلي الله كاتبه بدو يصير". في حين أن القسم الآخر من النساء يحاولن أن يقضين يومهن بشكل طبيعي، فتراهن يجُلنَ في الأسواق والأماكن العامة ويمارسن نشاطاتهن المختلفة، ثم يعدن إلى بيوتهنَّ في المساء، حيث يحرصن على أن يقضين وقتًا ممتعًا مع عائلاتهنَّ، متمسكات بروح الأمل والصمود، آملات أن تمر هذه المحنة قريبًا.

 

في المحصّلة، يبقى الجنوب بساكنيه ومدنه وقراه، رمزًا للقوة والعطاء والصمود وحب الحياة.

 

لذا يبقى الأمل أن تنجلي هذه الغمة عن هذه الأمة، وأن هذه الأرض الشريفة التي تحتضن شهداءها بفرح، لن يتجرأ أن يدوسها جندي صهيوني مرة أخرى، ما دام شعار أهل الجنوب هو: مقاومون حتى ينقطع النفس.