د. زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
كثيرة هي الأسئلة التي تطرح حول ما يحصل في الضفة الغربية من فلسطين المحتلة، ولكن حقيقة الأمر تشير أن جبهة الضفة قد تحركت وأن هذا الحراك لا يمكن أن يتوقف إلا بحل من الاثنين:
١- اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة من المؤكد أن نتائجها لن تكون كما سابقاتها.
٢- التوصل لوقف شامل لإطلاق النار قد تكون الضفة هي المسبب الرئيسي فيه.
إمكانية انطلاق انتفاضة في الضفة
الضفة الغربية كانت قبل ال ٧ من أكتوبر ساحة المواجهة الأولى وكان العدو الصهيوني يستهدفها في عمليات بطولية في مختلف المحافظات والمخيمات الناشطة، وكلنا نذكر الأحداث التي حركت جيش الكيان نحو مخيمات جنين وقلقيليا وطوباس ونابلس، بحيث ظهرت مجموعات مجاهدة لا تنتمي لأي فصيل فلسطيني، الأمر الذي أدخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في إرباك كبير مازال يتساءل عنه حتى الآن.
الضفة الغربية تمتلك في جعبتها الكثير من المقومات التي تسمح لها بأن تشكل فرق كبير في المعركة الحالية خاصة بأنها باتت تتحرك عبر استخدام عتاد متطور أكثر من المرحلة السابقة، بالرغم من الحاجة إلى التطوير الإضافي، ولكن يمكننا أن نعتبر أنها دخلت مرحلة التسليح الجيد مقارنة بالسنوات الأخيرة السابقة.
ما يُنتظر من الضفة الغربية اليوم هو تحرك جماعي يؤدي الى تحريك الساحة بشكل واسع مما سيؤسس للانتفاضة الجديدة، ولهذه الانتفاضة عوامل إيجابية أهمها:
١- ما يحصل في قطاع غزة من حرب يتخللها عملية تهجير قسري للغزاويين في إشارة إلى مشروع إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من فلسطين بشكل كامل.
٢- تطور عمل المقاومة في الضفة الغربية والحفاظ على استقلالية هذا العمل المقاوم مع نشاط الفصائل الفلسطينية المقاومة مجتمعة ومتفرقة في آنٍ معاً.
٣- قدرة ساحة الضفة الغربية في تحريك بعض الساحات الأخرى مثل الواقع الفلسطيني في الأردن.
ما هي إمكانيات التوصل لوقف إطلاق النار انطلاقًا من الضفة؟
تحرك الضفة الغربية في هذا التوقيت يشير بأن الساحة الفلسطينية الداخلية ستشهد تحركات شاملة، مما سيدخل الضفة الغربية في مفاوضات وقف إطلاق النار انطلاقاً من دخولها المعركة ووجود فصائل المقاومة الفلسطينية التي تفاوض على وقف إطلاق النار في غزة ربطاً للساحتين الداخليتين.
إن المواجهات التي بدأت تندلع في المخيمات داخل الضفة تشير بأننا سنشهد عمليات مشابهة لما يحصل في قطاع غزة مما سيؤجج الوضع الداخلي وسيتبلور نشاط عسكري ربما يكون الأول منذ سنوات في منطقة جغرافية واسعة تتداخل مع مستوطنات تحول الصراع إلى شبه صراع مدني، سيؤدي إلى اقتتال كبير جداً قد يسمح للفلسطنيين باستعادة أراضي داخل الضفة احتُلت بسبب المشاريع الاستطانية الصهيونية.
اليوم تعيش الضفة الغربية معركة طوفان الأقصى في الصميم، وهذه المعركة قد تكون كبيرة جدا نظراً لخصوصية الضفة الغربية التي إذا ما أتيح لها إمداد خطوط داخلية أو خارجية سيتحول الصراع الى داخل عمق الكيان الصهيوني وسيكون كبير وواعد لتوسيع الجغرافيا الفلسطينية داخل الأراضي التي احتلها الصهاينة منذ العام ١٩٤٨ وتؤسس لمعركة تحرير فلسطين.
إن كل ما يحصل في الضفة الغربية قد يكون شرارة لانطلاق معركة تحرير فلسطين من الداخل والخارج مما يشير بأن جبهات القتال الداخلية والخارجية قد تشارك في هذه العملية.