عماد مرمل - خاصّ الأفضل. نيوز
ضمن إطار التدرج المدروس في استهدافاته للعدو الإسرائيلي، "دفاعًا عن لبنان وشعبه"، قصف حزب الله مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب بصاروخ بالستي من نوع "قادر ١"، ما شكّل تطوّرًا لافتًا في نسق المواجهة التي يخوضها الحزب في مرحلتها الجديدة والتصاعدية.
ولعل من الإشارات التي تعكس صدى هذا الصاروخ في داخل الكيان، قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإلغاء سفره إلى نيويورك حيث كان مقررًا أن يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ما الدلالات التي يحملها إطلاق الحزب أول صاروخ بالستي في اتجاه فلسطين المحتلة منذ بدء المعركة في 8 أوكتوبر؟
_ إن هذا التطور يؤكد بدايةً أن حزب الله "قادر"، وأن عاصفة الغارات التي هبت على الجنوب والبقاع والضاحية وكسروان ومناطق أخرى لم تضعف ترسانته الصاروخية التي روّج بعض مسؤولي الاحتلال بأنه جرى تدمير نصفها، بل هي لا تزال في عز قوتها و"عطائها" كما تدل الصواريخ المتدفقة على داخل الكيان ومن بينها "قادر ١"، ما حوّل الادعاءات الإسرائيلية مجرد نكتة، وعطل الفعالية المزعومة للقصف الجوي.
_ إن الصاروخ هو رسالة إلى العدو بأن اغتيال القادة العسكريين والميدانيين في المقاومة لا يمكن أن يمر بلا رد وعقاب، "وكما أنكم تقصفون الضاحية الجنوبية لتنفيذ الاغتيالات فإننا نستطيع أن نقصف ضواحي تل أبيب وتحديدًا مقر قيادة الموساد الذي يتم فيه التخطيط لتنفيذ تلك الاغتيالات."
_ إن استهداف ضواحي تل أبيب لم يكن عشوائيًّا بل موضعيًّا في إطار الردع ومحاولة لجم عمليات العدو ضد قياديي المقاومة وكوادرها، خصوصًا في منطقة الضاحية، وبالتالي فإن رد الحزب، ولو توسع عمقه الجغرافي وتطور نوعًا من حيث طبيعة الصواريخ المستخدمة إلا أنه بقي مدروسًا بحيث اقتصر على صاروخ واحد وعلى هدف أمني، ما يؤشر إلى أن المقاومة لا تزال توازن بين تكتيكاتها الرامية إلى إيلام العدو وإحباط أهدافه من جهة والسعي إلى تفادي الانفجار الشامل والحرب الكبرى من جهة أخرى حرصًا على تجنيب البلد تبعاتهما رغم أنها مستعدة لأسوأ الاحتمالات.
_ إن الحزب كشف، عبر "البرقية الصاروخية" إلى إحدى أهم مدن الكيان، عن القليل مما يملكه ومما يستطيع فعله تاركًا لقيادة العدو والمستوطنين أن يتخيلوا ما الذي يمكن أن يحصل لو أطلقَ دفعات من الصواريخ البالستية والدقيقة نحو تل أبيب وما بعدها.
_ إن الحزب أكد للإسرائيلي من خلال صاروخ" قادر ١" أن إرادته وبنيته لم تهتزَّا بفعل بعض الضربات التي تلقاها، وبالتالي هو جاهز تمامًا لأي توسعة وصولًا إلى الحرب الشاملة التي أنجز مستلزماتها وعلى قيادة الاحتلال أن تفكر جيدًا قبل أن تقرر الانتقال إلى مثل هذا الخيار.