د.أكرم حمدان- خاصّ الأفضل نيوز
رغم الدماء التي سالت ولا تزال، ورغم الدمار الهائل الذي وقع في أكثر من منطقة لبنانية، لا سيما في قرى وبلدات الجنوب والبقاع، وهذا طبعاً ديدن العدو الصهيوني الذي يتمتع بأعلى درجات وصفات الإرهاب والإجرام العالمي، من خلال ما قام ويقوم به في لبنان وفلسطين من حرب إبادة، إلا أن مشاهد وعبارات ووقفات التضامن والتعاضد والتعاون في مختلف المناطق اللبنانية، مع الأهالي الذين نزحوا من بيوتهم وبلداتهم وقراهم في الجنوب،يُعتبر أولى وأهم تباشير الانتصارعلى هذا العدوان الوحشي والهمجي الذي يتعرض له لبنان واللبنانيين.
إن الحقد والهستيريا التي تعصف بالعقل الإسرائيلي بعد الفشل الكبير في تحقيق أي من أهداف الحرب سواء في قطاع غزة أولبنان، ومن ارتكب حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ومن نفّذ المجزرة القذرة بتفجير أجهزة الاتصال ضد اللبنانيين وتاريخه حافل بكل أنواع المجازر البشعة، ومن داس على كل القيم الأخلاقية، واستباح القوانين الدولية وشرعة حقوق الإنسان، بغطاء أميركي سافر وتجاهل أوروبي مقيت، لن يتردد في شن حرب إبادة ضد اللبنانيين بحجج واهية وتحت عناوين وأهداف فارغة لن تتحقق.
إن العدو الصهيوني يحاول استغلال الفرصة والظروف للانتقام من اللبنانيين ومن مقاومتهم، على الهزائم التي لحقت به منذ العام 1982،لذلك أقدم على ارتكاب أبشع وأشنع المجازر التي أدت إلى سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين، وتدمير آلاف البيوت وتهجير عشرات الالآف من اللبنانيين، على مرأى ومسمع الولايات المتحدة الأميركية الشريكة في الجريمة ودول أوروبية التي تتشدق كذباً بحقوق الإنسان، وفي ظل لا مبالاة معيبة من دول عربية وإسلامية.
إلا أن، كل ما تقدم ستنتصر عليه صرخات الذين سهروا الليالي على الطرقات، وبلسمت جراحهم قوافل المساعدات والدعم والمؤازرة التي كانت في استقبالهم على طول الخطوط الساحلية ومن مختلف المناطق.
لقد ضجت وسائل الإعلام ووسائل التواصل بالمبادرات الفردية والجماعية من قبل الأهل والأخوة في الوطن، والتي ساهمت في التخفيف من معاناة النازحين وعبرت بشكل لا يقبل الشك بأهمية وأولوية الوحدة الوطنية والتضامن على ما عداها، وكانت رسالة شكر إلى أهالي مدينة صيدا (عاصمة الجنوب والمقاومة) من النازحين الذين مرّوا بالمدينة،على كرم أهل المدينة وتوزيعهم للمياه والطعام على الناس داخل سياراتهم التي احتجزوا فيها لساعات طويلة، ومساعدتهم بكافة الاحتياجات من تأمين للبنزين أو الدواء أو تصليح السيارات،وانسحب هذا الشكر والتقدير لكل من ساهم ولو بالكلمة تأكيداً على وحدة الموقف في مواجهة العدوان، على مساحة الوطن وفي كل الأماكن.
فشكرًا من القلب،ولتكن اللحظات من أجل التضامن الوطني الحقيقي والفعلي في مواجهة هذا العدو الهمجي والمجرم، ولنبتعد عن كل الحرتقات والتفاهات في هذه الظروف العصيبة والمهمة ، لأن تجليات الوحدة والتضامن من أهم عناصر القوة التي يمتلكها الشعب اللبناني.
إنها لحظات التضامن الوطني يا سادة ويا من تعتبرون أنفسكم قادة ومسؤولين.