عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
بعد استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله وما سبقه وتلاه من اغتيال لقادة أساسيين، لم يستطع البعض في لبنان أن يخفي اندفاعه نحو الاستثمار السياسي للضربات التي تلقاها الحزب.
َوتحت تأثير أحلام اليقظة، بدأ بعض خصوم خيار المقاومة منذ الآن برسم ملامح مرحلة ما بعد الحزب، وتفصيلها على قياس طموحاتهم السياسية في حين أن الحرب لا تزال مستمرة ولم تبح بكل أسرارها وخفاياها بعد.
وتلفت أوساط حليفة لحزب الله إلى أن المراهنين على تحجيمه في المعادلة الداخلية يرتكبون فاولاً واضحًا في منطقة الجزاء السياسية سيدفعون ثمنه هدفًا في مرماهم.
وتشير تلك الأوساط الى أن الحسابات المبنية على فرضية انخفاض وزن الحزب في التوازنات السياسية ربطا بمفاعيل العدوان الإسرائيلي، هي خاطئة بالكامل لسبيين:
الأول هو أن المواجهة مع العدو الإسرائيلي لا تزال متواصلة والحزب يخوضها باقتدار وعزم بعدما تمكن من احتواء ضرر الضربات القاسية التي تعرض لها في المرحلة السابقة وبالتالي فإن الميدان لم يصدر أحكامه النهائية بعد والأمور تقاس بخواتيمها وليس بأمنيات الواهمين.
والثاني، هو أنه حتى لو خسر الحزب فرضًا الحرب وهذا أمر غير وارد، فإن ذلك لن يسهل على الآخرين محاصرته في الداخل كما يظنون بل لعله سيصبح حينها أكثر توثبًا وتحسسًا في سلوكه السياسي كرد فعل طبيعي على أي تهديد قد يتعرض له دوره.
وترجح الأوساط الحليفة للحزب أن يوسع استدارته في اتجاه الداخل بعد الحرب بمعزل عن نتائجها وأن ينصرف أكثر من أي وقت مضى نحو الاهتمام بالشأن المحلي وبتعزيز حضوره في الدولة خلال المرحلة المقبلة خلافا لتقديرات من يتوقعون انكفاءه.
وتدعو الأوساط أصحاب الحسابات المتسرعة الى الأخذ في الحسبان أن قوة الحزب لا تقتصر على الجانب العسكري بل لديه أيضا جسم تنظيمي واسع وكتلة وازنة نيابيا وتمثيل وزاري مؤثر ودعم شعبي قد يكون الأكبر في لبنان، وهذه عناصر قوة لا يستطيع أحد تهميشها أو تجاوزها.
وتؤكد الأوساط أن الانتخابات النيابية المقبلة ستترجم حقيقة واقع الحزب وما بات يرمز إليه بعد استشهاد السيد، وهي ستكون كناية عن استفتاء على حجم التأييد للحزب حيث أن الأرقام التي سينالها ستشكل أبلغ رد على الذين اعتبروا أنه انتقل من فائض القوة إلى فائض الضعف.