يحيى الإمام - خاصّ الأفضل نيوز
يقول الله سبحانه في القرآن الكريم : (لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا)
والمرجفون هم الذين ينشرون أخبار السوء عن المؤمنين ويلقون الأكاذيب الضارة بهم ويذيعونها بين الناس، و هم محايدون علناً ولكنهم في الحقيقة منحازون ضد مصلحة الوطن ، اختلافهم كلي دائماً عن كل من يدافع عن الوطن ويرون كل إنجاز لهم تافهاً وكل إنجاز للأعداء عظيماً..
ومن بين المرجفين اليوم كُتَّابٌ وصحافيون ووسائل إعلام مرتبطة ومشبوهة وأقلام مأجورة يبرزون في أيام الشدائد والحروب والفتن، يتكلمون بلغتنا العربية الفصحى ولكنهم ليسوا منا ولا يشبهوننا، ولا قيمة لهم لولا المقاومة وأبطالها، يقدمون أوراق اعتمادهم للأجنبي وللعدو أحياناً ويطمعون بالفتات من أموال السفارات الأجنبية، ولا يسمعهم أحد ولا يهتم لهم لولا بطولات المجاهدين وعنادهم وثباتهم، يتفذلكون ويخالفون لكي يشتهروا بأي ثمن، ويصح فيهم قول الشاعر إيليا أبي ماضي :
" ولَكَم تشيطنَ كي يدورَ القولُ عنه تشيطنا".
إنهم يصورون لنا أمريكا إلهاً يُعبدُ من دون الله ولا يمكن قهرها ولا قهر ربيبتها إسرائيل، ويتغاضون عن جرائم العدو، ويوجهون سهامهم إلى إيران ممعنين في قلب الحقائق، وكأن القضية الفلسطينية هي قضية إيران ولا تعنينا كعرب أو مسلمين أو مسيحيين حتى، ويريدون منا أن نقتنعَ بترهاتهم وتخريفاتهم ونحن أهل القضية وأهل الراية وأولياء الدم، وكل من يقف معنا ندين له بالشكر والتقدير والعرفان بالجميل ولو كان من جنوب أفريقيا أو من الصين.
ورغم أن الصهاينة يقرون ويعترفون بإنجازات المقاومة العظيمة تراهم هم يتنكرون لها ويسخفون بها ويقللون من أهميتها، والحقيقة أيها السادة أن الكيان الغاصب ينهار فعلاً وحقاً، رغم أننا نواجه أمريكا والغرب معهم، ورغم أمريكا والغرب الاستعماري يقدمون للعدوِّ كلَّ الدعم والمساندة والتمويل والعتاد والمعلومات؛ فالأهداف التي أعلنها العدو لم يتحقق منها شيء يحفظ ماء وجهه منذ السابع من أكتوبر المجيد لعام 2023، فلا هو استعاد أسراه من غزة هاشم، ولا قضى على حماس والجهاد فيها، ولا هو أعاد المستوطنين إلى قراهم في الشمال، ولا قضى على حزب الله في لبنان أواستطاع أن يخطو بحشود جيشه الجبان ومدرعاتهم في جنوب لبنان لعدة كيلومترات، رغم مرور أكثر من سنة على العدوان واغتيال القادة واستهداف المباني والمدنيين في كلا البلدين الشقيقين، لا بل إنه بات يعاني من شلل تام في كافة المناحي والميادين، فالمرافئ والمطارات والمدارس والجامعات مشلولة ومتوقفة، و السياحة والملاحة والتجارة في خسارة، والجيش يتمرد جنوده ويتململ ضباطه، والسياسيون مختلفون يتساءلون : " متى نخرج من هذا المأزق؟ "، هذا المشهد لم يره الكون منذ ستٍّ وسبعين سنة عاشتها فلسطين تحت نير الاحتلال، أفلا ترون وتتبصرون ؟.
صحيح أن الجراح والتضحيات كبيرة والأوجاع كثيرة، ولكن الصحيح أيضاً أن مقاومينا في غزة وفي جنوب لبنان هم أبطال بواسل يستحقون منا أن نفخر بعظيم صنيعهم، ويستحقون من شعوب الأرض كلها أن تحترمهم وتحترم أمتهم التي ينتمون إليها، كيف لا وهذه الأمة رغم ضعفها وقلة حيلتها وغباء المرجفين فيها لا تزال وحدها تعاند وتقارع أعتى قوة في الأرض، لأنها تؤمن بأن الله سبحانه هو أكبر من كل كبير وأقدر من كل قدير.
فالسلام على رجال قوة الرضوان في لبنان، والسلام على رجال عز الدين القسام وكتائب وفصائل المقاومة في غزة هاشم، وقاتل الله نتنياهو ومن يقف معه ومن يقف وراءه ويسانده من غرباء ومن منافقين مرجفين من بني جلدتنا الحاقدين الأغبياء.
واختم بقول القائد الخالد جمال عبد الناصر : " أللهمَّ أعطِنا القوةَ لندركَ أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمتردّدينَ لن تقوى أيديهم المرتعشةُ على البناء".