نبيه برجي - خاصّ الأفضل نيوز
كان واضحاً لمن يعرف علي لاريجاني، كبير مستشاري مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله خامنئي، أن بطريقة تفكيره أو بأدائه السياسي، والديبلوماسي، أن الهدف الأساسي من زيارته بيروت إزالةُ أي لبس في العلاقات بين لبنان وإيران، بعد تصريحات صدرت عن مسؤولين إيرانيين، واعتبرها رئيس الحكومة تدخلاً في أمور تتعلق بسيادة البلاد.
الزيارة أخذت منحى مثيراً للاهتمام في ظل وصول المساعي الديبلوماسية، التي اتسمت بالتعقيد والحساسية، إلى نقطة مفصلية، بعد تلقي لبنان، من السفيرة الأميركية ليزا جونسون، مسودة اتفاق، ببنود تقتضي الكثير من التدقيق والتوضيح، لا سيما وأن الجانب الإسرائيليّ الذي يواجه وضعاً صعباً على الأرض، بدا في صيغة المسودة، وكأنه يتصرف تصرف المنتصر على الأرض، وبشروط لا يمكن أن يقبلها الجانب اللبناني الذي يفترض أن يكون هو من يطلب الضمانات لا الجانب الإسرائيليّ، بسبب الاختلال الدراماتيكي في موازين القوى.
لقاء لاريجاني مع الرئيس ميقاتي أخذ منحى رسمياً جداً، ولكن مع الارتياح للمواقف التي نقلها المسؤول الإيراني حول الاستقلالية المطلقة للقرار اللبناني.
وعلم " الأفضل نيوز" أن لاريجاني أوضح في عين التينة ألا "صفقة" لا الآن ولا في الأفق بين طهران وواشنطن، مع التأكيد أن أي تفاهم يحدث مع إدارة دونالد ترامب لا يمكن أن يكون على حساب أي جهة، أو أي دولة، في المنطقة..
رئيس المجلس النيابي نبيه بري عرض أمام لاريجاني لمسار الاتصالات، والمساعي، التي بذلت، لتتمحور الآن حول مسودة الاتفاق، مع عرضه للمحة أوليةٍ لرؤية لبنان لمضمون المسودة.
ولاحظت جهات متابعة أن المسؤول الإيراني بدا دقيقاً للغاية في انتقاء تعابيره، مثنياً على مبادرة قيادة "حزب الله" تفويض الرئيس بري، أن بإدارة الاتصالات، أو بالمشاركة، مع المسؤولين المعنيين، في السلطة، في أي مفاوضات تتعلق بوقف النار، أو بالوضع المستقبلي على الحدود..
لاريجاني قدم نفسه كممثل دولة صديقة للدولة اللبنانية، وكمبعوث من المرشد الأعلى للجمهورية، وكذلك من الرئيس مسعود بزشكيان، مشدداُ على دعم بلاده المطلق للحكومة اللبنانية في كل المواقف، والقرارات، التي تتخذها، مع استعدادها لتقديم كل ما يلزم لإزالة آثار الحرب.
وتضيف المعلومات أن لاريجاني أشار إلى أن المنطقة تواجه مرحلة دقيقة للغاية، خصوصاً بوجود بنيامين نتنياهو، وأركان اليمين المتطرف، في السلطة، مؤكداً أن بلاده تتعامل مع الوضع بالصورة التي تحول دون تحقيق رغبة إسرائيل في تفجير المنطقة لأغراض استراتيجية وإيديولوجية..
ولكن لم يمكن "للأفضل نيوز " من التأكد من عدم التفاؤل من وصول المساعي الحالية إلى نتائج مثمرة في المدى القريب، لينهي كلامه بعبارة "على بركة الله".