كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
لم يكن خرق أربع طائرات إسرائيليَّة من طراز "أف - ٣٥" و"أف - ١٥" ( F15- F35)، فوق مكان مأتم وتشييع الأمينَين العامَّين السَّابقَين لـ "حزبِ اللّه" الشَّهيدَين السَّيّدَين حسن نصر اللَّه وهاشم صفي الدِّين، الأحد الماضي، استعراضًا لمرَّتين، بل كان لهما هدف وهو قصف المدينة الرِّياضية ومحيطها والشَّوارع التي تصل إليها، وكانت تُقام فيها المراسم، وبلغ عدد المشاركين نحو ١,٥ مليون مواطن، وفق تقارير أمنيَّة محليَّة وخارجيّة، وأخرى إعلاميَّة.
فيوم ٢٣ شباط مرَّ على سلام، ولم يحصل فيه حادث، ولم تُطلق رصاصة، والتزم المشيِّعون بما قرَّرته اللّجنة المنظَّمة، فلم يخرجوا عن تعليماتها، وهو ما توقَّف عنده المتابعون في الدَّاخل اللُّبنانيِّ وخارجه، لأنه على ضوء ما سيحصل في هذا اليوم، لجهة الحشد الشَّعبي والحضور السَّياسيّ، سواء في لبنان أو من العالم، سيُبنى عليه، وتحديدًا حول ما إذا كان "حزبُ اللَّه" فقد تأييده الشَّعبي ودعمه السِّياسي، أو أنَّه تمكَّن من إعادة ترتيب وضعه التَّنظيمي، بعد الذي أصابه من أوجاع وفق تعبير أمينه العام "الشَّيخ نعيم قاسم"؟.
فالتّكريم للشَّهيدَين نصر اللَّه وصفي الدين كان ناجحًا، وشكَّل صدمةً لأعداء وخصوم "حزبِ اللّه"، وتوقَّف عنده العدوُّ الإسرائيليُّ وراقبه بعد أن أرسل تهديداته، وكذلك أميركا التي طالبت إدارتها بإفشال هذا اليوم وضغطت على السُّلطة في لبنان، بأن لا تشارك مباشرة في المأتم، لعدم إعطاء شرعيَّة لـ "حزبِ اللّه"، فغاب عنه رئيس الجمهوريَّة العماد جوزاف عون الذي مثّله رئيس مجلس النّواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام مثَّله وزير العمل محمد حيدر الَّذي سمّاه "حزب اللَّه" وزيرًا.
وكشف العدوُّ الإسرائيليُّ، عبر قيادات عنده وتقارير أمنيَّة وإعلاميَّة، وبأنَّه جرى في الدوائر السِّياسيّة والعسكريّة والأمنيّة الإسرائيليّة، البحث في استهداف الجنازة وجرى وضع خطط للقيام بعمليّات عسكريّة وأمنيّة، ضدَّ المشيِّعين، وكان التَّركيز على وفود أتت من إيران واليمن والعراق وقيادات في "حزبِ اللّه" وحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وفصائل أخرى، بحيث تقوم مجموعات من "الكوماندوس" الإسرائيليّ بعمليّات إنزال تخطف أو تغتال قيادات، وتقصف المنصَّة التي يتواجد فيها الضُّيوف، وفق ما تمَّ كشفه في تل أبيب لعدم تمكين "حزب اللَّه" من إقامة التَّشييع الذي أرجأه منذ ٢٧ أيلول الماضي، تاريخ اغتيال الشَّهيد السَّيد حسن نصر اللَّه، الذي تسبَّبت باستشهاده الطَّائرات الحربيّة الأربع التي أرسلها يوم التَّشييع، واعترف العدوُّ بأنَّها هي التي نفَّذت عمليّة القصف بحوالي ٨٢ طنًّا من المتفجِّرات.
وبحثت حكومة العدوِّ المصغّرة (الكابينت)، القيام بعمليّة استهداف التَّشييع، وتواصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب الذي لم يُمانع إذا كانت العمليَّة موجَّهة ضدَّ كيانات وأفراد إرهابيّين، وفق التَّوصيف الأميركي، وكان طلب البيت الأبيض التَّركيز على وفد الحوثيين، والابتعاد عن الإيرانيين، والعراقيين وحركة "حماس" و"حزب اللَّه".
فالعمليّة كادت أن تحصل يوم التَّشييع، فقد قام العدوُّ الإسرائيليُّ بحوالي ١٥ غارة استهدف فيها مناطق في الجنوبِ والبقاع، وغارتين وهميَّتين فوق بيروت والضاحية الجنوبية.
أما من أوقف استهداف المأتم، هو ما وصل إلى العدوِّ الإسرائيليِّ، من أنَّ أيَّ عملٍ عسكريٍّ، ستُقابله إيران واليمن بأقسى منه، ولن تسلم تل أبيب من الرَّدِّ.
فهل ما أوردته التَّقارير الإسرائيليّة كان سيحصل؟