حمل التطبيق

      اخر الاخبار  معلومات "‎الجديد": شركة تنورين تبلغت صباحاً بنتائج الفحوصات الجديدة وجميع العينات الـ”9”جاءت مطابقة للصحة العامة بحسب نتائج مختبر الأبحاث العلمية الزراعية   /   الجيش الإسرائيلي: سيتمّ الإعلان عن موعد فتح معبر رفح أمام حركة الأفراد في مرحلة لاحقة   /   الجيش الإسرائيلي: الاستعدادات لفتح معبر رفح أمام الأفراد مستمرة بالتنسيق مع مصر   /   بري حول تصويت المغتربين: مَن يُريد أن يشارك في الإقتراع وينتخب يستطيع أن يأتي إلى لبنان وينتخب في لبنان   /   حماس: مضى عام على استشهاد القائد الكبير يحيى السنوار وقد أنجز شعبنا ومقاومتنا إنجازاً وطنياً واتفاقاً أفشل كل مخططات الاحتلال   /   عون عرض مع وزير الثقافة، غسّان سلامة الأوضاع العامة والتطورات الإقليمية، وسبل معالجة انعكاساتها على الساحة اللبنانية   /   الرئيس ‎عون اطّلع من المدير العام لأمن الدولة اللواء إدغار ‎لاوندوس على عمل المديرية في مجال مكافحة الفساد في الإدارات والمؤسسات الرسمية وضبط المخالفات وإحالة المرتكبين إلى القضاء المختص   /   زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب مقاطعة بابوا في إندونيسيا   /   ABC عن مسؤولين: جنرال أميركي برتبة 3 نجوم سيتولى قيادة المركز   /   مسؤولون لـ ABC: المركز الأميركي الذي سيشرف على إعادة إعمار غزة سيبدأ عمله خلال أيام   /   مصدر فلسطيني لسكاي نيوز عربية: إسرائيل ترفض فتح معبر رفح أو تسليمه لجهات فلسطينية بذريعة بعدم اكتمال المرحلة الأولى من خطة ترامب   /   مصدر فلسطيني لسكاي نيوز عربية: معبر رفح لن يفتح اليوم ولا خلال الأيام المقبلة   /   وصول سلام إلى المستشفى التركي في صيدا من ضمن جولة سيقوم بها حيث كان باستقباله نواب من المدينة وجزين ومديرة المستشفى   /   هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر: حماس تسلمت جثث محتجزين إسرائيليين مؤخرا من فصائل أخرى في غزة   /   ناصر ياسين لـ"صوت كل لبنان": ملف تنورين أُعطي أكثر من حجمه بكثير من قبل جميع الأطراف سواء من الوزراء أو من الشركة نفسها أو الإعلام ويجب أن يكون هناك مقاربة مختلفة لأن هذه الأمور قد تعرّض الشركات لأزمات   /   لافروف: بوتين والشرع ناقشا القواعد العسكرية في سوريا   /   الهند عن شراء النفط الروسي: الأولوية مصلحة المستهلك الهندي   /   إعلام إسرائيلي: نموذج اليوم التالي في رفح يشمل إعادة الإعمار بغزة ونشر شرطة محلية   /   القناة 12: التفكير بالسماح لمن يشعر بتهديد حماس بالانتقال لمناطق تحت سيطرة إسرائيلية   /   إعلام إسرائيلي: نموذج اليوم التالي في رفح يشمل إعادة الإعمار بغزة ونشر شرطة محلية   /   الرئيس بري: لست قلقاً وأخالف ما يُنثر في الأجواء من سيناريوهات وتهويلات تُطلَق من غير مصدر وتُنذِر بتصعيد وحصول حرب على جبهة لبنان   /   الهند تؤكّد بعد تصريحات ترامب بشأن شراء النفط الروسي أن أولويتها "مصلحة المستهلك الهندي"   /   وزير الدفاع الإسرائيلي: إسرائيل ملتزمة بإعادة جثث كل الرهائن إلى ديارهم   /   فاينانشال تايمز: رئيس أرامكو السعودية يحذر من نقص عالمي في النفط إذا فشل القطاع في ضخ الاستثمار   /   فاينانشال تايمز: رئيس أرامكو السعودية يحذر من نقص عالمي في النفط إذا فشل القطاع في ضخ الاستثمار   /   

عينٌ على "الجنوب": تصعيد الانتهاكات وشبح الحرب

تلقى أبرز الأخبار عبر :


غدير عدنان نصرالدين - خاص الأفضل نيوز


بعد الحرب الأخيرة على لبنان التي استمرت لمدة شهرين تقريباً واتفاقيّة وقف إطلاق النار التي تتعرض لخروقات يوميّة من العدو، تزايدت المخاوف الأمنية والاجتماعيّة لدى سكان الجنوب.


في مجتمعٍ يعاني من جراح لم تندمل بعد، حيث تحمل البيوت والشوارع ندوب الحرب، يُثقل القلق المستمر كاهل الجنوبيين، ما يجعل الحياة اليومية مشحونة بالتوتر والخوف من المستقبل. 


فالتهجير القسري لسكان قرى الشريط الحدودي الذي استمر منذ بداية طوفان الأقصى والقلق من المجهول وغيرها من مظاهر المعاناة تحولت إلى تفاصيل مألوفة في يومياتهم، تحديداً بعدما أصبح الجنوب كالقنبلة الموقوتة، وتشوش السكان من الأيام القادمة بات "سيد الموقف".


بعيدًا عن التحليلات السياسيَّة والاستراتيجيّة، يتجلى هذا الخوف في تفاصيل الحياة اليومية، بدءًا من الحديث بين الجيران وحتى القرارات الأسريّة المصيريّة. فقد صارت عبارات مثل "ماذا لو عادت الحرب؟" و "هل علينا الاستعداد مجددًا؟" جزءًا لا يتجزأ من النّقاشات اليوميّة. 


إلى جانب القلق، تظهر تحديّات اجتماعية تتعلق بالتهجير، وفقدان الاستقرار، والبحث عن فرص عمل من جديد، مما يجعل المستقبل غامضًا وقابلًا للتغير في أي لحظة... فما هي مخاوف الجنوبيين الأساسية بحال نفذت الساعة الرملية بسرعة واشتعل فتيل الحرب مجداً؟


تصعيد إسرائيلي مستمر ومخاوف متجددة

 

يستغل العدو الإسرائيلي الاتفاقيّات الدوليّة لتبرير استمرار وجوده في الجنوب اللبناني وتأجيل انسحابه بذريعة "الاعتبارات الأمنية"، مما يمنحه حريّة أكبر في القرى الحدوديّة. 


ورغم عودة العديد من سكان البلدات الجنوبية إلى ديارهم، إلا أن الجنوب لا يزال يعاني من الاعتداءات الإسرائيليّة المستمرة منذ وقف إطلاق النار، وقد تصاعدت المخاوف من موجة نزوح جديدة واندلاع الحرب بعد قصف العدو لمبنى سكني في الضاحية يوم ٢٨ من الشهر الماضي، مما وضع سكان الجنوب على المحك... 


وفي حديث لـ "الأفضل نيوز" مع عدد من المواطنين في الجنوب، عبّروا عن قلقهم العميق إزاء الاستهدافات المتكررة من قبل العدو الإسرائيلي على الأراضي اللبنانيّة، مؤكدين أن الوضع الحالي يعيد إلى الأذهان الأيام التي سبقت ٢٣ أيلول من العام الماضي. كما أشاروا إلى أن المخاوف من اندلاع الحرب ليست مجرّد هواجس، بل واقع يعيشه الكثيرون ممن تضررت منازلهم خلال الحرب الأخيرة، ما يثير خشيتهم من فقدانها تماماً أو خسارة أرزاقهم في حال تجدد النزاع.


عودة الحرب: هاجس يومي يلاحق سكان الجنوب

 

في سياق متصل، أعرب المواطن الجنوبي "ن.د" في مقابلة مع "الأفضل نيوز"، عن قلقه المستمر من احتمال اندلاع الحرب مجددًا، مؤكدًا أن هذا الهاجس لا يفارقه وأسرته، خاصة أنّه أب لطفلين صغيرين، موضحاً أن تجربته السابقة مع النزوح كانت مريرة، إذ اضطر وعائلته للانتقال إلى مدرسة بسبب غلاء إيجارات المنازل وتحليق الأسعار خلال الحرب بسبب تجار الأزمات، مما ضاعف معاناتهم. كما لفت إلى أن أسرته، ومنذ عودتها إلى المنزل مع انتهاء الحرب، تعيش حالة استعداد دائم، حيث تُحفظ الأغراض الأساسيّة في حقائب جاهزة لأي طارئ، مشيرًا إلى أنهم اضطروا للنزوح بسرعة خلال الحرب السّابقة عقب وقوع غارة قرب منزلهم، ولم يتمكّنوا من الاستعداد بشكل كافٍ، فاضطرّوا إلى شراء العديد من الأساسيات التي لم تكن مصاريفها بالحسبان.


ووجّه "ن.د" مناشدة للدولة والمسؤولين لإيجاد حلول عاجلة تحفظ حقوق الجنوبيين وتضمن استقرارهم الآمن في قراهم من ضمنها القرى الحدودية، مؤكدًا أنّه وعائلته لا يرغبون في تكرار تجربة النّزوح الأليمة. وأضاف قائلاً: "سيادة البلاد لا تتحقق بأن نستيقظ يوميًا على أصوات الطائرات الحربية والاستطلاعية، أو بضرب العدو لأحياء مكتظّة بالسكان كما حدث في الضاحية بل تتحقق من خلال إيجاد الدولة اللبنانية لحل جذري لانتهاكات العدو، وكلنا ثقة بالجيش والدولة". مشيراً إلى أن أسرته تلتزم بالبقاء داخل المنزل عندما تُسمع أصوات الطائرات الاستطلاعيّة على ارتفاع منخفض جداً، خشية وقوع إجرام دموي جديد بحق المدنيين.


بدوره، ذكر الشاب الجنوبي "ج.ج" أن فكرة اندلاع الحرب تشكل هاجسًا يوميًّا يؤرق حياة الجنوبيين ويؤثر على استقرارهم. وأوضح أن والده اتخذ خطوة استباقية باستئجار منزل في منطقة آمنة لمدة ثلاثة أشهر، ليكون ملاذًا للعائلة وأقاربها في حال تفاقمت الأوضاع، رغم أن الوضع الاقتصادي الحالي يحدّ من قدرة الكثيرين على اتخاذ مثل هذه التدابير.


وقد رَوى ج.ج أن والدته تعرضت لنوبة توتر شديدة أثناء قصف العدو مبنى في الضاحية، حيث كان هو في بيروت يتابع دراسته، وأهله في الجنوب، مما أثار مخاوف والدته من اندلاع الحرب وأفراد الأسرة في أماكن مختلفة. وأكد أن فقدان الاستقرار وتغير مصير العائلات فجأة هو واقع مرير عايشه عدد كبير جداً من أبناء الجنوب في الفترة الأخيرة، ولا يزال يشكل مصدر قلق دائم لهم.


في المحصلة، من المؤسف القول إنّ الحياة اليوميّة في الجنوب اللبناني تتأرجح على حافة اللا يقين بين الآمال والقلق... 


فلابدّ من حلول جذرية للوضع المتدهور يحفظ حقوق أبناء الأرض واستقرارهم بعيداً عن شبح النزوح والحرب. ويبقى السؤال: هل هناك فرصة حقيقيّة لتجاوز هذا الواقع واستعادة الأمل في حياة أكثر استقرارًا وطمأنينة؟