حمل التطبيق

      اخر الاخبار  الخارجية الأمريكية: ما زلنا نشعر بقلق من تكديس إيران مخزوناً متزايداً من اليورانيوم عالي التخصيب   /   يديعوت أحرونوت: عشرات الأطباء في الاحتياط بالجيش وقعوا رسالة تدعو إلى وقف القتال في غزة وإعادة الأسرى   /   حماس: تصنيفنا حركة محظورة في أكتوبر 2021 قرار جائر ويشكل انحيازا فاضحا للاحتلال الصهيوني   /   وزارة الخارجية الأميركية: الاجتماع مع إيران يوم السبت سيحدد ما إذا كان الإيرانيون جادين أم لا   /   مكتب نتنياهو: رئيس الوزراء أكد لأهالي المختطفين التزامه بإعادة أبنائهم وتحقيق أهداف الحرب والقضاء على حماس   /   الخارجية الأمريكية: اجتماع سلطنة عمان يوم السبت يأتي لتحديد مدى جدية الإيرانيين وهذا هو هدفه   /   القناة 12 الإسرائيلية: نتنياهو عقد مساءً جلسة تقييم بشأن قضية الرهائن مع وفد التفاوض وقادة أجهزة الأمن   /   قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف منازل في شارع الشعف بحي الشجاعية شرق مدينة غزة   /   هيئة البث الإسرائيلية: لم يتم التوصل إلى تفاهمات بين وفدي إسرائيل وتركيا خلال محادثات في باكو بشأن سوريا   /   يديعوت أحرونوت: 150 ضابطا بسلاح البحرية عبروا برسالة للحكومة عن شعورهم بابتعادها عن الالتزام بإعادة الرهائن   /   الجيش اللبناني تصدى لقوة إسرائيلية عبرت الخط الأزرق عند الأطراف الحدودية لبلدة علما الشعب وأجبرها على الإنسحاب باتجاه الأراضي المحتلة ‏   /   التحكم المروري: قطع أوتوستراد الرئيس لحود باتجاه الكرنتينا بسبب أشغال مقابل "سيتي سنتر" وتحويل السير باتجاه العدلية والشيفروليه   /   هيئة البث الإسرائيلية: تركيا رفضت عبور طائرة لإجوائها كانت تقلّ الوفد الإسرائيلي إلى محادثات أذربيجان مع أنقرة ‏⁦‪   /   الجيش الإسرائيلي: قررنا رفع درجة التأهب لقواتنا على مختلف الجبهات بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي   /   طائرات الاحتلال تستهدف محيط مستشفى ناصر في خانيونس جنوبي قطاع غزة   /   الجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تقمع ناشطين فلسطينيين خلال مظاهرة منددة بالحرب على غزة في مدينة حيفا   /   وزير الخارجية: أُبلغنا بوضوح بأن لا إعادة إعمار ومساعدات دولية قبل حصرية السلاح شمال الليطاني وجنوبه   /   الحكومة البريطانية: ستارمر ونظيره الياباني اتفقا على أهمية التعاون لخفض الحواجز التجارية   /   ترامب: إذا لزم الأمر فبالتأكيد سيكون هناك إجراء عسكري ضد إيران   /   ‏الاقتصاد السعودي يسجل أعلى سيولة في تاريخه بـ3 تريليونات ريال حتى فبراير 2025   /   ترمب: إذا لزم الأمر فبالتأكيد سيكون هناك إجراء عسكري ضد إيران   /   مصابون بنيران مسيرة إسرائيلية في شارع 8 بحي الزيتون جنوب مدينة غزة   /   يديعوت أحرونوت عن موقعين على عريضة احتجاج في سلاح الجو الإسرائيلي: القضية ليست سلاح الجو بل 59 مختطفا بغزة   /   يديعوت أحرونوت عن موقعين على عريضة احتجاج بسلاح الجو الإسرائيلي: يجب إعادة الرهائن حتى لو كان الثمن وقف الحرب   /   سعر أونصة الذهب يقفز بواقع 3.5% وصولاً إلى 3188 دولاراً   /   

عينٌ على "الجنوب": تصعيد الانتهاكات وشبح الحرب

تلقى أبرز الأخبار عبر :


غدير عدنان نصرالدين - خاص الأفضل نيوز


بعد الحرب الأخيرة على لبنان التي استمرت لمدة شهرين تقريباً واتفاقيّة وقف إطلاق النار التي تتعرض لخروقات يوميّة من العدو، تزايدت المخاوف الأمنية والاجتماعيّة لدى سكان الجنوب.


في مجتمعٍ يعاني من جراح لم تندمل بعد، حيث تحمل البيوت والشوارع ندوب الحرب، يُثقل القلق المستمر كاهل الجنوبيين، ما يجعل الحياة اليومية مشحونة بالتوتر والخوف من المستقبل. 


فالتهجير القسري لسكان قرى الشريط الحدودي الذي استمر منذ بداية طوفان الأقصى والقلق من المجهول وغيرها من مظاهر المعاناة تحولت إلى تفاصيل مألوفة في يومياتهم، تحديداً بعدما أصبح الجنوب كالقنبلة الموقوتة، وتشوش السكان من الأيام القادمة بات "سيد الموقف".


بعيدًا عن التحليلات السياسيَّة والاستراتيجيّة، يتجلى هذا الخوف في تفاصيل الحياة اليومية، بدءًا من الحديث بين الجيران وحتى القرارات الأسريّة المصيريّة. فقد صارت عبارات مثل "ماذا لو عادت الحرب؟" و "هل علينا الاستعداد مجددًا؟" جزءًا لا يتجزأ من النّقاشات اليوميّة. 


إلى جانب القلق، تظهر تحديّات اجتماعية تتعلق بالتهجير، وفقدان الاستقرار، والبحث عن فرص عمل من جديد، مما يجعل المستقبل غامضًا وقابلًا للتغير في أي لحظة... فما هي مخاوف الجنوبيين الأساسية بحال نفذت الساعة الرملية بسرعة واشتعل فتيل الحرب مجداً؟


تصعيد إسرائيلي مستمر ومخاوف متجددة

 

يستغل العدو الإسرائيلي الاتفاقيّات الدوليّة لتبرير استمرار وجوده في الجنوب اللبناني وتأجيل انسحابه بذريعة "الاعتبارات الأمنية"، مما يمنحه حريّة أكبر في القرى الحدوديّة. 


ورغم عودة العديد من سكان البلدات الجنوبية إلى ديارهم، إلا أن الجنوب لا يزال يعاني من الاعتداءات الإسرائيليّة المستمرة منذ وقف إطلاق النار، وقد تصاعدت المخاوف من موجة نزوح جديدة واندلاع الحرب بعد قصف العدو لمبنى سكني في الضاحية يوم ٢٨ من الشهر الماضي، مما وضع سكان الجنوب على المحك... 


وفي حديث لـ "الأفضل نيوز" مع عدد من المواطنين في الجنوب، عبّروا عن قلقهم العميق إزاء الاستهدافات المتكررة من قبل العدو الإسرائيلي على الأراضي اللبنانيّة، مؤكدين أن الوضع الحالي يعيد إلى الأذهان الأيام التي سبقت ٢٣ أيلول من العام الماضي. كما أشاروا إلى أن المخاوف من اندلاع الحرب ليست مجرّد هواجس، بل واقع يعيشه الكثيرون ممن تضررت منازلهم خلال الحرب الأخيرة، ما يثير خشيتهم من فقدانها تماماً أو خسارة أرزاقهم في حال تجدد النزاع.


عودة الحرب: هاجس يومي يلاحق سكان الجنوب

 

في سياق متصل، أعرب المواطن الجنوبي "ن.د" في مقابلة مع "الأفضل نيوز"، عن قلقه المستمر من احتمال اندلاع الحرب مجددًا، مؤكدًا أن هذا الهاجس لا يفارقه وأسرته، خاصة أنّه أب لطفلين صغيرين، موضحاً أن تجربته السابقة مع النزوح كانت مريرة، إذ اضطر وعائلته للانتقال إلى مدرسة بسبب غلاء إيجارات المنازل وتحليق الأسعار خلال الحرب بسبب تجار الأزمات، مما ضاعف معاناتهم. كما لفت إلى أن أسرته، ومنذ عودتها إلى المنزل مع انتهاء الحرب، تعيش حالة استعداد دائم، حيث تُحفظ الأغراض الأساسيّة في حقائب جاهزة لأي طارئ، مشيرًا إلى أنهم اضطروا للنزوح بسرعة خلال الحرب السّابقة عقب وقوع غارة قرب منزلهم، ولم يتمكّنوا من الاستعداد بشكل كافٍ، فاضطرّوا إلى شراء العديد من الأساسيات التي لم تكن مصاريفها بالحسبان.


ووجّه "ن.د" مناشدة للدولة والمسؤولين لإيجاد حلول عاجلة تحفظ حقوق الجنوبيين وتضمن استقرارهم الآمن في قراهم من ضمنها القرى الحدودية، مؤكدًا أنّه وعائلته لا يرغبون في تكرار تجربة النّزوح الأليمة. وأضاف قائلاً: "سيادة البلاد لا تتحقق بأن نستيقظ يوميًا على أصوات الطائرات الحربية والاستطلاعية، أو بضرب العدو لأحياء مكتظّة بالسكان كما حدث في الضاحية بل تتحقق من خلال إيجاد الدولة اللبنانية لحل جذري لانتهاكات العدو، وكلنا ثقة بالجيش والدولة". مشيراً إلى أن أسرته تلتزم بالبقاء داخل المنزل عندما تُسمع أصوات الطائرات الاستطلاعيّة على ارتفاع منخفض جداً، خشية وقوع إجرام دموي جديد بحق المدنيين.


بدوره، ذكر الشاب الجنوبي "ج.ج" أن فكرة اندلاع الحرب تشكل هاجسًا يوميًّا يؤرق حياة الجنوبيين ويؤثر على استقرارهم. وأوضح أن والده اتخذ خطوة استباقية باستئجار منزل في منطقة آمنة لمدة ثلاثة أشهر، ليكون ملاذًا للعائلة وأقاربها في حال تفاقمت الأوضاع، رغم أن الوضع الاقتصادي الحالي يحدّ من قدرة الكثيرين على اتخاذ مثل هذه التدابير.


وقد رَوى ج.ج أن والدته تعرضت لنوبة توتر شديدة أثناء قصف العدو مبنى في الضاحية، حيث كان هو في بيروت يتابع دراسته، وأهله في الجنوب، مما أثار مخاوف والدته من اندلاع الحرب وأفراد الأسرة في أماكن مختلفة. وأكد أن فقدان الاستقرار وتغير مصير العائلات فجأة هو واقع مرير عايشه عدد كبير جداً من أبناء الجنوب في الفترة الأخيرة، ولا يزال يشكل مصدر قلق دائم لهم.


في المحصلة، من المؤسف القول إنّ الحياة اليوميّة في الجنوب اللبناني تتأرجح على حافة اللا يقين بين الآمال والقلق... 


فلابدّ من حلول جذرية للوضع المتدهور يحفظ حقوق أبناء الأرض واستقرارهم بعيداً عن شبح النزوح والحرب. ويبقى السؤال: هل هناك فرصة حقيقيّة لتجاوز هذا الواقع واستعادة الأمل في حياة أكثر استقرارًا وطمأنينة؟