كريستال النوّار - خاص الأفضل نيوز
تخيَّلوا أنّ كلّ خطوة تقومون بها أثناء تصفّح موقع إلكتروني، مدفوعة بتكنولوجيا قادرة على التنبؤ برغباتكم وتقديم الخيارات الأنسب لكم قبل أن تعرفوها أنتم. هذا الدّمج بين التجارة الإلكترونيّة والذّكاء الاصطناعي يُعيد رسمَ ملامح الأسواق العالميّة، ويوجّهنا نحو مستقبلٍ مليء بالإبتكار والتطوّر، حيث تلتقي العقول البشريّة مع الآلات في سباقٍ من أجل تجربة تسوّق لا مثيل لها.
ففي عصرٍ تحكمُه التكنولوجيا، أصبحت التجارة الإلكترونيّة أكثر من مجرّد وسيلة لشراء وبيع المُنتجات عبر الإنترنت؛ إنّها تجربةٌ مُتكاملة تتّسم بالذّكاء والتّخصيص الفائق. ومع دخول الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، لم يعد التسوّق كما كان، بل أصبح رحلةً شخصيّة تتكيّف مع حاجات كلّ فرد.
اليوم، لم تعد الأسواق أماكن ماديّة نتنقّل بينها لشراء ما نُريد، بل أصبحت عوالم رقميّة تفتح أمامنا أبواباً لا تُعدّ ولا تُحصى من الفرص والإمكانات. هذا ما يؤكّده المدرّب والاستشاري في مجال التسويق الرقمي Digital Marketing، إيلي سركيس في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز".
ويقول: "الذكاء الاصطناعي يُحرّك التجارة الالكترونيّة مثل الـ turbo، كلّ يوم في شي جديد".
ويوضح أنّه في السابق "كنّا نقوم بكلّ شيء من الصّفر؛ نفكّر مطوّلاً بالأفكار، نكتب المحتوى، نحلّل النتائج.. لكن اليوم ومع أدوات مثل ChatGPT كلّ شيء تغيّر. وهناك أيضاً GA4 أو google analytics 4 تابع لشركة غوغل، يُحلّل متى وكم سيأتي من مبيعات في الفترة المقبلة، ما يجعل من العمليّات أسرع وأذكى".
مُستقبل التسوّق الإلكتروني في تغييرٍ مُستمرّ مع الذكاء الاصطناعي، إذ بات بإمكاننا، بفضله، "خلق محتوى كبير في وقتٍ قصير، والوصول إلى الجمهور والعملاء بذكاء مع إرسال العديد من الرسائل على كلّ المنصات، من فيديوهات أو صور أو رسائل نصيّة، وبطريقةٍ مختلفة لكلّ شخص وفق الفئة المُستهدفة"، بحسب سركيس، الذي يُشدّد على أنّ "هذا لا يُحسّن الأداء والمحتوى فحسب، بل يُقلّل أيضاً من الهدر بالوقت والتكاليف".
ولكلّ مَن يُفكّر بفتح business في هذه الأيام، الـ AI ليس خياراً إنّما ضرورة، يقول سركيس، ويوضح: "بات اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي شائعاً من أجل فتح business أو online stores، لأنّه يوفّر الوقت ويسمح بميزانية منخفصة". كذلك، فإنّ الـ AI قادرٌ على دراسة السوق، الـ brand الجديدة والجمهور المُستهدف وتقديم ما يجب فعله، بالإضافة إلى قدرته على صناعة المحتوى والإعلانات، حتّى الـ customer service والـ community management يُمكن أن يجعلها تعمل تلقائيًّا من خلال الذكاء الاصطناعي.
أمام كلّ ما سبق، هل من سلبيّات للذكاء الإصطناعي في مجال التّجارة الإلكترونيّة؟
يُجيب سركيس: "الإيجابيّات معروفة وهي التكاليف التشغيليّة المنخفضة، السّرعة، سهولة التوسّع من دون عقبات كبيرة أو تحديات. أمّا في ما يتعلّق بالسلبيّات، فالاعتماد الزائد على الـ AI يجعل البعض ينسى الأساس.. الزبائن بالنتيجة هم أفراد يتطلّعون إلى تواصلٍ حقيقيّ ويُريدون محتوى يُفيدهم فعلاً. والنقطة الأهمّ في العالم الرّقمي هي الخصوصيّة، لذلك يجب أن يكون هناك وعي حول كيفيّة استخدام الداتا على كلّ مواقع التواصل الاجتماعي لكلّ business مع الحرص على احترام القوانين وداتا الأشخاص، والتأكّد من أنّ كلّ ما نستخدمه لا يؤثّر على شركات أخرى أو أفراد آخرين يصل إليهم المحتوى".
المُعادلة تغيّرت تماماً مع الذكاء الإصطناعي، والآن لا عودة إلى الوراء. ويختم سركيس في رسالةٍ مهمّة إلى كلّ مُستخدم للـ AI، قائلاً إنّه ليس بديلاً للإنسان إنما أداة تقوّي كلّ مَن يستعملها وتُساعده على التقدّم بخطواتٍ سريعة، فمَن ينجحون في هذا المجال هم الذين يجمعون بين أفكارهم وبين الاستفادة الذكيّة من التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي.