كريستال النوّار - خاصّ الأفضل نيوز
"الباسبور" أهمّ من مجرّد وثيقة سفر تُتيح دخولك إلى البلدان الأخرى، فهو بوابة للفرص سواء كانت تعليميّة أو مهنيّة أو سياحيّة. وتكتسب جوازات السفر أهمية كبرى عندما تكون سارية الصلاحيّة وتُمكِّن صاحبها من الوصول إلى عددٍ أكبر من الدول من دون الحاجة إلى تأشيراتٍ مُعقّدة.
بالنّسبة إلى لبنان، وفي خبرٍ سارّ ومميّز، شهد جواز السّفر اللبناني تحسّناً ملحوظاً في تصنيفه العالمي لهذا العام، إذ انتقل من المرتبة 95 إلى 89، معادلاً تقريباً التّصنيف الأعلى له في السنوات الـ15 الماضية، إذ كان في المركز 88 بين العامين 2013 و2014، وهذا ما ينعكس إيجاباً على مختلف الصّعد.
ونتيجة لهذا الأمر، بات بإمكان المواطنين اللبنانيّين زيارة 44 دولة من دون تأشيرة، من بينها وجهات سياحيّة وتجاريّة واستثماريّة بارزة.
هذا التقدّم، وإن بدا متواضعاً مقارنةً بجوازات سفر الدول الأكثر نفوذاً، إلا أنّه يعكس تحسّناً في صورة لبنان بنظر العالم والمجتمعات، ما يوفّر حرية تنقّلٍ أفضل بقليل لحاملي الجواز اللبناني ويفتح أمامهم أبواباً أوسع للسّفر من دون الحاجة إلى تأشيراتٍ مسبقة.
تعليقاً على هذا التطوّر الإيجابيّ، يُشير رئيس نقابة أصحاب مكاتب السّفر والسّياحة جان عبود إلى أنّ "التحسّن الملحوظ في تصنيف جواز السّفر اللبناني يُسهّل حياة اللبنانيّين، خصوصاً أنّ المواطن كان يمضي وقتاً طويلاً ويعاني على أبواب الأمن العام في كلّ الدول أينما ذهب".
ويُضيف عبود في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز"، أنّ التقدّم في التّصنيف العالمي يُعزّز ثقة الدول بلبنان ويزيد من الضّمانة بالنّسبة إليها، عندما تتحسّن نوعيّة جواز السفر ويُصبح معترفاً به دوليًّا بشكلٍ أكبر، وبطبيعة الحال، هذا يُحرّك عجلة السفر".
بالإضافة إلى تسهيل حياة اللبنانيّين، تنعكس هذه البُشرى على قطاع السّياحة والسّفر عموماً، وفق عبود، الذي يلفت أيضاً إلى أنّ "ضمانة الباسبور تُعطي ثقة أكبر بحامله وبالشّعب اللبناني ككلّ".
ويُتابع مذكّراً بالمُعاناة التي يعيشها اللبناني منذ 6 سنوات تقريباً بسبب التقنين في إعطاء جوازات السّفر والانتظار الطّويل من أجل الحصول على "الباسبور"، آملاً أن تُصبح جوازات السّفر في متناول الجميع... و"إن شاء الله خير".
أمّا في ما يخصّ حجوزات السّفر إلى لبنان، فيُطمئن عبود: "الوضع في تحسّنٍ مستمرّ وهناك ارتفاع في الحجوزات، وملاءة الرحلات سترتفع كلّما اقتربنا من موسم الأعياد". ويلفت إلى أنّ "القادمين إلى لبنان في موسم الأعياد هم لبنانيون مغتربون أو يعملون في الخارج، وسيكون هناك أيضاً بعض السياح العرب من عراقيين وأردنيين ومصريين".
بانتظار "صدمةٍ إيجابيّة"، يأمل عبود أن تُتّخذ إجراءات عدّة هامّة لم تُطبّق حتى الآن، ويقول: "كنّا نأمل أن يحصل ارتفاعٌ كبير في حركة السّفر خصوصاً في عيد الفطر ربطاً بالتطوّرات الإيجابيّة الملحوظة التي حصلت في البلد، لكن هذا الأمر لم يحصل كون ذلك يتطلّب إجراءات لم تتّخذ حتى الآن، ولو تمّ اتخاذها كانت ستكون كفيلة بإحداث صدمةٍ إيجابيّة تساعد في استعادة السياح العرب"، معتبراً أن "المؤشّرات واعدةٌ جداً حتى الآن في ما خص استعادة السّوق العربيّة لكنّها لن تتغيّر خلال موسم الأعياد هذا".
ما المطلوب لاستعادة الزّخم السّياحي؟
"الإصلاحات ثمّ الإصلاحات" يؤكّد عبود، ويُشدّد على ضرورة أن تكون جذريّة، مع اتّخاذ تدابير وقراراتٍ وزاريّة لخلق صدمةٍ إيجابيّة تُعيد الثقة بلبنان.