هنادي عيسى - خاصّ الأفضل نيوز
قدم النجم السوري سامر المصري في رمضان المنصرم شخصية الخليفة عمر بن الخطاب في مسلسل " معاوية" الذي أثار جدلا واسعا. وبعد انتهاء الشهر الفضيل بدأ عرض المسلسل المعرب " آسر". وعن هذين العملين يتحدث المصري للأفضل نيوز ويقول :" أولا
السبب الأساسي الذي شجعني على المشاركة في مسلسل " آسر" كان النص الذي أعجبني كثيرًا؛ لأنه محكم الصياغة ويطرح صراعات إنسانية حقيقية وعميقة، كما أن وجود أسماء كبيرة مثل باسل خياط وباميلا الكيك وخالد القيش زاد من حماسي، فهم نجوم محترفون والعمل معهم يضيف لأي فنان، إلى جانب أن الإنتاج كان محترفًا والأجواء مشجعة.
ويضيف "عزت" شخصية مركبة جدًا، فيها مزيج من القسوة والوجع الداخلي، وقد قرأت النص عدة مرات لفهم بيئة الشخصية وخلفيتها النفسية والاجتماعية، كما جلست مع الكاتب والمخرج مطولًا لمناقشة كل تفصيلة، من النبرة إلى لغة الجسد، لأن التفاصيل الدقيقة هي التي تصنع الفارق وتُقنع المشاهد.
وكان أكبر تحدٍّ كان تقديم الشر بطريقة إنسانية دون مبالغة أو تحويله إلى كاريكاتير، إذ إن "عزت" شخصية قاسية ومؤلمة في الوقت نفسه، وكان لابد من الحفاظ على هذا التوازن بين الانفعال والكتمان، وبين الغضب والألم الداخلي.
التحدي كان في جعل المشاهد يتعاطف مع شخصية مؤذية. وقد تعاطفت معه جدًا. لا يوجد شر مطلق في الحياة، الإنسان ابن بيئته وتجربته، لو وُضع "عزت" في ظروف مختلفة، ربما كان ليصبح إنسانًا آخر، فهو ضحية مجتمع قاسٍ لم يحتويه، وأنا أؤمن أن كل شخصية، حتى الشريرة، تحمل بُعدًا إنسانيًا يستحق الفهم.
أما الرسالة الأساسية، فيؤكد المصري أنها تتمحور حول هشاشة العلاقات الإنسانية، وكيف أن لحظة واحدة من الخيانة قد تغيّر كل شيء، فالخيانة لا تدمر علاقة فقط، بل تترك أثرًا في النفس والروح، العمل يدعو للتأمل في النوايا والقرارات، لأنه ليس كل ما يبدو في ظاهره بسيطًا.
-"آسر"، عمل معرّب مقتبس عن مسلسل تركي شهير يحمل اسم "إيزل".. كيف ترى فكرة الاقتباس؟
- لا مانع لدي من الاقتباس طالما أنه يتم بذكاء وتُحترم فيه خصوصية البيئة الجديدة، ولا يجب أن يكون مجرد نقل حرفي، بل إعادة صياغة تناسب ثقافتنا وقيمنا، النجاح في بلد معين لا يعني أن العمل سينجح لدينا بالشكل نفسه إلا إذا تمّت معالجته بوعي.
وعن شخصية عمر بن الخطاب التي قدمها في مسلسل " معاوية" قال :
-هذا القائد من أعظم الشخصيات في التاريخ الإسلامي، والتي تحمل قيمًا عالية من العدالة والحكمة والرحمة، هذا الدور كان مسؤولية كبيرة، واستعددت له جيدًا من خلال قراءة المصادر التاريخية الموثوقة والاعتماد على مراجع دقيقة لأداء الشخصية، كما أتمنى تجسيد شخصية صلاح الدين الأيوبي، إلى جانب الإمام علي ويوسف بن تاشفين. هذه شخصيات عظيمة صنعت التاريخ العربي والإسلامي، ولديها أبعاد إنسانية وروحية وفكرية غنية جدًا، كما أنني أحب الأدوار التي تطرح تساؤلات وتثير الفكر
وعن الدراما السورية يشير سامر المصري أنها لا تزال قوية رغم التحديات، نعم هناك صعوبات على مستوى الإنتاج والتسويق، لكن لا تزال هناك طاقات شبابية ومبدعون يفرضون أنفسهم.
الجيل الجديد لديه وعي وطموح، والأمل دائمًا موجود في التجديد والتطوير.
وأخيرا يتحدث عن تحضيراته للمستقبل ويقول :
-أقرأ حاليًّا نصًّا لمسلسل اجتماعي نفسي عميق، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور عند خروجه للنور. كما أن هناك مشروعًا سينمائيًّا عربيًّا قيد الدراسة، وإذا تم تنفيذه، سيكون خطوة جديدة ومهمة لي في عالم السينما.