عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
أطلق نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي موقفا لافتا بقوله خلال حفل تأبيني لأحد شهداء المقاومة، "إنَ الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان يجب أن ترتكز على أربعة أركان، هي المقاومة والجيش والشعب والدولة، مشددا على أنه لا يمكن حذف أيٍّ منها، والمقاومة هي ركن أساسي في هذه المعادلة الرباعية، محذرا من أنَّ اليد التي ستمتد لسلاح المقاومة ستُقطع، في استعادة لما كان قد قاله الشهيد السيد حسن نصرالله في أحد الأيام.
ويأتي كلام قماطي بالترافق مع تأكيد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بأن قرار حصر السلاح في يد الدولة اتُّخذ، مشيرا إلى أنَّ هناك تبادلَ رسائل مع حزب الله لمعالجة ملف السلاح بالحوار.
ويبدو أن التصعيد في نبرة قماطي في هذا التوقيت تحديدا يرمي إلى تصحيح بعض "الأخطاء الشائعة"، وهو ينطوي على الدلالات الآتية:
_ إعادة تصويب النقاش الداخلي حول مصير السلاح، نحو البحث في سبل الاستفادة منه وتوظيفه لحماية لبنان من العدو الإسرائيلي وليس لإخراجه من المعادلة.
_ وضع الحوار المفترض مع رئيس الجمهورية ضمن الإطار الذي يجد الحزب أنه الأكثر ملاءمة لمقاربة ملف السلاح، تفاديا لأي ارتفاع في سقف التوقعات والفرضيات.
_ الرد على خصوم المقاومة في الداخل والخارج، الذين باتوا يتصرفون ويصرحون على نحو يوحي بأن مسألة نزع سلاح حزب الله حُسمت وانتهى الأمر، خلافا للواقع.
_ عدم السماح بأي تأويل أو تفسير لمرونة حزب الله على مستويي الخطاب والسلوك، في اتجاه اعتبارها ضعفا وخضوعا، لاسيما أن صمته قي الأيام الأخيرة، بينما كانت أصوات خصومه تعلو، ربما فُهم أو تُرجم على غير حقيقته.
_ محاكاة البيئة الحاضنة للمقاومة والتي قد يكون التبس عليها الأمر جراء الضخ السياسي والإعلامي الذي يروج بكثافة لمقولة نزع السلاح ويحاول تثبيتها كحقيقة ثابتة، وبالتالي فإن خطابا من النوع الذي صدر عن قماطي يساهم في تبديد الالتباسات واستنهاض المعنويات، خصوصا أن جزءا واسعا من هذه البيئة يتمسك بالسلاح ويرفض التخلي عنه، على قاعدة أنه يشكل ضمانة في مواجهة التهديد الإسرائيلي من الحدود الجنوبية وخطر هيئة تحرير الشام من الحدود الشرقية.
_ على الرغم من الحدة اللافتة التي طبعت كلام نائب رئيس المجلس السياسي، إلا أن موقفه عَكَس في جانب منه، استعداد الحزب لتطوير الثلاثية الشهيرة "جيش وشعب ومقاومة" لتصبح رباعية الدفع بعدما تنضم الدولة إليها، في إشارة إلى الانفتاح على خيار تعزيز دورها في الدفاع عن لبنان خلال المرحلة المقبلة، إنما من دون أن يتم ذلك على حساب وجود المقاومة التي لا تزال حاجة وضرورة في رأي قيادة الحزب وقاعدته.