هنادي عيسى- خاصّ الأفضل نيوز
قدمت النجمة دانييلا رحمة في شهر رمضان المنصرم شخصية " روح" في مسلسل " نفس" إلى جانب عابد فهد ومعتصم النهار، وقد لعبت شخصية الفتاة العمياء التي تقع في حب صياد السمك الفقير.
وفي حوارها مع الأفضل نيوز تتحدث دانييلا عن هذا العمل وتقول، " إنَّ تجربة "نَفَس" كانت فريدة ومميزة للغاية، شخصية "روح" شكّلت تحديًا كبيرًا لي كممثلة، وأعتقد أن الجمهور تفاعل معها بشكل إيجابي جدًّا، لمست محبة الناس لهذه الشخصية وتأثرهم بها، وهذا أسعدني كثيرًا، شعرت بفخر كبير لأنني قدّمت شيئًا يحمل بُعدًا إنسانيًّا عميقًا. أما ما جذبني هو عمق قصة "روح"، والتحدي الذي تحمله الشخصية، إذ كانت لدي رغبة قوية في تجسيد فتاة مليئة بالطاقة والحب، لكنها تواجه صعوبات حياتية قاسية. "روح" تفقد بصرها تدريجيًّا، لكنها لا تفقد شغفها بالرقص ولا حبها للحياة، وهذا ما جعلني أشعر بأنني أمام عمل يحمل رسالة حقيقية ويترك أثرًا في الناس.
وعن كيفية استعدادها لهذا الدور قالت: "الحقيقة أن التحضير استغرق وقتًا طويلًا، حيث بدأنا بقراءة النص بعمق، ثم انتقلت إلى دراسة دوافع الشخصية، طريقة تفكيرها، تصرفاتها، تفاعلها مع الآخرين، وكل ما يتعلق بمشاعرها الداخلية، ساعدني مدرب التمثيل بوب مكرزل كثيرًا في بناء هذه الشخصية، واشتغلت معها من خلال معايشة حالة مشابهة لحالة "روح" وهي شخصية "ريبيكا" كانت ملهمة جدًّا بالنسبة لي، من خلالها تعلمت الصبر، وقوة الإرادة، وكيف يمكن للإنسان أن يتغلب على التحديات الجسدية ويعيش حياته بشكل طبيعي، ساعدتني هذه التجربة في فهم أعمق لشخصية "روح"، وفي نقل طاقتها الداخلية على الشاشة بشكل صادق".
وتضيف دانييلا، "تلقيت الكثير من الرسائل المؤثرة من أشخاص يعانون من ضعف البصر، هذه الرسائل ستبقى محفورة في قلبي إلى الأبد، وأكثر رسالة أثّرت فيّ كانت من امرأة تعاني من نفس الحالة، وقالت إن أدائي منحها شعورًا بالقوة والإصرار على الاستمرار في الحياة. هذا النوع من التفاعل بالنسبة لي هو بمثابة جائزة حقيقية".
وتتابع، "الشخصية كانت جديدة كليًّا بالنسبة لي، وكان من الصعب أحيانًا الانتقال بين مشاعر متناقضة، كالحزن والفرح في آنٍ واحد، لكن "روح" مثّلت لي مساحة لاكتشاف جوانب جديدة من نفسي، أعتقد أننا نتشابه في حب الحياة والإيجابية، رغم الصعوبات. والمشهد الأصعب كان عندما فقدت "روح" شخصية "غيث"، التي جسدها الفنان معتصم النهار، ثم فقدت بعدها البصر، هذا المشهد كان مليئًا بالتوتر العاطفي، ومن أصعب اللحظات تمثيليًّا، لكن تعاون فريق العمل ساعدني على تقديمه بأفضل شكل ممكن.
و كيف تصفين تعاونها مع معتصم النهار و عابد فهد فقالت، " التعاون مع معتصم النهار كان ممتعًا جدًّا، فهو إنسان مرح ويضفي أجواء جميلة في الكواليس، أما عابد فهد، فكان دائمًا موجّهًا محترفًا، وتعلمت منه الكثير على الصعيد الفني، وجودهما أضفى على العمل طاقة إيجابية".
ما هي معاييرك في اختيار الشخصيات؟
أبحث عن الأدوار التي تتحدى قدراتي التمثيلية، والتي تحمل رسالة وتلامس الناس، أحب الشخصيات التي أستطيع أن أعيشها بصدق، وتعكس قضايا إنسانية حقيقية، المهم عندي أن أؤمن بالدور، بصراحة "أنا شغوفة جدًّا بهذه المهنة، وطموحي لا يتوقف عند حدود معينة، أسعى دائمًا لتقديم أدوار متنوعة تترك أثرًا في الناس، وأطمح لأن أكون جزءًا من أعمال تساهم في تطور الفن العربي وتقدم شيئًا مختلفا، وأعمل حاليًّا على مشاريع جديدة، من بينها مسلسل أقدم فيه شخصية مختلفة كليًّا عن أعمالي السابقة، سيكون مفاجأة للجمهور، وأتمنى أن ينال إعجابهم، وسأسعى دائمًا لتقديم الأفضل".