أشاد النائب حسن مراد، خلال حفل تخرج طلاب الجامعة اللبنانية في طرابلس بحضور مفتي طرابلس ومفتي عكار والنائب طه ناجي ورئيس بلدية طرابلس وحشد من الفعاليات والأهالي، بمكانة المدينة التاريخية والثقافية، واصفًا إياها بـ"مدينة الشمس والميناء والمكتبات" و"فيحاء لبنان"، وقلب لبنان النابض بالفكر والكرامة والطموح رغم التحديات.
ومع هذه الإشادة، لم يُغفل مراد التحديات التي تواجه طرابلس، مؤكدًا أن البطالة والتمييز المزمن يؤثران على شبابها، وأن الواقع المعيشي لا يعكس الصورة الحقيقية للمدينة، موضحًا أن طرابلس ليست حاضنة للتوترات كما يُشاع، بل صامدة ومثابرة رغم الإهمال والنسيان.
وفي سياق أعم، أشار إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعصف بلبنان ككل، مؤكّدًا في الوقت ذاته قدرة الوطن على النهوض مجددًا شرط توفر النية الصادقة، والإرادة، والإدارة الحكيمة، والرؤية الواضحة التي تقود إلى مستقبل أفضل.
من هذا المنطلق، شدد مراد على ضرورة تطبيق اتفاق الطائف كخطة لبناء دولة مدنية لا طائفية تقوم على العدالة الاجتماعية والقضاء المستقل والتنمية المتوازنة ومكافحة الفساد والهدر، ودعا إلى الحوار الوطني والتوازن لتحقيق الاستقرار، مؤكدًا أن الحل ليس بالصراخ أو التحدي، بل بالجدية والمسؤولية الوطنية.
وفيما يخص مدينة طرابلس، أوضح مراد أن أهلها لم يعودوا يقبلون بسياسة الوعود الفارغة والإقصاء والتهميش، وأن المدينة ستبقى دائمًا في صلب المعادلة الوطنية وفي موقع الأساس.
على الصعيد الوطني، أكد مراد أن لبنان وطن واحد من الناقورة إلى وادي خالد، داعيًا وزارة الخارجية للتركيز على سيادة البلاد كاملة بدل الانشغال بردود الأفعال الدبلوماسية.
وشدّد على حق لبنان في الدفاع وطرد الاحتلال بالوسائل القانونية والدولية، رافضًا الفتنة والتقسيم، ومؤكدًا أن لبنان ركيزة عربية للاستقرار والتقدم.
وبتسليط الضوء على الأبعاد العربية، وجه مراد دعوته للوحدة والتضامن العربي، معلنًا التزامه بقضايا الإنسان بعيدًا عن الطائفية، ومؤكدًا أهمية توظيف الكفاءات ووقف استغلال الشعب في المواسم الانتخابية، إلى جانب بناء مؤسسات جامعة تعزز الديمقراطية وحقوق الحرية والعدالة.
وحرص مراد على الإشادة بتميز أهل طرابلس في الحوار والتعايش وثبات الإرادة رغم المعاناة، معتبرًا أن هذا النهج هو الأساس الراسخ لوجودهم الوطني، ومشيرًا إلى أن وجع طرابلس مرتبط بوجع الجنوب الذي يواجه اعتداءات يومية من العدو الإسرائيلي، ويظل رمزًا للصمود والعزة.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، جدد مراد التأكيد على مركزيتها، موجهًا تحية من طرابلس إلى الشعب الفلسطيني المقاوم، وشهدائه وأسراه وجرحاه، مؤكّدًا أن فلسطين ستبقى قضية جامعة في وجدان الأمة.
كما أبدى تمسكه بموقف ثابت تجاه سوريا، داعمًا وحدة وعروبة واستقلال وسيادة سوريا دولةً وجيشًا ومؤسسات، في مواجهة كل الاعتداءات الخارجية، ومطالبًا بوقف فوري للاقتتال الداخلي والانطلاق في حوار داخلي يحفظ وحدة البلاد ويجنبها الفتنة والانقسام.
وفي ختام الحفل الذي جمع أهل العلم والطموح، أكد النائب حسن مراد، أن "لبنان نحن من نبنيه، لا أحد غيرنا"، وحث الخريجين على التمسك بالعلم والكرامة، مشيرًا إلى أن طرابلس لا تفقد الأمل، وأن الشباب الطموح والإرادة التي لا تنكسر هما مستقبل الوطن النموذجي.