حمل التطبيق

      اخر الاخبار  الحدث: الجيش الإسرائيلي اعتقل بعض أقارب منفذي هجوم القدس   /   الجديد: لقاءات رئيس مجلس النواب نبيه بري تندرج بإطار إعادة فتح قنوات التواصل مع رئيسي الجمهورية والحكومة خصوصا أن بري مرتاح جدّا لقرارات جلسة الجمعة   /   معلومات للـLBCI: لودريان يبدأ الخميس لقاءاته في بيروت على مدى يومين يلتقي الرئاسات الثلاث وقائد الجيش وعدداً من الشخصيات في قصر الصنوبر ويجتمع بقائد القوة الفرنسية في اليونيفيل   /   الجديد: سيلتقي رئيس الحكومة نواف سلام رئيس مجلس النواب نبيه بري غدا في عين التينة   /   مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية: نسعى لانهاء النزاع في السودان وقيام حكم مدني   /   قائد الجيش من عين التينة رداً على سؤال مرتاح للوضع؟ : دايماً   /   تعيين فهد سالم سعيد دين الكعبي سفير الامارات في لبنان   /   الجيش اللبناني: توقيف مواطنين لارتكابهم جرائم مختلفة منها الاتجار بالأسلحة وإطلاق النار   /   الجيش الإسرائيلي: اعتراض 3 مسيّرات قادمة من اليمن خلال نصف ساعة   /   ‏هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أمني كبير: مدينة غزة ستتعرض لهجوم غير مسبوق اليوم   /   مراسل الأفضل نيوز: قتيل وعدد من الجرحى في حادث تصادم عدد من السيارات على أوتوستراد صيدا -صور في محلة العاقبية   /   وصول قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى عين التينة للقاء الرئيس بري   /   الجديد: الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان يصل الخميس إلى لبنان   /   الرئيس نبيه بري يلتقي في هذه الأثناء في عين التينة رئيس مجلس النواب النيجيري تاج الدين عباس والوفد النيابي المرافق   /   الجيش الإسرائيلي: رئيس الأركان أجرى تقييما أمنيا للوضع بعد هجوم القدس   /   نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري للـNBN: خطة ‎الجيش اللبناني من دون ‎مهل زمنية وهي تتضمن فقط تقريراً دورياً شهرياً   /   مراد يستقبل وفدًا من مخاتير راشيا: ماضون في خدمة أهلنا   /   الصحة في غزة: 14 شهيداً و85 جريحاً من منتظري المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية   /   ‏الطيران الحربي أغار مجدداً وللمرة الثانية مستهدفاً أطراف بلدتي ‎حلبتا وحربتا في البقاع   /   القناة 12 الإسرائيلية: مسيرة معادية تتجه نحو منطقة ديمونا في صحراء النقب   /   الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي مجددا في النقب خشية تسلل مسيرات   /   الجيش الإسرائيلي: هاجمنا عدة أهداف لحزب الله في البقاع   /   ‏القناة 12 الإسرائيلية: إغلاق المجال الجوي في محيط مطار رامون بسبب الاشتباه بتسلل مسيرة   /   مراسلة الأفضل نيوز: سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت جرود بلدة حربتا   /   معلومات عن غارات إسرائيلية استهدفت جرود الهرمل   /   

الجيشُ اللبنانيُّ بين فضِّ النزاعاتِ وحمايةِ الشعب: أيُّ دورٍ في زمنِ الانهيار؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


ميرنا صابر - خاصّ الأفضل نيوز

 

في بلدٍ يترنّح على وقع الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، يبقى الجيش اللبناني المؤسسة الوحيدة التي ما زال اللبنانيون يلتفون حولها بوصفها الضامن الأخير للاستقرار. لكن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: ما هو الدور الحقيقي الذي يقوم به الجيش وسط الانهيارات المتلاحقة؟ هل يقتصر على فضّ النزاعات المحليّة واحتواء الاشتباكات، أم أنّه يتحضّر ليكون القوة الحاميّة للشعب والأرض في وجه التحديات الإقليميّة والدوليّة؟

 

منذ اندلاع الأزمات المتراكمة خلال السنوات الماضية، لعب الجيش دوراً محورياً في منع الفوضى الشاملة. فالتدخلات التي نفّذها في مناطق لبنانية مختلفة، أثبتت أنّه القادر على منع انزلاق البلاد إلى حرب أهليّة جديدة. في الوقت نفسه، لا يخفى أنّ الجيش يواجه ضغوطاً هائلة نتيجة محدودية موارده، وانخفاض قيمة رواتب عناصره بفعل الانهيار المالي، وتراجع جهوزيته التقنيّة واللوجستيّة.

 

أكّد العميد المتقاعد مارون خريش لـ"الأفضل نيوز" أنّ: "الجيش اللبناني اليوم يقف أمام مهمة مزدوجة: فهو من جهة يسعى إلى فضّ النزاعات الداخلية وحماية المدنيين من تبعات أي صدام مسلّح، ومن جهة أخرى يتحمّل مسؤولية ضبط الحدود ومواجهة أي اختراقات أمنية أو عسكريّة."

 

من الناحية العملية، تكرّرت مشاهد انتشار وحدات الجيش في أحياء شهدت اشتباكات مسلّحة، حيث تدخلت لمنع تمدّد الفوضى واحتواء الموقف سريعاً. 

 

هذه المهمة التي تُعرف بـ«فضّ النزاع» أصبحت شبه يومية في ظل التوترات الطائفية والسياسية والاجتماعية.

 

ضابط متقاعد في لواء المشاة شدّد لـ"الأفضل نيوز" أنّ: "الجيش ليس جهاز شرطة فحسب، بل مؤسسة دفاعيّة وطنيّة. حصر دوره في فضّ النزاعات الداخليّة يحوّله إلى مجرّد صمّام أمان مرحلي، بينما هو مؤهَّل دستورياً لحماية السيادة والدفاع عن الأرض."

 

الدستور اللبناني واضح في تكليف الجيش ثلاث مهام أساسية: الدفاع عن الوطن ضد أي عدوان خارجي، الحفاظ على الأمن الداخلي، وحماية الشعب وممتلكاته. غير أنّ الأزمة الراهنة تجعل من تنفيذ هذه المهام تحدياً كبيراً، فالجيش يعمل بقدرات محدودة، فيما المطلوب منه أن يغطي مساحة واسعة من الأزمات الممتدة من الداخل إلى الحدود.

 

وفي هذا السياق، تقول مصادر متابعة إنّ خطط الحكومة التي تحدّثت عن حصر السلاح بيد الدولة لا يمكن تنفيذها من دون دور محوري للجيش. لكنّ هذا الدور يحتاج إلى دعم سياسي داخلي وتوافق وطني قبل أي قرار عملي، وإلى دعم مالي ولوجستي من الخارج يتيح له مواجهة تحديات أكبر.

 

لا يخفى أنّ الأزمة الاقتصاديّة انعكست بقسوة على المؤسسة العسكريّة؛ فمعظم ميزانية الجيش تُصرف اليوم على الرواتب والخدمات التشغيليّّة، بينما تتراجع القدرة على شراء عتاد أو تحديث المعدات. وعلى الرغم من المساعدات العينية واللوجستية التي حصل عليها من دول غربية وعربية، يبقى الجيش بحاجة إلى خطة دعم مستدامة تضمن جهوزيته في المدى البعيد.

 

أشار خريش لـ"الأفضل نيوز" إلى أنّ: "المساعدات الخارجيّة لا تكفي وحدها، المطلوب أن يقرّر اللبنانيون أنفسهم إعطاء الأولوية لتقوية الجيش وتوفير الدعم له، لأنّ أي مؤسسة أخرى لن تستطيع أن تحلّ مكانه في حماية الأرض".

 

المعادلة الأكثر تعقيداً تبقى في البُعد السياسي. فالجيش، مهما امتلك من عتاد وقدرات، لا يستطيع فرض حلول على الأرض من دون غطاء سياسي جامع. وهنا يكمن التحدي: أي خطوة نحو فرض سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية ستصطدم بحساسيات داخليّة وتوازنات إقليميّة دقيقة.

 

محلّلون استراتيجيون يرون أنّ الجيش يفضّل دائماً لعب دور «الوسيط الحامي» بدلاً من أن يتحوّل إلى طرف في نزاع داخلي، وهذا ما يفسّر خطاب قيادته القائم على التمسك بالحياد، والابتعاد عن الاستقطابات السياسية، مع التأكيد في الوقت نفسه على حماية السيادة.

 

في خضمّ الانهيار الشامل وفقدان الثقة بالمؤسسات الرسميّة، بقي الجيش المؤسسة التي تحتفظ بأعلى نسب الثقة بين اللبنانيين. فالأمن الذي يوفّره في الشارع، ودوره في مواجهة الإرهاب في السنوات الماضية، رسّخ صورته كحامٍ للشعب. إلا أنّ هذه الثقة معرضة للاهتزاز إذا لم تُترجم بدعم عملي وسياسي واضح لمهامه المستقبلية.

 

الجيش اللبناني اليوم يؤدي دوراً مزدوجاً: منع تفجّر الداخل عبر فضّ النزاعات واحتواء التوترات، والدفاع عن الحدود وحماية الشعب ضمن قدراته المتاحة، لكنه يقف في الوقت نفسه على عتبة تحدٍّ مصيري: هل يُترك ليبقى خط الدفاع الأخير ضد الفوضى، أم يُمنح الغطاء والإمكانيات ليصبح القوة القادرة على فرض سلطة الدولة كاملة؟