في ليلة استثنائية من العمر، أعاد السوبر ستار راغب علامة كتابة التاريخ على ركح المسرح الأثري في قرطاج مساء أمس، في حفل فني ضخم حضره جمهور غفير ملأ المدرجات إلى آخرها حتى غصّت بطاقتها الاستيعابية، مؤكداً مرّة جديدة أن نجوميته في تونس تتجاوز حدود العادة، وأنه الرقم الصعب بين النجوم العرب على الساحة التونسية.
على وقع الهتافات والتصفيق الحار، دخل راغب المسرح متألقاً على أنغام أغنيته الشهيرة “في كتير حلوين”، ليشعل الأجواء منذ اللحظة الأولى. وما إن استقر على الخشبة حتى خاطب الجمهور بكلمة مؤثرة قال فيها: “أنا لا أحبكم بل أتنفسكم، توحشتكم برشا! سنحيي ليلة مميّزة من العمر كما تعودت دائماً في قرطاج.. أشكركم من قلبي على المحبة والدعم الذي استمر عشرات السنين، وإن شاء الله يستمرّ أكثر وأكثر.”
وفي مفاجأة خاصة لجمهوره التونسي الكبير والوفي، قدّم راغب ولأول مرة أغنيته الجديدة باللهجة المصرية بعنوان “خايف من إيه؟”، لتكون هديته الخاصة لعشّاقه في قرطاج. الأغنية التي حملت كلمات عاطفية قوية، خطفت أنفاس الجمهور منذ اللحظة الأولى، وجاء في مطلعها:
“خايف من إيه؟
دلوقت بقول للعالم إني بحبك
حبينا كتير
ودارينا كتير
وأهو جاي الوقت
اللي أنا لازم أعلن فيه حبك”
الأغنية الجديدة انتزعت الآهات من صدور الحاضرين وبشّرت بعمل ضارب جديد يُضاف إلى رصيد السوبر ستار الكبير.
وخلال الحفل، قدّم راغب باقة واسعة من أرشيفه الغنائي الغنيّ، تنقّل فيها بين القديم والجديد، فغنّى الأغاني الإيقاعية التي أشعلت الأجواء مثل “قلبي عشقها” و“شفتك تلخبطت”، والتي دفعت الجمهور إلى الرقص والغناء بحرارة، قبل أن يأخذهم في لحظات حالمة على بساط الرومانسية مع أغنيات مثل “نسيني الدنيا” و“تركني لحالي”، وغيرها من الأعمال التي ردّدها الجمهور معه كلمة بكلمة في مشهد يختصر قصة حب ممتدة منذ عقود. أمّا أغنيته الأخيرة التي أصدرها "ترقيص" فنالت أيضاً قسطها من التفاعل المميّز حيث بعد أن انتهى راغب من ادائها حتّى طالبه بها الحمهور مرّة أخرى فأعاد غناءها مرة ثانية على المسرح.
الجمهور التونسي صنع الحدث بوفائه وحماسه، وراغب بدوره وقف مبهوراً أمام هذا الكم الهائل من الحب، ليؤكد مجدداً أن تجربته مع قرطاج ليست مجرّد محطة فنية، بل علاقة استثنائية راسخة في ذاكرة الموسيقى العربية.
لقد كان الحفل ليلة مكتملة العناصر، جمعت بين الحماس والرومانسية، بين الوفاء والجديد، لترسّخ مكانة راغب علامة كواحد من أبرز النجوم الذين عبرت نجوميتهم حدود الزمن وتستمر نجاحاتهم جيلاً بعد جيل.