عبدالله قمح - خاص الأفضل نيوز
لم يتلقَّ لبنان أي جواب حول العروض التفاوضية التي قدّمها رئيس الجمهورية جوزاف عون. وما وصل من معطيات لا يبشّر بالخير، ويُوحي بأن الإدارة الأميركية غير معنية بأي مسار خارج إطار التفاوض المباشر.
في هذا الوقت، أخذ كلام المبعوث الأميركي المنتهية ولايته في لبنان، توماس براك، بالتفاعل. الجديد كان دعوته رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى أن يلتقط سماعة الهاتف ويتصل برئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لحل الأمور العالقة بين البلدين! بهذه البساطة ينسف براك القوانين اللبنانية ويتجاوزها، وينصّب نفسه مفوضاً سامياً على لبنان.
إحدى التفاعلات السلبية حول أداء براك الأخير ارتبطت بما ارتكبه بحق رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل حوالي أسبوعين.
يذكر مصدر سياسي أن بري تلقّى، من دون سابق إنذار، اتصالاً من براك أبلغه خلاله بأن إسرائيل توافق على هدنة الشهرين، إضافة إلى فتح الباب أمام التفاوض المباشر. وقد جاء ذلك بعد أن كان بري قد حمّله مقترح الهدنة لمدة شهرين، وطلب إليه تسويقه لدى إسرائيل كي ينتقل لبنان إلى المرحلة الثانية التي تتضمن تفاوضاً غير مباشر وتعزيز آلية “الميكانيزم” عبر شخصيات مدنية.
يقول المصدر إن بري، وانطلاقاً مما سمعه من براك، وضع رئيسَي الجمهورية والحكومة في الأجواء، ونسّق معهما الموقف اللبناني الموحّد، الذي أُبلغ لاحقاً على شكل قبول لبنان المفاوضات بصيغة غير مباشرة. وبعد أن حدّد بري ورئيس الجمهورية موعداً للقاء يُفترض أن يخوضا فيه في التفاصيل، ورد اتصال من براك يُبلغ فيه بري أن إسرائيل رفضت المقترح. ليتبيّن بعد تدقيق رئيس المجلس أن براك بنى في بلاغه الأول لبري على معلومات غير رسمية أو أنه لم يقدم مقترحًا رسميًا لتل أبيب إنما اكتفى بالاستطلاع.
وهكذا تحوّلت زيارة بري إلى قصر بعبدا من لقاء لبحث التفاصيل إلى إعلان وفاة المقترح، حين أعلن من بعبدا أن اقتراحَي الهدنة والتفاوض قد سقطا.
اليوم يخوض لبنان تجربة أشد سوءاً، إذ يخضع لموجة ضغط عالية مصدرها إسرائيل والولايات المتحدة، تترافق مع تهديدات بإعادة تجديد الحرب، والخشية الأكبر هذه المرة أن لا تستثني الاستهدافات أرصدة الدولة وأصولها.

alafdal-news
