د.زكريا حمودان - خاصٌ الأفضل نيوز
سيطر خبر سقوط طائرة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهم على المشهد الدولي في ظروف ستحكمها نتائج التحقيق.
ما يميز المشهد الحالي هو الموقع الذي حصل فيه الحدث بحسب البعد الجيوسياسي، بغض النظر عن النتائج خاصة أن الوضع الخاص لأذربيجان سواءً الشرقية أو الغربية، خاصة على مستوى الحرب الأمنية المستعرة في المنطقة.
يقول مصدر سياسي إيراني وخبير في الشؤون الاستراتيجية إنَّ الخسارة كبيرة في هذه اللحظات، لكن الحياة السياسية مستمرة لأن عمل الجمهورية الإسلامية ومشاريعها الاستراتيجية مستمرة عبر فرق عملها التي تنشط مع أهمية الأشخاص، لكن تذخر الجمهورية الإسلامية بقيادات قادرة أن تكمل المسيرة.
ويتابع المصدر أنَّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد القائد علي الخامنئي يتابع عن كثب ما حصل وأن تصريحاته الرسمية كانت واضحة منذ صدور نبأ الحادث.
في الشأن الدبلوماسي لا بد وأن نتوقف عند أهمية دور وزير الخارجية الراحل حسين أمير عبد اللهيان وأهميته في حمل قضايا إيران الخارجية والذهاب بها بعيدًا وتحديدًا على مستوى محور المقاومة في ظل الحرب القائمة في المنطقة.
ما قام به عبد اللهيان في ولايته في وزارة الخارجية جعله من الأسماء الظاهرة في رسم خريطة السياسة الإقليمية في غرب آسيا خاصة بعد الاتفاق الإيراني-السعودي وخفض التصعيد في اليمن وصولًا إلى معركة طوفان الأقصى ومواقف إيران التي حمل فيها عبد اللهيان القضية الفلسطينية وطار بها نحو عواصم القرار وعواصم محور المقاومة في آنٍ معًا، بحيث كانت زياراته إلى لبنان هي الأبرز في هذه المرحلة.
خلال زياراته إلى لبنان كان واضحًا أن عبد اللهيان كان حاضرًا في قلوب اللبنانيين المؤيدين لمحور المقاومة، لكن كذلك كان واضحًا قربه من الإعلام والإعلاميين بحيث كانت لقاءاته مفتوحة مع الأصدقاء والمعارضين وكانت أجوبته الدبلوماسية جاهزة، كيف لا وهو صاحب الحنكة والخبرة الدبلوماسية المنقطعة النظير.
أما رئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي فكان مهندس عهد جديد وواعد لإيران خاصة في ظل الهجمة الدولية التي واجهتها إيران بتروٍّ وأدخلت بعدها مجموعة من الإصلاحات المهمة كان لي شرف متابعتها عن قرب خلال زيارتي إلى إيران. لقد واجه السيد رئيسي خلال عهده أحد مشاريع إسقاط الجمهورية وخرج من هذه المعركة بحكمة القيادة المركزية لمرشد الجمهورية، لكن كذلك كان الملف النووي أحد الملفات الحاضرة في عهد الرئيس رئيسي بحيث لم تقدم إيران أي تنازل في معركتها الدبلوماسية التي من المؤكد أنها مستمرة، بالتزامن مع حملة إصلاحات داخلية شهدتها إيران إداريًّا وإنمائيًّا. كما كان واضحًا أن فلسطين كانت حاضرة في الساحات الدولية خلال جولات الرئيس رئيسي وصولًا إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
تستمر التحقيقات الداخلية في سقوط طائرة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ورفاقه بعدما انتقلت سلطة الرئيس إلى نائبه محمد مخبر ووزارة الخارجية إلى كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية محمد باقري. الانتقال السريع والسلس للسلطة هو المؤشر الأول أن إيران بخير، في انتظار أن تتضح صورة الأسماء المقبلة، لاشيء سيتغير في السياسة الخارجية الإيرانية بحسب ما يظهر أمامنا اليوم.

alafdal-news
