محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
تسعى الولايات المتحدة الأميركية للعمل من خلال النافذة الزمنية المتاحة لها قبل انطلاق السباق الرسمي للانتخابات الرئاسية في آب، لإنهاء عدد من الملفات العالقة في المنطقة، على رأسها الحرب في غزة وانعكاسها على باقي الجبهات، وملف التطبيع السعودي مع إسرائيل، وأيضاً ملفات أصغر ولكنها متعلقة بالملفات الكبرى، كالوضع في لبنان وملف الرئاسة.
التنسيق بالشأن اللبناني بين الفرنسيين من جهة والأميركيين من جهة ثانية لم يتوقف يوماً ولكن ضمن مصلحة أميركا، فالأخيرة تترك مجالاً أو هامشاً للفرنسيين للتحرك، ولو أنها تعلم بالنهاية أن القرار بيدها، والدليل فشل فرنسا في كل مشاريعها في لبنان منذ انفجار مرفأ بيروت عام 2020 حتى اليوم.
هذا التنسيق كان مؤخراً بين المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان والمبعوث الأميركي آموس هوكستين، وكان الأول يقول بشكل دائم أن زيارته إلى لبنان لن تحصل إلا بحال كان هناك جديد ما على صعيد الرئاسة، واليوم هناك معلومات عن زيارة لدوريان لبيروت مطلع الأسبوع المقبل، فهل يحمل جديداً؟.
من حيث المبدأ، تعمل باريس على حجز موقع لها في الملف اللبناني، من خلال الحرص الدائم على الحضور في المشهد، سواء كان هذا الأمر يتعلق بالأوضاع على الجبهة الجنوبية أو على مستوى الاستحقاق الرئاسي، وهي لذلك تريد اليوم إرسال موفدها الرئاسي جان إيف لودريان إلى بيروت، بالتنسيق مع كل من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، خصوصاً أنها باتت تدرك أنها لا تملك القدرة على العمل منفردة في هذه الساحة.
في هذا الإطار، لا يمكن فصل الزيارة المنتظرة عن الحديث عن إمكانية الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في الفترة المقبلة، لا سيما أن الجميع بات يسلم بمعادلة أن لا رئيس قبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان، وبالتالي هي قد تكون مؤشراً على إمكانية تعزيز الضغوط الهادفة إلى إنهاء هذا العدوان، من دون أن يعني ذلك أن فرص النجاح محسومة، بسبب القلق الدائم من احتمال عرقلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو كل الجهود التي تبذل على هذا الصعيد.
من هنا يصحّ القول أن زيارة لودريان سيكون لها أهميتها، ولكن نتيجتها مرتبطة بالموقف الإسرائيلي من إنهاء الحرب والتوصل الى وفق لإطلاق النار وصفقة تبادل غزة، على أن يكون الجواب على السؤال ماذا بعد الحرب على غزة قد أصبح واضحاً، وبالتالي قد نكون أمام تسارع بالأحداث، ولكن الأكيد حتى اللحظة أن كا ما يجري يرتبط بغزة أولاً وأخيراً، علماً أن البعض طرح في المرحلة الماضية سؤالاً أساسياً على القوى السياسية، وهو هل يكون الرئيس قبل التوصل إلى نهاية الحرب بوقت قصير لمواكبة نهايتها وبدء التفاوض، أم يكون بعد نهاية الحرب وقبل التفاوض مع لبنان، أو يكون من ضمن سلة واحدة حدودية ورئاسية؟

alafdal-news



