عبدالله قمح-خاصّ الأفضل نيوز
لم تكن العلاقة طبيعية بين حزب الله وبكركي، لاسيما خلال الفترة الأخيرة التي تشهد انغماسا للحزب في قتال كبير على جبهة الجنوب، والسبب يعود إلى السياسات التي تتبناها بكركي والتي تحمل حزب الله مسؤولية اندلاع القتال في الجنوب، فضلا عن تبيان ملامسة بكركي لخطاب قوى المعارضة فيما له صلة بشيطنة حزب الله. ولا بد من الإشارة إلى حصول تراكمات في العلاقة أو عمليا جليد تكون بين الجانبين، حاول ويحاول الوسطاء التقليديون إذابته من خلال لقاءات ثنائية وثلاثية من دون أن ينجحوا.
غير أن ما تسبب بانفجار القلوب المليئة، ما صرح به البطريرك بشارة الراعي خلال عظة الأحد الأخيرة، والتي وصف فيها العمليات التي يخوضها حزب الله انطلاقا من جبهة الجنوب بالإرهابية، وهو ما تسبب بامتعاض كبير في صفوف قياديي الحزب الذين ذهلوا من بلوغ الراعي هذا التوصيف في ظل معركة كبيرة يخوضها الحزب، وكأنه تموضع في الفريق الآخر عمليا. أضف إلى ذلك أن تطرق الراعي إلى معايير انتخاب الرئيس أو المهمة المخول قيادتها خلال الفترة المقبلة أضاف إلى النقزة واحدة أخرى لا بد من أن تؤدي إلى تأخير أو تطيير أي احتمال حالي لانتخاب الرئيس.
لكن عملياً ما توقف أمامه متابعون، هو توقيت مواقف الراعي مرتفعة السقف مع زيارة أمين سر الفاتيكان (أو الرجل الثاني في الدولة) الكاردينال بيترو بارولين، مع الإشارة إلى أن الأخير حرص كما تحرص دولته على أفضل العلاقات مع حزب الله تحديداً، حيث بدا أنه يزرع بذورا للتفرقة بين الجانبين، على اعتبار أن الراعي سبق وأن دعا إلى عقد ما يشبه قمة روحية إسلامية - مسيحية في بكركي لا تؤكد المصادر أن الفاتيكان وقفت خلفها إنما هي عبارة عن إنتاج "بكركوي" خالص. كلام من صنف الكلام الذي قدمه الراعي كان لا بد من أن يأخذ المكون الشيعي بصفته معني به إلى المقاطعة. فهل قصد الراعي "الحرتقة" على أي محاولة لتقارب واضح بين الفاتيكان وحزب الله في هذه الأوقات؟
سؤال شرعي أخذ يطرحه أكثر من طرف داخلي، لاسيما مع تظهير مقاطعة نواب الثنائي الشيعي والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على أنها موجهة إلى الضيف الفاتيكاني، وهو ما رد عليه الحزب من خلال أصدقاء عمدوا إلى تسريب أن المعني في قرار المقاطعة هي بكركي والراعي، مع إبداء الحرص على أفضل العلاقات مع الفاتيكان مع إبداء استعداد لإجراء لقاء بين الحزب والضيف.
إلى ذلك علم أن حزب الله في صدد وضع الفاتيكان في صورة ما جرى ويجري وبصورة انزعاحه من السياسات التي تعتمدها بكركي وتصرفاتها الأخيرة التي لا تمت بصلة إلى مبدأ الاجتماع السياسي الذي تعمل الفاتيكان لأجله.

alafdal-news
