أماني النجّار - خاصّ الأفضل نيوز
أزمات البقاع البيئيّة والصّحية إلى مزيدٍ من التعقيد والتفاقم، الحرائق شبه اليوميَّة والتلوُّث بمختلف أنواعه كتلوث الهواء والماء وتكدّس النّفايات الصّلبة، مع غياب الصّيانة والمعالجات بشكلٍ ملفت؛ أدّت إلى انعكاساتٍ سلبيَّة على الإنسان والحيوان والنبات.
ومن مناطق البقاع الأكثر معاناةً، بلدة برالياس التي تتكدَّس فيها النّفايات على جوانب الطّرق وعلى ضفاف الأنهار وفي الأراضي البور؛ تتسبَّب بأضرارٍ صحيَّة جسيمة وأمراضٍ مستعصية، ومشهد تراكم النّفايات في معمل فرز النّفايات في السّلسلة الشّرقية خير دليلٍ على عمق الأزمة وصعوبة حلِّها.
في هذا السّياق، تحدّث موقع الأفضل نيوز مع محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة وقال: "اجتمعنا مع ممثلين عن منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وبعض الجمعيات؛ لإيجاد حل مستدام للكارثة البيئية في برالياس الناتجة عن النّفايات المتكدّسة؛ بسبب تزايد الكثافة السّكانية، والتّوقف القسري لتشغيل معمل فرز النّفايات المجاور للمطمر".
وأضاف: "سيتم اتّخاذ إجراءات قانونيّة بحق مرتكبي الحرائق في حال تأكدنا أنها مفتعلة، وسنعالج هذه الكارثة البيئية بأسرع وقت، ووعدتنا الجمعيات بالمساعدة مثل جرف النّفايات واستخدام آلية أخرى للتّخلص من النّفايات، وشراء مدفع مياه للإطفاء وغيرها".
إنّ تراكم القُمامة يسبّب خطرًا داهمًا على الصّحة العامّة للمواطنين؛ بسبب انبعاث الروائح الكريهة وانبعاث الغازات السّامة الناجمة عن النّفايات المشتعلة.
في هذا الصدّد، سأل موقعنا المحامي حمزة ميتا وقال: "إنّ معمل فرز النّفايات في برالياس، افتتح بين عامي ٢٠١٦ و ٢٠١٧، لكنه توقف عن الخدمة بسبب الأزمة الاقتصاديّة والسّبب الرئيسي هو انحلال البلدية وتهرُّب أعضائها من مسؤولياتهم؛ ما أدّى إلى تزايد الأزمة بشكلٍ مضطرد".
وأضاف: "على الأرجح حرق النفايات في المطمر عملٌ مفتعل، ونحن نتأمل خيرًا بالجمعيات التي ستدعم لزيادة عدد الحاويات في الأحياء؛ والحدّ من رمي النّفايات على الطّرقات سيّما وأنّ هذا الأمر سيزيد العبء على الآليات، فالحلّ الجذري يكمن في إعادة تشغيل ماكينات الفرز الموجودة وتشغيل عمّال لفرز النّفايات".
نحن أمام كارثة بيئيّة وصحيّة في البقاع خصوصًا مع تلوث نهر اللّيطاني وروافده وحرق النّفايات، وقد بدأت تظهر معالمها من خلال تزايد حالات الإصابة بمرض السّرطان قياسًا بغير مناطق. والسّؤال الذي يطرح نفسه هُنا، إلى متى سيدوم تهميش أهل البقاع وتركهم كمواطنين من الدرجة الثانية؟.