د. أكرم حمدان - خاصّ الأفضل نيوز
لقد كان خطاب رئيس وزراء كيان الاحتلال الصهيوني أكثر من مستفز ومقزز لما تضمنه من أكاذيب وادعاءات سردها نتانياهو أمام الكونغرس الأمريكي الذي يصح وصفه بأنه كان في هذه الجلسة "الكنيست الأمريكي" نظرًا لحفلة التصفيق التي واكبت أكاذيب نتانياهو الذي تفوق على غوبلز فيما قدمه من روايات ليس لها علاقة بالواقع.
فقد أبدع نتانياهو في تسويق وتكرار كذبة قتل وحرق الأطفال التي سوقها منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى، ونصب نفسه أمبراطورًا يعطي الدروس في الحضارة والديموقراطية والتاريخ والجغرافيا، وصور نفسه حامي الحريات وحقوق الإنسان ومدافعًا عن أميركا أكثر من الأمريكيين أنفسهم.
لقد أبدع نتانياهو في الكذب عندما تحدث عن المساعدات التي تدخل إلى غزة وعن الخسائر وحرب الإبادة التي يمارسها جيشه بحق الشعب الفلسطيني في غزة وكرّر معزوفة معاداة السامية، كما نصّب نفسه معلمًا يعطي الدروس للطلاب الأمريكيين الذين تظاهروا ضده وضد حرب الإبادة في غزة ونعتهم بأنهم لا يعرفون بالتاريخ والجغرافيا كما انتقد إدارات الجامعات التي سمحت للطلاب بالتظاهر كما اتهم المتظاهرين بأنهم يقفون مع الشر لأنهم يطالبون بوقف الحرب على غزة.
ومن أكاذيب نتانياهو في هذه الحفلة الزجلية والمسرحية المقززة التهجم على المحكمة الجنائية الدولية ووصف قرارها بالهراء وتجاهل كل ما ورد في القرار الأخير لمحكمة العدل الدولية بشأن الحق الفلسطيني وكذلك بيان الكنائس الصادر عن الفاتيكان، من خلال إعلانه مواصلة الحرب وما وصفه بتحقيق النصر على محور الشر والتمسك بالقدس وعدم السماح بإعادة تقسيمها... والكثير الكثير من الكذب...
لم يذكر الكذاب نتانياهو أي شيء عن الذين تظاهروا ضده خارج مبنى الكونغرس وجزء كبير منهم من اليهود، وحاول مغازلة الحزبين الجمهوري والديموقراطي ولكنه انبهر بحفلة التصفيق من الحضور ونسي أو تناسى بأن هناك نحو ٩٠ عضوًا من أعضاء الكونغرس قاطعوا الجلسة بسبب وجوده...
هذا غيض من فيض كذب نتانياهو لكسب المزيد من الدعم الأمريكي والغربي... ولكنه تفوق على غوبلز صاحب مقولة "اكذِب ثم اكذِب ثم اكذِب حتى تتحول الكذبة إلى حقيقة" وهو منظر الدعاية النازية في الحرب العالمية الثانية.
يبقى الكثير مما يقال في مضمون ورسائل نتانياهو ولكن الأيام ستكشف مدى تأثير أكاذيب غوبلز القرن ال٢١.