مارينا عندس - خاصّ الأفضل نيوز
صحيح أنّ الدّولرة طالت جميع القطاعات، بما فيها القطاعات التعليمية والترفيهية والرياضية والموسيقية وغيرها، إلّا أنّ الأسعار لا تزال "تشطح" لتصبح جنونية وغير مُنصفة بحقّ المواطن اللبناني.
فعلى الرغم من أنّنا نسعى غالبًا للمضي سيرًا والتأقلم ورفع المعنويات، منذ عام 2018 حتّى اللحظة، إلّا أنّنا لا نزال نعيش كابوسًا ليس من السهل تخطّيه.
ولأنّنا اليوم في "عزّ الموسم الصّيفي"، أردنا معرفة كيفية استطاعة الأولاد أن يتمتّعوا بجمال الصّيف ومناظره الخلابة ونشاطاته، وما إذا الأهل باستطاعتهم مشاركة أولادهم في المخيّمات الصيفية أو ما يعرف بالـcolonies d’été أم لا.
الصّيف بات ثقيلًا
لم تعد المخيّمات الصيفية ملاذًا سهلًا ومتاحًا للجميع، بعد أن أصبحت الأسعار تتخطّى المعقول في ظلّ أوضاعنا الصّعبة هذه؛ فالصيف بات ثقيلًا هذا العام على الأهل، سيّما بعد ارتفاع الأسعار لتتخطى الـ350 والـ400 دولار في الشهر الواحد في بعض الأماكن، بعد أن كان معظمها في السنوات الأخيرة بـ200 و250 بحدّها الأقصى.
وتعتمد هذه المخيّمات على شهري تمّوز وآب لتؤمن موسمًا رائعًا مليئًا بالألعاب والمفاجآت للأطفال. لكنّ السؤال هو: على من أثّرت الأزمة أكثر، على الأهل أم على أصحاب هذه المخيّمات؟
الأهل يواجهون المتاعب ويتركون أطفالهم في المنازل
تواجه هُدى وهي أمّ لطفلتين، مشكلةً في إدخال طفلتيها إلى المدرسة الصيفية هذا العام بسبب وضعها المادّي، وتقول: أنا لا أرى أنّني بحاجة ماسّة لدفع مبلغٍ يتخطّى الـ1400 دولار للموسم الكامل على طفلتين للاستمتاع، فبدلًا من هذا، قرّرنا عائلتي وأنا أن نشترك في مسبحٍ للعائلة بأكملها بسعرٍ مقبولٍ وبهذه الحالة أرى أولادي أمام عينيّ، الوضع لا يرحمنا فعلًا، لأنّ الأولاد من حقّهم أن يقضوا فترة ممتعة في الصيف قبل دخولهم المدارس، قرّرت بعض المخيّمات احتكار واستغلال الوضع ليجبرونا نحن الأهل على تحمّل كل هذه الأعباء من دون أيّ رحمة.
وتتابع: عندما كنت أدفع 200 دولار على الطفلة الواحدة للشهر الواحد، أي 300 ألف ل.ل. سابقًا، كان راتبي يتخطّى الـ2500 دولار. لكنّ اليوم على أيّ أساس سأدفع الـ300 دولار بدل الـ200 دولار وراتبي لا يتعدّى الـ500 دولار أميركي؟
التوضيح
توضّح سينتيا، وهي مسؤولة عن garderie وأيضًا colonie صيفي أنّ الوضع الصّعب يطال الجميع، وليس فقط الأهالي.
وتفسّر: صحيح أننا بدأنا نرفع الأسعار، ولكن ليس عن عبث. تكاليفنا كثيرة ما بين الموظّفين ووسائل النقل والأوتوكار والصيانة. بالإضافة إلى أنّنا نؤمّن وجبة الغذاء لهم ونأخذهم لقضاء أجمل الأوقات في أماكن تثقّفهم وتعلّمهم، مثل المعارض والمكاتب وإعادة تدوير النفايات ومتاحف مثل متحف الشّمع وغيره، بالإضافة إلى المسابح والملاهي وغيرها، وكلّ هذه الأماكن نحنُ من يتكفّل بدفع المستحقّات في الداخل وأيضًا الطبابة والاستشفاء في حال حصل معنا أيّ مشكلة، لذلك، من يدفع الـ300 والـ400 دولار على طفلٍ يعيش شهره بالكامل معنا، لا أتوقّع أنّه رقمٌ صعبٌ خصوصًا أنّ الرواتب بدأت تتحسّن رويدًا رويدًا. ولأنّ العملة الخضراء باتت في متناول أيدي الجميع، نحنُ أيضًا علينا ومن واجبنا أن نتعامل بالدّولار، إلى أن يتحسّن الوضع قليلًا.
"الحل الأمثل"
من جهتها، تشرح زينة وهي والدة لطفلة تبلغ 7 أعوام، أنّها اضطرت لتسجيل ابنتها بما أن لا مكان آخر تترك ابنتها فيه خلال وجودها وزوجها في العمل، غير أنه وبسبب كلفة الـ250 دولارًا في الشهر الواحد، ارتبطت بعمل إضافي عبر الإنترنت حتى تتمكن من تسديد التكاليف.
وتقول: لن أترك عملي حتى أبقى في المنزل مع إبنتي، فالمصاريف كثيرة وعليّ أن أساعد زوجي، كما أن لا أقرباء يعيشون بالقرب مني حتى أتركها عندهم، فاضطررت للجوء إلى هذا الحلّ، وأعرف أنّ البعض من صديقاتي قررن البقاء في المنزل للادّخار.