جو لحود - خاص "الأفضل نيوز"
لا يختلف اثنان في لبنان على أنّ كلّ التحركات السياسية الرئاسية منها وغير الرئاسية تفرملت وتوقفت بشكل واضح وعلني بسبب المستجدات الأمنية المتعلقة في الترقب الداخلي والخارجي الطبيعي للرد الذي سيقوم به محور المقاومة أكان في لبنان أو طهران أو حتى العراق واليمن.
وفي ساعات الانتظار الثقيلة التي يعيشها الداخل الإسرائيلي بعد الخطاب الأخير للأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، يعيش أيضا بعض الداخل اللبناني انتظارًا وقلقًا من نوع آخر متمثل في إمكانية وصول "حزب الله" إلى أهدافه ما يجعله يخرج من هذه الحرب التي فرضتها إسرائيل على لبنان منتصراً وبالتالي يستخدم انتصاره العسكري في الداخل اللبناني وفي الزواريب السياسية.
وفي هذا السياق، أشار مصدر متابع لحركة نواب المعارضة في حديث مع "الأفضل نيوز" إلى أنّ " المعارضة اللبنانية تبحث عن أيّ اطار يمكن لها أن تفعّل من خلاله تحركها الأخير بشكل جديّ، فتعيد التسويق لما أسمته خارطة طريق لانتخاب رئيس للجمهورية، ولهذا الهدف قد لا تنتظر المعارضة الوصول إلى ساعات الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي طال الضاحية الجنوبية لبيروت، إنما قد تسعى لمحاولة التواصل مرة جديدة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري و كتلة " التنمية والتحرير" نظراً لعلمها أنّ أيّ توصل مع "حزب الله" أو كتلة " الوفاء للمقاومة" غير ممكن في اللحظة الحالية".
ويضيف المصدر معتبراً أنّ " المعارضة تعلم بشكل أكيد ونهائي أن حركة التواصل التي تنوي التأكيد عليها لا يمكن البناء عليها في إحداث أي خرق في الجمود السياسي اللبناني، غير أن إصرارها على المضي في هذا التحرك ينبع من رغبتها في مخاطبة الخارج لاسيما الدول المعنية بالملف اللبناني".
ويتابع " مخاطبة الخارج تأتي من تخوّف تشعر به المعارضة اللبنانية مبنيّ على تصورها أن أي انتصار قد يحققه "حزب الله" في معادلة الحرب القائمة سيترجم انتصارًا في المسائل السياسية الداخلية، لاسيما مسألة الانتخابات الرئاسية، من هنا تصر المعارضة على التأكيد للدول المهتمة بالموضوع اللبناني أنها موجودة وهي لن ترضى بخيارات "قوى الثامن من آذار" الرئاسية ".
وانطلاقا من هنا يقول المصدر: " قد نشهد في الأيام المقبلة عددًا من الإطلالات الإعلامية المتفرقة لشخصيات من صلب قوى المعارضة أو مؤتمرات صحافية تشير إلى هذا التحرك وتؤكد على دور المعارضة في تحديد الخيارات الرئاسية اللبنانية".
في المقابل، أكّد مصدر نيابي في الثامن من أذار لـ "الأفضل نيوز" أنّ " لا مبرر للمخاوف التي تطلقها قوى المعارضة في لبنان، لاسيما أن التجربة منذ العام 2000 ومرورًا بالعام 2006 تشير بشكل صريح إلى أنّ " حزب الله" لا يستخدم انتصاراته العسكرية في خدمة القضايا السياسية الداخلية، غير أنه يعمل مع شركائه في الوطن على تأمين الاستحقاقات وفقا لرؤية وطنية لكيفية إدارة الأمور في البلاد".

alafdal-news
