عبدالله قمح - خاص "الأفضل نيوز"
تستعد مورغان أورتاغوس للعودة إلى بيروت، وهذه المرة بصفتها عضواً في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة والمشرفة من جانب إدارتها على اجتماع الآلية الثلاثية لمراقبة وقف إطلاق النار في الجنوب (المعروفة بـ"الميكانيزم"). وبالتالي، فإن زيارتها هذه تحمل خلفية أمنية ـ عسكرية بحتة.
تأتي أورتاغوس إلى بيروت قادمة من تل أبيب، التي زارتها خلال الساعات الماضية، حيث شمل جدول أعمالها ملفات تتصل بمتابعة عمل البعثة الأميركية في نيويورك، سواء تلك المتعلقة بقطاع غزة أو بالوضع في لبنان. غير أن الأهم أن زيارتها تتزامن مع مرحلة من الضغوط الدبلوماسية المتزايدة على بيروت، تُوجَّه خلالها نصائح أميركية وغربية للبنان بضرورة سلوك طريق المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
ومن اللافت أن إسرائيل كثّفت من عمليات الاغتيال قبل ساعات من وصول أورتاغوس والموفد المصري الذي يجري الحديث عنه، والذي أشارت معلومات "الأفضل نيوز" إلى أن الزيارة حقيقية، ويبقى النقاش فيها مرتبطاً بجدول أعمالها، في ما يُفهم منه أنه رسالة ضغط ميداني تهدف إلى إظهار “علوّ اليد” الإسرائيلية عشية البحث في ترتيبات وقف التصعيد.
لكن ما يجري خلف الكواليس، بحسب مصادر مطلعة، يشير إلى أن أورتاغوس ستعيد فتح النقاش مع السلطة اللبنانية حول اللجان المشتركة التي سبق أن طُرحت في مراحل سابقة كإطار لانطلاق نقاش رسمي – ولو غير مباشر – بين لبنان وإسرائيل. وتشمل هذه اللجان ثلاثة مسارات:
1. لجنة تُعنى بآليات الانسحاب من المناطق التي احتلتها إسرائيل بعد 27 تشرين الثاني الماضي.
2. لجنة خاصة بملف الأسرى والمفقودين.
3. لجنة تُعنى باستكمال ترسيم الحدود.
وتُظهر أجواء بيروت أن الخشية من تجدّد الحرب جعلت الموقف اللبناني أكثر ميلاً من السابق للدخول في مسار نقاشي يشترط أن يكون غير مباشر (وهو ما لا تفضّله إسرائيل أو الولايات المتحدة)، خلافاً لما كان عليه في الأشهر الماضية.
تبدو مهمة مورغان أورتاغوس اليوم أقل تعقيداً وأكثر هدوءاً، هكذا يراها البعض، إذ تدرك أن الضغط العسكري الإسرائيلي بدأ يترك أثره على مستوى أصحاب القرار الرسمي في الداخل اللبناني، ما سمح بإعادة النظر في بعض المفاهيم السابقة، وهو ما تحاول أورتاغوس البناء عليه ومراكمة التقدّم فيه، خصوصاً في ظل استمرار إسرائيل في انتهاج السياسة ذاتها، بل وتصعيدها.
وتشير المعطيات إلى أن أورتاغوس ستسعى – من خلال مشاركتها في الإشراف على اجتماع "الميكانيزم" – إلى استطلاع مدى تطوّر الموقف اللبناني من المفاوضات المحتملة. ولم يُعرف بعد ما إذا كانت ستعقد لقاءات رسمية مع شخصيات لبنانية، رغم أن فريقاً داخلياً يدفع في هذا الاتجاه، بالتوازي مع ما يُقال عن نقاشات يجريها رئيس الجمهورية جوزاف عون بشأن إمكانية وضع آلية تفاوضية لا ترتّب على لبنان أي التزامات سياسية أو ميدانية مسبقة.

alafdal-news



