ليديا أبودرغم - خاصّ الأفضل نيوز
مع تصاعد المواجهات بين "حزب الله" وإيران والجيش الإسرائيلي، في ظل انتظار ردّ الحزب على اغتيال القيادي فؤاد شكر في بيروت، ورد إيران على اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وتحليق مسيّرات "حزب الله" فوق حقول الغاز الإسرائيلية، لا يزال الكيان الصهيوني، يعيش كابوساً لا يتمنى أن يحدث، وهو ضرب محور المقاومة لحقول الغاز، الشريان الهام للاقتصاد الإسرائيلي الذي يوفر نحو 70% من حاجة الكيان لتوليد الكهرباء )بينما يتم إنتاج الباقي من الطاقة الشمسية والفحم(، فوضع حكومته في حالة استنفار قصوى عبر تسيير فرقاطات بحرية لحماية المنصات بتكلفة تبلغ مليار دولار، لأن استهداف هذه المنصات أثناء تشغيلها سيؤدي إلى خسائر ضخمة بمليارات الدولارات، والتي بإغلاق منصاتها أيضاً لفترة طويلة سيغرق مدن وبلدات الكيان في الظلام، كما سيتسبب بشلل في حركة الصناعة والتجارة والنقل، ما يعني أزمة اقتصادية كبيرة لن تطال الداخل الإسرائيلي فقط بل ستصل أضرارها أيضاً إلى مصر التي تستورد مليار و150 مليون متر مكعب من الغاز يومياً من "إسرائيل"، والأردن الذي استورد العام الماضي 98% من حاجته للغاز من "إسرائيل".
الجميع يُدرك جيداً أن "حزب الله" لا يكشف عن الأهداف التي سيضربها في "إسرائيل"، واحتمال إلحاق أكثر ضرر في الاقتصاد الإسرائيلي أمر وارد، وقد يستهدف منشآت الغاز الإسرائيلية في المياه الإقليمية الإسرائيلية وإذا حصل ذلك تأثيره سيكون تأثيراً مؤلماً وكبيراً جداً على الاقتصاد الإسرائيلي لأن إنتاج الغاز الإسرائيلي لا يغطي فقط حاجة "إسرائيل" الداخلية بل هو مورد لصادرات الغاز للإتحاد الأوروبي ويساعد مصر عن طريق تصدير الغاز إليها لتلبية احتياجاتها الداخلية وكذلك الأردن.
كل هذا يعني أن توقف إنتاج الغاز في "إسرائيل" قد يترك تداعيات مباشرة على كل من الكيان ومصر والأردن بالدرجة الأولى وعلى أسواق الغاز العالمية التي ستواجه المزيد من الطلب مع بحث هذه الدول عن بدائل.
فهل سيتم تكثيف الجهود الدولية والإقليمية للعمل فعلياً على وقف إطلاق النار في غزة وإنجاح المفاوضات وتحرير الرهائن أم سيتم التناور حتى إيجاد البديل الاقتصادي لتلك الدول بالرغم أن الولايات المتحدة لن تسمح بهزيمة الكيان وستسانده على كافة الصعد العسكرية والمالية والاقتصادية؟.
في المحصلة "حزب الله" وجبهة الإسناد لغزة قادرة على ضرب حقول الغاز الإسرائيلية وحتى العمق الإسرائيلي، وستكون الكلمة الفاصلة للميدان.